أشتية: سنبذل كل الممكن لإنجاح الانتخابات الفلسطينية

حديث عن شراكة بين «فتح» و«حماس» في كل شيء

معبر رفح من جهة قطاع غزة الذي وافقت السلطات المصرية على فتحه 3 أيام (إ.ب.أ)
معبر رفح من جهة قطاع غزة الذي وافقت السلطات المصرية على فتحه 3 أيام (إ.ب.أ)
TT

أشتية: سنبذل كل الممكن لإنجاح الانتخابات الفلسطينية

معبر رفح من جهة قطاع غزة الذي وافقت السلطات المصرية على فتحه 3 أيام (إ.ب.أ)
معبر رفح من جهة قطاع غزة الذي وافقت السلطات المصرية على فتحه 3 أيام (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن حكومته بدأت العمل على إنجاح الانتخابات الفلسطينية المرتبقة خلال أشهر، فيما أعلن مسؤول في مركزية حركة «فتح»، أن بياناً رسمياً حول التفاهمات بين «حماس» ووفد «فتح»، سيصدر الخميس.
وأضاف أشتية في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس: «إننا نباركها. لقد كانت البند الأول في رسالة التكليف من الرئيس للحكومة، وسوف نبذل كل الممكن لإنجاحها». وكانت حركتا «فتح» و«حماس» اتفقتا على إجراء انتخابات متدرجة تبدأ بالتشريعية، ثم الرئاسة ثم المجلس الوطني لمنظمة التحرير، في غضون 6 أشهر.
وينتظر الفلسطينيون مرسوماً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر القادم، بعد أن يحصل على اتفاق تام بين «فتح» و«حماس» وباقي الفصائل. ويفترض أن تقر حركتا «فتح» و«حماس»، الاتفاق الذي توصل إليه وفداهما إلى تركيا، ثم سيجري نقاش موسع مع باقي الفصائل. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، إن الرئيس عباس، مصرٌ على إنجاز الوحدة الوطنية وتحقيق الشراكة السياسية على أسس واضحة ومتفق عليها، لمواجهة كل المؤامرات ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
واضاف للتفزيون الرسمي أن «قرار الرئيس بالدعوة لاجتماع الأمناء العامين، كان خطوة جريئة وشجاعة في تحقيق حلمه الذي طالما سعى إليه لرأب الصدع وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، الذي كان ناجحاً بمخرجاته، وأسس لما بعده من حوارات ثنائية وتفاهمات بين حركتي (فتح) و(حماس)، ليصار إلى حوار وتوافق وطني للكل الفلسطيني وإجراء الانتخابات».
وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الرئيس يحرص ويسعى لإدخال الكل الفلسطيني إلى منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وأن «الرئيس حدد منذ البداية مسار الوفد، من تركيا إلى قطر، ثم إلى القاهرة، كونها ترعى المصالحة ومن الواجب إطلاع الأشقاء المصريين، ومن ثم إلى الأردن»، لافتاً إلى أن مركزية حركة فتح ستجتمع الخميس المقبل، وتدرس هذه التفاهمات وتعطي قرارها، مستدركاً أن هناك قبولاً مبدأياً بمخرجات الحوارات، وسيكون أيضاً اجتماع لقيادة حماس وبقية الفصائل التي وضعت في صورة هذه التفاهمات، «وهناك حوار بين كل الفصائل لتحويل التفاهمات إلى خطوات ملموسة».
وتابع أن الرئيس سوف يدعو لاجتماع للأمناء العامين للفصائل، والإعلان عن الاتفاق وإطلاق الانتخابات بعد التشاور مع لجنة الانتخابات، مشدداً: «نحن ذاهبون للشراكة، والانتخابات، ورسالة نوجهها لـ(حماس) والتنظيمات، إذا نحن فزنا بالانتخابات فذاهبون إلى حكومة وحدة، وإذا غيرنا فاز، فهم أحرار، وإذا دعونا لحكومة وحدة سنذهب معهم، ونحن ننتصر لفلسطين سواء كنا أقلية أو أغلبية، ويوم الخميس سيصدر بيان رسمي حول التفاهمات بين حماس ووفد فتح».
وفيما تجتمع «فتح» يوم الخميس وتعطي قرارها النهائي، يفترض أن يجتمع المكتب السياسي لـ«حماس» في هذا الوقت من أجل دراسة الاتفاق.
وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أمس، في حوار مفتوح مع صحافيين من غزة عبر تقنية الفيديو: «(حماس) تريد انتخابات هادئة يتبعها حكومة وحدة فلسطينية تضمن فيها مشاركة الكل الفلسطيني».
وأضاف مسؤول العلاقات الوطنية في «حماس» أن حركته معنية بالحراك الجاري وأن يتم كسب ثقة الشعب الفلسطيني واستعادة شعوره بالجدية وإمكانية الوصول إلى مصالحة حقيقية.
وأكد بدران أن «الحوارات التي جرت في تركيا مؤخراً مع وفد حركة فتح، بحثت إجراء انتخابات للمجلس التشريعي كمرحلة أولى، يتبعها انتخابات للمجلس الوطني في المناطق الممكنة، والتوافق حيثما تعذر».
وأشار بدران إلى أن التقارب مع «فتح» بدأ منذ 3 أشهر، وما سرعه هو ما تعرضت له القضية من الضم والتطبيع، قائلاً: «هذا ما جعلنا نقف عن مسؤولياتنا والشعور بعدم وجود الكثير من الوقت وأن القادم يستهدف الجميع».
وأضاف: «الخطوة المقبلة ستكون بانتظار استكمال خريطة الطريق للمشاركة في العمل الوطني والسياسي بتوافق وطني كامل».
وشدد بدران على أن الاتفاق لم يكن برعاية تركيا، وإنما في ضيافتها، «لقد كان اتفاقاً فلسطينياً خالصاً».
ويفترض أن يدعو عباس لعقد اجتماع الأمناء العامين في الثالث من الشهر المقبل، بعد إعطاء «فتح» و«حماس»، موافقة رسمية على اتفاق إسطنبول، ثم سيجري اجتماعاً مع لجنة الانتخابات المركزية قبل أن يصدر مرسومه الرسمي.
وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن «التفاهمات التي جرت بين (فتح) و(حماس) وكانت في تركيا تم إطلاع الجانب المصري عليها، واليوم (أمس الاثنين) سيتم إطلاع الجانب الأردني».
وأضاف: «سيتم إقرارها من الهيئات التنظيمية لحركتي فتح وحماس ثم سيتم ترتيب اجتماع الأمناء العامين، وهذه المرة سيكون بصيغة فنية فقط»، وأردف: «ما يهمنا الآن هو وحدة القوى الوطنية في كل الساحات».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.