اليمن يدعو إلى بلورة موقف عربي موحد إزاء التدخلات الإيرانية

TT

اليمن يدعو إلى بلورة موقف عربي موحد إزاء التدخلات الإيرانية

دعت الحكومة اليمنية إلى بلورة موقف عربي واضح وموحد إزاء التدخلات الإيرانية في المنطقة الرامية إلى زعزعة استقرار البلدان العربية عبر الأعمال العدائية والإرهابية.
جاء ذلك في تصريحات رسمية لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني، على خلفية نجاح العملية الأمنية السعودية الأخيرة في الإطاحة بخلية إرهابية تلقت تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني.
وفيما أشاد الوزير اليمني بحالة اليقظة والجاهزية العالية للأجهزة الأمنية في المملكة‏ العربية السعودية، جدد إدانته واستنكاره الشديدين للأعمال العدائية الإرهابية المصدرة من النظام الإيراني.
وأوضح الوزير اليمني أن هذه الأعمال تعكس إصرار نظام طهران على التدخل السافر في شؤون الدول العربية بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، وتؤكد استمرار هذا النظام الإرهابي في سياساته التخريبية وأجندة نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة‏. بحسب تعبيره.
وعبر الإرياني عن تضامن اليمن المطلق واللامحدود مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية في مواجهة محاولات النيل من أمنها واستقرارها، ودعم ووقوف اليمنيين قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب المملكة في كل الإجراءات التي تتخذها للتصدي للأنشطة الإرهابية المصدرة من إيران وحماية أمنها القومي والحفاظ على مصالحها الوطنية.
ودعا الوزير الإرياني «لبلورة موقف عربي واضح وموحد لمواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار دول المنطقة، ورفع مستوى التعاون والتنسيق في مختلف المجالات لمواجهة هذه الأنشطة الإرهابية التي قال إنها «تشكل تهديداً جدياً وخطيراً وغير مسبوق للأمن والسلم الإقليمي والدولي».
دعوة الإرياني جاءت بعد يوم واحد من تصريحات لوزير الثروة السمكية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية فهد كفاين، قال فيها إن أكثر من 40 سفينة صيد إيرانية دخلت المياه اليمنية حول أرخبيل سقطرى وتقوم بصيد غير مشروع في اعتداء صارخ على السيادة اليمنية.
وأوضح كفاين أن «هذا الاعتداء المتكرر تمارسه إيران في المياه اليمنية وتقوم من خلاله بأعمالها التخريبية في اليمن»، داعيا في تغريدات على «تويتر» المجتمع الدولي إلى الوقوف «بحزم أمام الدور التخريبي الذي تمارسه إيران في اليمن».
وقال «سكوت المجتمع الدولي أمام الانتهاكات الإيرانية الصارخة للسيادة اليمنية يعد انتقاصا وإخلالا بمبادئ الأمم المتحدة والشرعية الدولية وسيادة الدول وأمنها».
وأضاف الوزير اليمني «نتطلع إلى مزيد من التنسيق بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي لصد الانتهاكات الإيرانية وحماية المياه البحرية اليمنية والثروات البحرية من العبث الذي تتعرض له والمتمثل بالصيد غير المشروع».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.