إسرائيل تكشف مواقع «مخازن أسلحة» في بيروت... و«حزب الله» ينفي

TT

إسرائيل تكشف مواقع «مخازن أسلحة» في بيروت... و«حزب الله» ينفي

كشفت إسرائيل، أمس، عن ثلاثة مواقع قالت إن «حزب الله» يستخدمها لصنع أو خزن الأسلحة في قلب أحياء سكنية في بيروت، أحدها يقع قرب مخزن غاز ومحطة وقود. ودعت الحكومة اللبنانية إلى «معالجة الأمر» قبل أن يؤدي أي خطأ من عناصر الحزب في المكان إلى «انفجار مدمر».
وجاء هذا الكشف أولاً في بيان رسمي أصدره الناطق بلسان الجيش باللغة العربية أبيخاي أدرعي، قال فيه إن «الانفجارات التي شهدتها الساحة اللبنانية أخيراً، بما في ذلك الانفجار الذي وقع في مستودع الأسلحة في بلدة عين قانا جنوب لبنان، هي دليل قاطع على استخدام حزب الله السافر لمواطني لبنان كدروع بشرية. فمشروع الصواريخ الدقيقة الذي يديره كل من حزب الله وإيران يشمل برامج تحويل قذائف صاروخية قائمة إلى صواريخ دقيقة بالإضافة إلى برامج كاملة لإنتاج صواريخ دقيقة من خلال إنشاء مواقع إنتاج على الأراضي اللبنانية. ويعتبر هذا المشروع دليلاً قاطعاً على مواصلة استغلال مواطني لبنان من قبل حزب الله ومواصلة نشاطات إيران عبر حزب الله بهدف زعزعة الاستقرار والمساس بأمن وأمان المواطنين العزل الأبرياء. ونحن نكشف عن ثلاثة مواقع في قلب مدينة بيروت لإنتاج مواد تستخدم لإنتاج الصواريخ الدقيقة، هي: الموقع الأول، موقع إنتاج مواد للصواريخ الدقيقة في قلب المنطقة الصناعية في حي الجناح: يقع الموقع بجوار شركتيْ غاز؛ الأولى متاخمة تماماً له، فيما تبعد الثانية نحو 50 متراً عنه، إضافة إلى ذلك يقع هذا الموقع على بعد عشرات الأمتار من محطة للوقود».
أما الموقع الثاني، فهو بحسب الإعلان الإسرائيلي «موقع تحت أرضي لإنتاج أجزاء من الصواريخ الدقيقة في حي الليلكي، ويقع تحت أربعة مبانٍ سكنية مكونة من سبعة طوابق تقطنها أكثر من 70 عائلة. في الموقع مدخلان من الجهة الشرقية والشمالية وهو يبعد نحو 130 متراً عن كنيسة ومركز طبي». والموقع الثالث «موقع تحت أرضي لإنتاج مواد دقيقة للصواريخ في حي الشويفات. وهو يقع تحت خمسة مبان سكنية تقطنها نحو 50 عائلة. كما يقع مسجد على مقربة منه بنحو 90 متراً شمالًا».
وتكلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضاً عن الموضوع، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، فقال وهو يعرض خرائط لمواقع «حزب الله» إن «إسرائيل ودول في كل أنحاء العالم العربي تقف معاً ليس فقط بما يخص دفع السلام قدماً. نقف معاً أيضاً في مواجهة أكبر عدو للسلام في الشرق الأوسط ألا وهو إيران. إيران تعتدي عمداً على جيرانها مرة تلو الأخرى وبشكل متوحش، ووكلاؤها الإرهابيون متورطون بشكل مباشر في ممارسة العنف في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في كل من العراق وسوريا واليمن وغزة وطبعاً لبنان. شاهدنا جميعا الانفجار المروع الذي وقع في مرفأ بيروت الشهر الماضي... لقي 200 شخص مصرعهم وجرح الآلاف وفقد ربع مليون شخص منازلهم».
وأشار إلى مكان أحد المواقع الثلاثة على خريطة لبيروت قائلاً: «هنا قد يقع الانفجار القادم. هذا هو حي الجناح ببيروت. إنه ملاصق للمطار الدولي وهنا يملك حزب الله مخزن أسلحة سرياً. هذا المخزن يقع بالقرب من شركة غاز... وعلى بعد أمتار معدودة من محطة بنزين وخمسين متراً من شركة غاز. وهنا توجد شاحنات غاز أخرى وكل هذا متواجد وسط حي سكني. ومن أجل سكان حي الجناح، هذه هي الإحداثيات. وأريد أن أظهر لكم المدخل لمصنع الصواريخ التابع لحزب الله. هذه هي شركة الغاز وهنا يقع مخزن الصواريخ القابل للانفجار. أقول لسكان حي الجناح: عليكم التحرك الآن. عليكم الاحتجاج ضد هذا. لأنه إذا انفجر هذا المخزن ستقع مأساة أخرى. وللمواطنين اللبنانيين أقول: ليست لإسرائيل أي نية للمساس بكم ولكن إيران تعتزم القيام بذلك. إيران وحزب الله يعرضانكم ويعرضان عائلاتكم عمداً إلى خطر كبير. عليكم أن توضحوا بأن ما تقوم به إيران وما يقوم به حزب الله غير مقبول. عليكم مطالبتهم بتفكيك هذه المخازن».
وبعد دقائق معدودة من خطاب نتنياهو، رد الأمين العالم لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالنفي، معتبراً أن «هذه محاولة تحريض وتأليب للبنانيين على حزب الله». وقال: «لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز»، مشيراً إلى «جولة إعلامية» قال إن حزبه «نظمها للإطلاع على حقيقة الوضع هناك وكشف ادعاءات نتنياهو الكاذبة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.