غوتيريش يدعو المجتمع الدولي لتكثيف الجهود خلال الأشهر الثلاثة المقبلة

غوتيريش لدى مخاطبته الجمعية العامة في 22 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
غوتيريش لدى مخاطبته الجمعية العامة في 22 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

غوتيريش يدعو المجتمع الدولي لتكثيف الجهود خلال الأشهر الثلاثة المقبلة

غوتيريش لدى مخاطبته الجمعية العامة في 22 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
غوتيريش لدى مخاطبته الجمعية العامة في 22 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس (الأربعاء)، إن الوقت حان لأن تبدأ الدول في استخدام أموال من مخصصاتها الوطنية لمكافحة «كوفيد - 19» للمساعدة في تمويل خطة «كوفاكس» التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنية بتوفير لقاح مضاد للمرض عالمياً.
وتلقى برنامج «آكت أكسيليريتور» ومرفق كوفاكس، الذي هو جزء منه، حتى الآن ثلاثة مليارات دولار، لكنهما يحتاجان إلى 35 مليار دولار أخرى. ويهدف البرنامج إلى تقديم ملياري جرعة من لقاحات فيروس كورونا بنهاية العام المقبل، و245 مليون علاج، و500 مليون اختبار. وقال غوتيريش خلال فعالية رفيعة المستوى للأمم المتحدة عبر الإنترنت «يوفر برنامج آكت أكسيليريتور الطريقة الوحيدة الآمنة والموثوقة لإعادة فتح الاقتصاد العالمي بأسرع ما يمكن. ولن يفتح جهد توفير اللقاح داخل عدد من البلدان الأبواب أمام الاقتصاد العالمي ويعيد سبل العيش». من جهته، حثّ وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، وهو مضيف مشارك للاجتماع إلى جانب غوتيريش ومنظمة الصحة العالمية وجنوب أفريقيا، الدول الأخرى على الانضمام إلى هذه المبادرة العالمية، وقال أمام الاجتماع، إن «(آكت أكسيليريتور) هو أفضل أمل للسيطرة على الوباء». وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن 167 دولة انضمت إلى مرفق كوفاكس العالمي، وهو ما يمثل 70 في المائة من سكان العالم، مضيفاً «والقائمة تتزايد كل يوم». وتابع قائلاً إنه رغم تأكد وفاة مليون شخص بسبب «كوفيد – 19»، فإن «العدد الحقيقي أعلى لا محالة». وقال غوتيريش، إن البرنامج يحتاج إلى ضخ فوري قدره 15 مليار دولار «لتجنب ضياع نافذة الفرصة» للشراء المسبق، والإنتاج ولبناء المخزونات بالتوازي مع الترخيص، وتعزيز البحث ومساعدة البلدان على الاستعداد. ودعا غوتيريش جميع الدول إلى تكثيف الجهود بشكل كبير في الأشهر الثلاثة المقبلة. وأشار إلى أن الدول المتقدمة أنفقت تريليونات الدولارات على الآثار الاجتماعية والاقتصادية للأزمة، وبالتالي «بالتأكيد، يمكننا استثمار جزء صغير من ذلك لوقف انتشار المرض في كل مكان».
من جهته، قال الملياردير بيل غيتس أثناء الاجتماع إن مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» وقّعت اتفاقاً مع 16 شركة أدوية أمس. وأضاف «تلتزم الشركات في هذا الاتفاق بزيادة التصنيع بسرعة غير مسبوقة، والتأكد من توزيع اللقاحات المعتمدة على نطاق واسع في أقرب وقت ممكن، من بين أمور أخرى».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».