السلطات التركية تحجب موقع صحيفة نشرت خبر مقتل عسكريين في ليبيا

TT

السلطات التركية تحجب موقع صحيفة نشرت خبر مقتل عسكريين في ليبيا

حجبت السلطات التركية الموقع الإلكتروني لصحيفة «يني يشام»، بعد أيام من صدور أحكام بالسجن على رئيس تحريرها ومدير الأخبار فيها، بتهمة إفشاء معلومات ووثائق تتعلق بالنشاط الاستخباراتي، ونشر تقارير حول تشييع جنازتي اثنين من عناصر المخابرات المخابرات التركية قتلا بليبيا في فبراير (شباط) الماضي.
وقالت الصحيفة، في بيان أمس، إن «هيئة الاتصالات والتكنولوجيا نفذت القرار، الصادر في 15 سبتمبر (أيلول)، والخاص بحكم الدائرة الأولى لمحكمة الصلح والجزاء في هطاي (جنوب)، التي سبق أن قضت بحظر الدخول إلى الموقع الإلكتروني للصحيفة دون الكشف عن أسباب القرار».
وجاء قرار الحجب بعد صدور قرار في التاسع من سبتمبر (أيلول) بحبس رئيس تحرير الصحيفة محمد فرحات تشيليك، ومدير الأخبار آيدين قصر، بسبب تقارير عن جنازات العسكريين الذين قتلوا في ليبيا، وعاقبتهما المحكمة بالحبس لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر، بتهمة إفشاء معلومات ووثائق تتعلق بنشاط استخباراتي.
كما أحيل سبعة صحافيين آخرين للمحاكمة بتهمة كشف أسرار الدولة، إثر تغطيتهم مقتل ضابطين من المخابرات التركية في ليبيا، ووجهت إليهم تهمة كشف هوية اثنين من أعضاء جهاز المخابرات التركي.
وتتركز التهم الموجهة للصحافيين على مقالات وكتابات على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في فبراير الماضي، تحدث فيها عن سقوط ضحايا من العسكريين الأتراك في ليبيا. وتقدم تركيا الدعم والتدريب العسكري في ليبيا لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، والتي يرأسها فائز السراج، ضد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.
وفي أغسطس (آب) الماضي، رفضت محكمة تركية طلباً للإفراج عن الصحافيين باريش بهلوان وهوليا كيلينتش من موقع «أوضه. تي. في»، ومراد أجيرل الكاتب في صحيفة «يني تشاغ»، المحتجزين بتهمة الكشف عن مقتل أحد عناصر المخابرات التركية بليبيا في فبراير الماضي، بدعوى وجود شبهة التخلص، أو التعتيم على أدلة الإدانة، أو فرارهم إلى خارج البلاد، أو الاختباء.
وجاء في قرار رفض طلب الدفاع الإفراج عن الصحافيين الثلاثة أنه «تقرر استمرار حبسهم بالنظر إلى وجود أدلة ملموسة، مثل إجراء تقارير بحثية من مصدر واضح، يؤكد وجود اشتباه قوي في ارتكاب الجريمة، وشكاوى جنائية من المخابرات الوطنية، وإفادات شهود، وإعدام الأدلة ضد المتهمين أو الهروب أو محاولة الاختباء».
وفند محامي الدفاع عن الصحافيين الثلاثة، حسن إرسوز، القرار، قائلاً إن إفادات الشهود لم تحمل أي اتهامات لهم، مبرزاً أنه لا يوجد أي شبهة في هروبهم إلى خارج البلاد، أو إمكانية تدمير أدلة، وإنه يجب على المحكمة الدستورية العليا أن تنظر في الشكوى المقدمة للإفراج عنهم.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».