تونس: تزايد الرافضين لترشح الغنوشي لرئاسة «النهضة»

راشد الغنوشي (أ.ب)
راشد الغنوشي (أ.ب)
TT

تونس: تزايد الرافضين لترشح الغنوشي لرئاسة «النهضة»

راشد الغنوشي (أ.ب)
راشد الغنوشي (أ.ب)

بإعلان نور الدين البحيري، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة التونسية (إسلامية)، تأييده لبقاء راشد الغنوشي على رأس الحزب وترشحه للمنصب خلال المؤتمر الـ11 للحركة، المنتظر عقده نهاية السنة الحالية، ارتفعت مجددا الأصوات المنتقدة لأدائه والمطالبة برحيله، وضرورة الالتزام بالفصل 31 من النظام الداخلي لحركة النهضة الذي يمنع الترشح لأكثر من دورتين.
وجاء موقف البحيري إثر تسريبات من داخل حركة النهضة، تؤكد ارتفاع أعداد المطالبين برحيل الغنوشي، والرافضين لإمكانية تعديل الفصل 31 من النظام الداخلي لتمكينه من الترشح مرة ثالثة، مشيرين إلى أن هذا العدد من الرافضين للفكرة بات يمثل نصف نواب حركة النهضة في البرلمان، وهو ما يعادل 26 نائبا من إجمالي 52 برلمانيا يمثلون الحزب.
وكان 13 نائبا إضافيا وردت أسماؤهم ضمن قائمة مكونة من مائة قيادي في حركة النهضة، ممن رفضوا فرضية ترشح الغنوشي مجددا لرئاسة الحزب، وضمت القائمة قيادات مهمة في الحركة، وفي مقدمتها نور الدين العرباوي، وسمير ديلو، وفتحي العيادي.
في السياق ذاته، أعلن رياض الشعيبي، القيادي السابق في حركة النهضة، قرار العودة إلى صفوف حركة النهضة «تلبية لنداء رئيس الحركة، وحرصا على مواصلة خدمة الشأن العام بعد تجاوز الخلافات»، على حد قوله، كما راجت أنباء عن استعداد حمادي الجبالي، الأمين العام السابق لحركة النهضة المستقيل، لإعلان عودته إلى الحركة خلال الفترة المقبلة، وهو ما أكده خليل البرعومي، عضو المكتب التنفيذي، بقوله إن النقاشات لا تزال متواصلة مع عدد من القيادات السابقة المستقيلة من الحركة لإقناعها بالعودة للحركة، على غرار الأمين العام الأسبق حمادي الجبالي، وربما تشمل عبد الحميد الجلاصي وزياد العذاري.
ونفى البرعومي أن يكون سبب الدعوة التي وجهها رئيس الحركة راشد الغنوشي للقيادات المستقيلة للعودة إلى الحزب «البحث عن دعم ضد العريضة الذي تطالبه بالتخلي عن رئاسة الحركة في المؤتمر المقبل»، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، دعا الغنوشي، بصفته رئيسا للبرلمان، إلى فتح تحقيق حول الاعتداء الذي تعرض له فجر أمس النائب البرلماني أحمد موحي، الممثل لتحالف «ائتلاف الكرامة»، عن ولاية (محافظة) بنزرت (60 كلم شمال العاصمة)، وأكد على ضرورة حماية النواب من «الاعتداءات الجبانة». كما أدان أعضاء البرلمان هذا الاعتداء، الذي يعد الثاني من نوعه على نواب «ائتلاف الكرامة»، حيث تعرض قبل ذلك النائب محمد العفاس، الممثل لولاية صفاقس، بدوره، لاعتداء جسدي ولفظي من قبل بعض القيادات النقابية، ما أدى إلى سجن ثلاثة منهم.
من ناحية أخرى، دعا النائب البرلماني مبروك كرشيد إلى تطبيق كل الأحكام القضائية، بما فيها حكم الإعدام، من أجل ردع المجرمين، وذلك في ظل انتشار الجرائم في جل المدن، وخاصة جرائم القتل والعنف والاغتصاب والسلب والنهب.
وقال كرشيد: «عندما تتحول الشرطة والأمن إلى قوة ناعمة، لا يخشاها المجرمون ولا يحتاطون لسطوتها، وعندما تتحول المحاكم إلى ساحات للسمسرة وتبسيط العقاب، ينتهي الأمر إلى ضعف الدولة واستباحتها من المجرمين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.