السراج يلجأ للجزائر لحل أزمة تكرر انقطاع الكهرباء

في ظل تكرر انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، واحتجاجات شعبية شهدتها بعض مناطق شرق وغرب ليبيا عدة مرات خلال الشهر الماضي للتنديد بهذه الانقطاعات، اضطر رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، ليلة أول من أمس إلى طلب مساعدة عاجلة من الجزائر «لإصلاح خلل في محطة توليد الكهرباء» التي تزود العاصمة طرابلس بالطاقة.
وعلى مدار أشهر فصل الصيف، عكرت أزمة انقطاع الكهرباء صفو الليبيين بسبب حرارة الطقس المرتفعة، وتغول فيروس «كوفيد - 19»، وانقطاع المياه أيضاً عن مناطق عديدة، «ولا يكاد يعود التيار لنصف ساعة بعد انقطاع خمس ساعات، حتى (يهرب) مرة ثانية مخلفاً البلدات والمدن في ظلام دامس»، بحسب تعبير عبد الله، وهو صاحب محل لبيع الخضراوات في حي الزهور بالعاصمة.
ويضيف سيادة موضحا: «نجونا من الحرب على العاصمة، لكننا لم ننج من فشل الحكومة، وسرقة المال العام، فأصبحنا نتعايش مع الظلام، بعد أن أصبح الكهرباء شيئا نادراً»، لافتا إلى أن «عددا كبيرا من الليبيين أصبح يعتمد على الحطب في الإنارة ليلاً، وفي طهي الطعام أيضاً، بسبب شح الوقود وغلاء أسعاره».
ونقلت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون استجاب لطلب السراج، خلال اتصال هاتفي، طلب فيه بالمساعدة العاجلة في إصلاح خلل محطة توليد الكهرباء، موضحة أن تبون أمر وزير الطاقة بتشكيل فريق تقني من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز «سونلغاز» للتوجه إلى العاصمة الليبية لهذا الغرض، وهو ما حدث بالفعل أمس، بحسب مصادر ليبية.
ولم يعد انقطاع الكهرباء مقتصراً على مدينة دون أخرى، فجميع المناطق باتت تشتكي مؤخرا من غياب التيار لمدد قد تصل إلى 15 ساعة في اليوم. وأمام هذه الوضع خرج عشرات المواطنين في مدينة ودان (وسط) أول من أمس، احتجاجاً على انقطاع التيار، وأغلقوا الطريق الساحلي الجفرة - سرت.
وهتف المتظاهرون، الذين أضرموا النيران في إطارات (الكاوتشوك)، ضد الحكومة، معبرين عن استيائهم من انعدام السيولة وانقطاع المياه أيضاً.
كما شهدت مدينة سرت، الواقعة في نفس المنطقة، إظلاماً تاماً منتصف الأسبوع لمدة ثلاثة أيام متتالية، رغم اتفاق مسبق بين البلدية وشركة كهرباء شرق البلاد بطرح الأحمال بواقع ست ساعات يومياً، مع مراعاة الجهات والمواقع الحيوية.
وفي ظل تصاعد غضب المواطنين، وعد فخري المسماري، رئيس الهيئة العامة للكهرباء في الحكومة المؤقتة، سكان سرت بحل مشكلة الكهرباء بالكامل، وقال إن مدينتهم ليست مدرجة ضمن خطة طرح الأحمال مستقبلاً وغير مستهدفة لخصوصيتها، قبل أن يلفت إلى أن انقطاع الكهرباء خلال الأيام الماضية مرتبط «بمشاكل فنية ووقود، وسيتم التغلب عليها».
من جهته، وعد رئيس المجلس التسييري للبلدية، سالم عامر، بتأمين كافة الاحتياجات الواجب توفيرها لإصلاح شبكات الكهرباء داخل المناطق الواقعة غرب سرت، والتي تعرضت لأضرار بفعل الاشتباكات خلال الأشهر الماضية، كما تم الاتفاق على توفير مولدات كهربائية لكافة المواقع التي ستحتضن مؤتمر سرت الثاني في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بالإضافة إلى تخصيص مولد آخر للمعمل الطبي بالبلدية لمواجهة جائحة «كورونا».
في السياق ذاته، أوضح جهاز النهر الصناعي (منظومة الحساونة - سهل الجفارة) أن تعرض حقول الآبار ومحطات ضخ المياه إلى حالات فصل في الجهد الكهربائي بشكل متكرر، منذ 24 من الشهر الماضي، تسبب في استمرار انقطاع المياه عن المدن المستهدفة بالمنطقتين الوسطى والجنوبية، لافتاً إلى أن حالات الإظلام التام تكررت أربع مرات خلال ستة أيام. وأضافت إدارة النهر الصناعي في بيان أمس، أنه رغم الجهود التي تبذل من فرق التشغيل والصيانة لإعادة ضخ المياه إلى المدن سريعاً. إلا أن «تكرر حالات الإظلام أنهكت فرق التشغيل والصيانة، وحالت دون عودة المياه، وتسببت في عطل بصمام التحكم بالتدفق بالمسار الأوسط بموقع الشويرف».
وتشكو شركة الكهرباء في غرب البلاد من عمليات تخريب متعمد، تمارسه «عصابات إجرامية» بسرقة أسلاك نقل الطاقة التي يتم تفكيكها وصهرها، وبيع النحاس الموجود في الأسلاك في السوق السوداء بالكيلو.
وتعول حكومة «الوفاق» على شركات تركية في تعويض النقص الحاد في توليد الكهرباء بغرب البلاد، وتعد شركة «كارادنيز» المتخصصة في تشغيل محطات الكهرباء المحملة على السفن الضخمة على رأس الشركات، التي ستبدأ خلال الفترة المقبلة تزويد ليبيا بالكهرباء.