القوات الإسرائيلية تطلق الرصاص على متظاهرين من غزة وتصيب 3

حماس تمنع 37 طفلا من عائلات الشهداء من الالتقاء بأقرانهم في إسرائيل بحجة التطبيع

القوات الإسرائيلية تطلق الرصاص على متظاهرين من غزة وتصيب 3
TT

القوات الإسرائيلية تطلق الرصاص على متظاهرين من غزة وتصيب 3

القوات الإسرائيلية تطلق الرصاص على متظاهرين من غزة وتصيب 3

عشية الزيارة التي ينوي وفد من الحكومة الفلسطينية القيام بها لقطاع غزة اليوم، أصيب 3 فلسطينيين من قطاع غزة برصاص الجنود الإسرائيليين بالقرب من معبر بيت حنون، وذلك في أعقاب مظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية احتجاجا على الجمود في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
وكان بضعة آلاف من أهالي قطاع غزة خرجوا إلى مسيرات بمناسبة اليوم الوطني لكسر الحصار الإسرائيلي في مختلف المناطق. ولكن المسيرة التي انطلقت من مدخل حي الشجاعية، شمال القطاع، بمشاركة الفصائل الوطنية والإسلامية، انتهت بسفك الدم، فقد اقترب عدد من المتظاهرين من حاجز بيت حانون، الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، فأطلقت هذه القوات عيارات نارية لردعهم. وقالت مصادر فلسطينية إن 3 من الفلسطينيين أصيبوا برصاص جيش الاحتلال. وقال جيش الاحتلال إنه دفع بتعزيزات لمنطقة المعبر بعد أن استهدف المتظاهرون الجنود بالحجارة، زاعما أن جنوده أطلقوا نيرانا تحذيرية ثم أطلقوا النار على عدد من المتظاهرين.
وقد حمّلت القوى الوطنية والإسلامية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار وإغلاق المعابر وعدم الإسراع في إعادة الإعمار. وأكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أن «استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة بجانب إغلاق المعابر جريمة حرب بحق الإنسانية». بينما حمل خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق الوطني تعطيل تنفيذ مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة وإدخال مواد البناء.
وأشار البطش إلى أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءا بسبب تعطل إدخال مواد البناء، وإعاقة تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، بحسب الاتفاق الذي جرى توقيعه في العاصمة المصرية القاهرة في 27 من شهر أغسطس (آب) الماضي.
من جهة ثانية، أعلن وزير العمل في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية مأمون أبو شهلا، أمس، أن وفدا من الحكومة، بقيادة رئيسها رامي الحمد الله، سيزور غزة اليوم للمرة الأولى منذ إلغاء زيارته، إثر تفجيرات استهدفت منازل قياديين في فتح، الشهر الماضي.
وكان الحمد الله ألغى زيارة إلى قطاع غزة مقررة للبحث في إعادة إعمار القطاع، في الـ7 من نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد 10 تفجيرات استهدفت منازل لقادة من حركة فتح في القطاع.
وقال أبو شهلا الموجود في غزة إن 8 وزراء من الحكومة سيصلون إلى غزة قادمين من رام الله «للقيام بمهامهم»، موضحا أنه من المتوقع قدوم وزراء الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية وغيرهم، بالإضافة إلى مسؤول سلطة الطاقة والمياه والبيئة.
وأشار إلى «عدم وصول وزراء حكومة التوافق خلال الفترة الماضية بسبب التفجيرات الأخيرة التي حالت دون دخولهم خشية على حياتهم»، موضحا أنه لم يتم إطلاع الحكومة حتى الآن على نتائج التحقيق في التفجيرات.
وأكد أبو شهلا أن رئيس الوزراء، د. رامي الحمد الله لن يتمكن من القدوم إلى غزة لأنه «يتواصل مع إحدى الدول العربية التي سترسل مبلغا ماليا كبيرا لإعادة إعمار غزة».
يُذكر أن حركة حماس منعت 37 طفلا فلسطينيا من السفر إلى إسرائيل، أمس، عبر معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع، معتبرة أنها زيارة تطبيعية، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية.
وقال المتحدث باسم وزارة داخلية حماس، إياد البزم: «قامت الأجهزة الأمنية صباح اليوم بمنع سفر 37 طفلا من أبناء الشهداء إلى داخل الأرض المحتلة عام 1948، بهدف زيارة بعض المستوطنات والمدن المحتلة». وبحسب البزم فإن هذا الإجراء يأتي «حفاظا على ثقافة أطفالنا وأبناء شعبنا وحمايتهم من سياسة التطبيع».
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة الكيبوتسات (القرى التعاونية) وهي إحدى منظمات اليسار الرئيسة في إسرائيل، يوئيل مارشاك، أن الزيارة كانت منظمة للسماح لأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما «للترويح عن أنفسهم ولقاء أطفال إسرائيليين من أعمارهم».
وكان من المفترض أن يزور الأطفال في هذه الرحلة التي تم تنسيقها مع سلطات محلية عربية إسرائيلية، البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، التي كانت تسقط عليها الصواريخ من قطاع غزة، وقرية كفر قاسم العربية، وحديقة الحيوانات قرب تل أبيب.
وأضاف: «أعطى جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) موافقته على دخول الأطفال ومرافقيهم الـ5 إلى إسرائيل». وقال: «هذه بادرة إنسانية ليس فيها تطبيع سياسي، إنما هي محاولة لتعريف الأطفال اليهود والعرب على معاناتهم، فقد كان مهما للفلسطينيين أن يحكوا قصة معاناتهم، وهم الذين فقدوا أغلى ما لديهم في الحروب، ومن المهم لأقرانهم الإسرائيليين أن يتعرفوا على معاناة الفلسطينيين ويحكوا قصص معاناتهم هم أيضا وراء الحدود».



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.