تترقب أندية أوروبا الكبيرة وجماهيرها إقامة مراسم قرعة دور المجموعات لدوري الأبطال اليوم في مقر «يويفا» ضمن برنامج توزع فيه جوائز الاتحاد القاري لأفضل لاعب ولاعبة أيضاً.
وتسبب «كوفيد- 19» في نقل الحفل من أثينا إلى استوديوهات شبكة «آر تي أس» في جنيف من دون الحضور التقليدي للضيوف في عملية سحب القرعة أو توزيع الجوائز، في دلالة على أن الأوضاع لن تعود إلى طبيعتها في الوقت الراهن، وستظل المباريات دون حضور جماهيري.
وبعد نحو ستة أسابيع من تتويج بايرن ميونيخ الألماني بلقب النسخة الماضية من دوري الأبطال في مدرجات لشبونة الخالية من الجماهير، سيتم تقسيم الفرق الـ32 إلى ثماني مجموعات في غياب الصخب الجماهيري، ولكن وسط ازدياد الشكوك فيما يتعلق بأزمة فيروس «كورونا» المستجد.
ولم يتغير أي شيء بالنسبة للوضع الصحي، منذ أن رفع النادي الألماني الكأس القارية، مكملاً ثلاثيته (تُوج أيضاً بلقبي الدوري والكأس المحليين)، إذ لا يزال تهديد «كوفيد- 19» جدياً بالقدر الذي كان عليه حين اضطر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) إلى تعديل نظام المسابقة واستكمالها اعتباراً من ربع النهائي، في معسكر مغلق بلشبونة، خلف أبواب مؤصدة، مع إقصاء مباشر من مباراة واحدة عوضاً عن ذهاب وإياب.
وبعد تتويجه باللقب بفوزه في النهائي على باريس سان جيرمان الفرنسي، تأسف مدرب بايرن هانزي فليك بالقول: «مباراة مماثلة من دون جمهور ليست كرة القدم التي نعرفها. قد يعودون مجدداً (إلى الملاعب) في المستقبل».
وعلى الرغم من أن تفشي الفيروس ما زال في أوجه مع كثير من الضحايا، إن كان في أوروبا أو العالم بأجمعه، فقد بدأت الرياضة تتأقلم مع الواقع الجديد، ولن يكون هناك أي تأخير متوقع لأي من البطولات المحلية أو القارية في القارة العجوز، مع استمرار التشدد في الإجراءات الوقائية، وغياب الجمهور ما زال قائماً إلا في بعض الدوريات المحلية وبأعداد محدودة جداً.
وصنف معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض العديد من الدول والمناطق الإقليمية للفرق المشاركة بدوري أبطال أوروبا، على أنها عالية الخطورة، بما في ذلك إسبانيا والعديد من المناطق في فرنسا، لذا ينبغي على الأندية المستضيفة للمباريات اقتراح أماكن بديلة، بما في ذلك الدول المحايدة، إذا تم تطبيق قيود السفر على الأندية الزائرة. لكن هذا الأمر ربما يطبق فقط حال تطبيق منع السفر بالكامل وليس في حالة خضوع الفريق الزائر لمعايير العزل الطبي في بلاده عقب عودته. وأظهرت بطولة كأس السوبر الأوروبية التي أقيمت في بودابست إمكانية تطبيق الاستثناءات على فرق كرة القدم التي تعيش منعزلة هذه الأيام لتجنب العدوى. واختبر الاتحاد الأوروبي عودة المشجعين إلى المدرجات عندما سمح الأسبوع الماضي بحضور قرابة 15 ألف متفرج في مباراة كأس السوبر القارية التي أقيمت في بودابست وفاز بها بايرن على حساب إشبيلية.
وشدد رئيس «يويفا» السلوفيني ألكسندر سيفيرين على أن «الصحة هي الأولوية الأهم؛ لكننا نريد أن نعطي الأمل»، وقال: «المشجعون واللاعبون هم الجزء الأساسي في كرة القدم».
ووفقاً للقواعد التي ستقام عليها القرعة اليوم، سيوجد بايرن ضمن المستوى الأول بصحبة إشبيلية بطل مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، إضافة إلى الأندية المتوجة بطلة في الدوريات الوطنية الأعلى تصنيفاً، وهي ليفربول الإنجليزي، وريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة (13)، ويوفنتوس الإيطالي، وبورتو البرتغالي، وزينيت سان بطرسبورغ الروسي.
ويفرض هذا الأمر مواجهات مثيرة جداً، في ظل وضع برشلونة وأتلتيكو مدريد الإسبانيين، وثلاثي إنجلترا تشيلسي ومانشستر سيتي وجاره مانشستر يونايتد، وبوروسيا دورتموند الألماني وأياكس أمستردام الهولندي، في المستوى الثاني، وفرق من عيار إنتر ميلان وأتالانتا الإيطاليين، ولايبزيغ الألماني ومرسيليا الفرنسي، في المستويين الثالث والرابع.
وتأهل 26 فريقاً مباشرة إلى دور المجموعات، في حين تحدد البطاقات الست الأخرى عبر الأدوار التمهيدية وصولاً إلى دور فاصل، تأهل من خلاله حتى الآن دينامو كييف الأوكراني وأولمبياكوس اليوناني وفيرينسفاروش المجري، في انتظار تحديد هوية الفرق الثلاثة الأخرى.
ويبدأ دور المجموعات في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، أي بتأخر أكثر من شهر عن الموعد المعتاد، وستقام جميع المراحل الست في المجموعات الثماني على مدى ثمانية أسابيع.
وفي حالة حدوث تأخير لسبب من الأسباب، حدد الاتحاد القاري يوم 28 يناير (كانون الثاني) كموعد نهائي لإكمال دور المجموعات.
وعلى هامش سحب القرعة سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا، والتي تكتسي أهمية إضافية هذه السنة في ظل إلغاء جائزة الكرة الذهبية بسبب فيروس «كورونا» المستجد. ويبدو الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي وزميله في بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا الحارس مانويل نوير أوفر المرشحين لحصدها؛ حيث يتفوق الثنائي على البلجيكي كيفن دي بروين الذي خسر لقب الدوري الإنجليزي مع فريقه مانشستر سيتي وأقصي من دوري أبطال أوروبا، رغم تألقه الكبير هذا الموسم.
وألغيت جائزة الكرة الذهبية المقدمة منذ عام 1956 من مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية العريقة.
وكان المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك قد أحرز جائزة 2019 بعد بروزه مع ليفربول الإنجليزي وقيادته إلى لقب دوري الأبطال.
وهيمن بايرن الذي توج الموسم الماضي أيضاً بلقبه الثامن توالياً في الدوري المحلي، على لائحة العشرة الأوائل التي كشف عنها «يويفا» الأسبوع الماضي. وضمت المهاجم توماس مولر (حل في المركز السادس)، ولاعب الوسط الإسباني تياغو ألكانتارا المنتقل إلى ليفربول (8) ولاعب الوسط المدافع يوشوا كيميش (تاسعاً).
بعمر الثانية والثلاثين، كان ليفاندوفسكي أبرز لاعبي فريقه في موسم حقق فيه ثلاثية جديدة تاريخية. سجل 34 هدفاً في البوندسليغا (دوري)، و15 هدفاً على الساحة الأوروبية.
في نهاية أغسطس (آب) الماضي، رأى مدربه هانزي فليك وجوب حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من قبل «فيفا»، والتي يحوم الشك حول تنظيمها هذه السنة، قائلاً: «لا أرى أي لاعب غيره يستحقها».
وفك ليفاندوفسكي نحساً رافقه منذ فترة بعد خسارته نهائي دوري الأبطال مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند في 2013، بالإضافة إلى سمعة سلبية لعجزه عن حسم المناسبات الكبرى.
برز بشكل كبير أمام تشيلسي الإنجليزي في ثمن النهائي، مسجلاً ثلاثة أهداف وأربع تمريرات حاسمة، ثم أضاف هدفاً في ربع النهائي خلال الفوز الكاسح ضد برشلونة الإسباني (8- 2)، كما هز الشباك في نصف النهائي ضد ليون الفرنسي (3- صفر)؛ لكن هل ستتم معاقبته لعدم التسجيل في المباراة النهائية؟
أما مانويل نوير فاستهل موسمه على وقع جدال حول أحقيته بشغل مركز الحارس الأساسي في منتخب ألمانيا، في ظل منافسة شرسة من مارك أندريه تير شتيغن حارس عرين برشلونة الإسباني؛ لكن حارس شالكه السابق ختم موسمه بأروع طريقة. عزز سجله مع لقبين في دوري الأبطال بعد الأول في 2013، وكأس العالم 2014، بثمانية ألقاب في الدوري، وستة في الكأس المحلية.
بمقدور الألماني البالغ 34 عاماً أن يصبح أول حارس يحرز جائزة فردية كبرى، منذ العملاق السوفياتي السابق ليف ياشين المتوج بالكرة الذهبية عام 1963.
وقال مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف: «نوير في فئة وحده. لا شيء لدي ضد روبرت ليفاندوفسكي، هو هداف من الطراز الرفيع؛ لكن بالنسبة لي فإن لاعب العام هو مانويل نوير».
ولدى المدربين، في جائزة استحدثت أخيراً، انحصرت المنافسة بين هانزي فليك (بايرن ميونيخ)، ويورغن كلوب (ليفربول الإنجليزي) ويوليان ناغلسمان (لايبزيغ).
ولدى السيدات، رشحت لجنة مؤلفة من 80 مدرباً للأندية، و55 صحافياً أوروبياً، كلاً من ويندي رينار والإنجليزية لوسي برونز الفائزتين بدوري بطلات أوروبا مع ليون الفرنسي، والدنماركية برنيل هاردر القادمة إلى تشيلسي الإنجليزي من فولفسبورغ الألماني.
وعلى جائزة أفضل مدرب أو مدربة في أندية السيدات، يتواجه الإسباني لويس كورتيس (برشلونة)، والألماني ستيفان ليرش (فولفسبورغ) والفرنسي جان- لوك فاسور (ليون).
أندية أوروبا الكبرى تترقب قرعة دوري الأبطال... والمباريات تبقى بلا جمهور
مواجهات شرسة متوقعة في دور المجموعات... وليفاندوفسكي ينافس نوير ودي بروين على جائزة لاعب العام
أندية أوروبا الكبرى تترقب قرعة دوري الأبطال... والمباريات تبقى بلا جمهور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة