كان الأسبوع الماضي في الإعلام الأميركي خليطا من احتفالات الكريسماس، وخوفا من خطر الإنترنت بسبب فيلم أميركي عن كوريا الشمالية، وطبعا، مواصلة لتغطية الإرهاب والإرهابيين.
في بداية الأسبوع، عادت المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى مجلس الأمن. وبدا أن الأسبوع كله سيكون عن كوريا الشمالية. وهذا ما حدث تقريبا.
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» مداولات مجلس الأمن حول كوريا الشمالية. وأن 11 دولة من 15 دولة في مجلس الأمن أيدت وضع سجل كوريا الشمالية في مجال حقوق الإنسان على جدول أعمال المجلس. لكن، اعترضت روسيا والصين. وامتنعت تشاد ونيجيريا. وقالت الصحيفة إن هذه كانت المرة الأولى التي يناقش فيها هذا الموضوع في مجلس الأمن. من الناحية الإجرائية، ما دام الموضوع قد وضع في جدول الأعمال، فيمكن مناقشته مرة أخرى في أي وقت (لا يستخدم الفيتو في هذه الحالة).
ومع بداية الأسبوع، نقل تلفزيون «سي إن إن» فيديو وزعه تنظيم داعش عن تحطم طائرة حربية تابعة للقوات الجوية الملكية الأردنية، واعتقال قائدها، بالقرب من مدينة الرقة في شمال سوريا. وقال التلفزيون إن هذا يدل على أن «داعش» يملك صواريخ مضادة للطائرات. لكن، سارع البنتاغون، ونفى ذلك في بيان صحافي عاجل.
وفي منتصف الأسبوع، زادت تغطية الإعلام الأميركي لاحتفالات الكريسماس. وغير أخبار عودة أعضاء الكونغرس إلى ولاياتهم ودوائرهم الانتخابية، وغير أخبار سفر أوباما وعائلته إلى هاواي، انتشرت في التلفزيون صور الاحتفالات، والتسوق، وطرق إعداد موائد الكريسماس، وخاصة الحلويات.
ونقل تلفزيون «بي بي سي أميركا» الرسالة الكاملة عن عيد الميلاد التي ألقتها الملكة إليزابيث الثانية. وفيها إشادة بعمال الإغاثة لمكافحة الإيبولا في غرب أفريقيا. لكن، كان أكثر التركيز على أهمية المصالحة بين المسيحيين. وأشارت إلى مصالحات في الماضي حتى خلال الحرب العالمية الأولى.
وكالعادة، وجه الرئيس باراك أوباما رسالة الكريسماس إلى الشعب الأميركي. وأشار إلى الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وقال إنها أول مرة لا يوجد فيها «عدد كبير» من الجنود الأميركيين «بعيدا عن الوطن والأهل».
واهتم الإعلام الأميركي برسالة البابا فرانسيس بمناسبة الكريسماس، وخاصة إدانة «داعش» في العراق وسوريا، وعمليات «العنف ضد النساء، والأطفال، والأقليات العرقية».
ونقلت قنوات تلفزيونية احتفالات المسيحيين العراقيين، وهم - كما قال تلفزيون «إيه بي سي» - «يتحدون الاضطهاد».
ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» خبرا مثيرا: «بوتين يعلن ضوابط على أسعار الفودكا للحد من التهريب بمناسبة الكريسماس». وكان واضحا أن نشر الخبر جزء من المواجهة الأميركية مع بوتين. وأن الغرب يحتفل بلا حدود، بينما يعاني الروس بسبب سياسات بوتين، وخاصة غزوه لأجزاء من أوكرانيا.
لكن، مع احتفالات الكريسماس، كان هناك الإرهاب والإرهابيون. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» سلسلة أخبار، مثل:
هجوم ميليشيات في ليبيا على محطة لتوليد الكهرباء في سرت، وترك الهجوم ما لا يقل عن 19 جنديا قتيلا. وهجوم حركة شباب المجاهدين في الصومال على مقر بعثة الاتحاد الأفريقي في مقديشو، وهو الهجوم الذي قتل 3 جنود من قوات حفظ السلام ومقاولا مدنيا، بينما قتل 5 من المهاجمين. وبيان القوات الباكستانية عن قتل «العقل المدبر» وراء مذبحة مدرسة بيشاور، خلال معركة بالأسلحة النارية في منطقة خيبر القبلية.
ومع نهاية الأسبوع واستمرار الاحتفالات والإجازات، تركزت الأضواء في الإعلام الأميركي على كوريا الشمالية، وذلك بسبب فيلم «إنترفيو»:
قالت كوريا الشمالية: «نعتبر أن الفيلم (عن اغتيال زعيم كوريا الشمالية)، الذي أنتجه أستوديو في الولايات المتحدة فيلما خطيرا جدا. وهو يبرر، ويعزز، الإرهاب». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشوفتش إن «مجرد فكرة الفيلم شيء فاضح. وإن رد الفعل من الجانب الكوري الشمالي أمر مفهوم جدا».
وبينما هرع الأميركيون لمشاهدة الفيلم بعد أن رفعت شركة سوني التي أنتجته الحظر، ناقش صحافيون أميركيون، في برنامج صحافي أسبوعي في تلفزيون «سي إن إن» خطر «حروب الإنترنت». وكانت هناك إشارات إلى خبر جديد عن الفيلم، وهو أن الصينيين يقومون بتحميل الإصدارات المقرصنة من الفيلم على مواقع مشاركات الفيديوهات.
ثم خبر جديد آخر، وهو أن قراصنة عرقلوا شبكة «بلاي ستيشن» وشبكة «إكس بوكس» التي تقدم ألعابا ترفيهية، وفي يوم الكريسماس.
وأخيرا، مع اقتراب بداية عام جديد، قالت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» إن هناك بوادر تطورات سعيدة. وأشارت إلى أن أوكرانيا والمتمردين الموالين لروسيا تبادلوا ما يقرب من 370 سجينا في أكبر تبادل منذ بداية القتال في أبريل (نيسان) من هذا العام. وأن هذا ربما بداية جهود لإنهاء المواجهة العسكرية.
ومع صور من جميع دول المحيط الهندي عن الذكرى العاشرة لكارثة «تسونامي»، قالت صحيفة «نيويورك بوست» إن الجميع يريدون نسيان الماضي، والنظر إلى المستقبل في أمل وتفاؤل.
أما في بريطانيا فحلول أعياد الميلاد في وسط الأسبوع الماضي غير من تناول المواضيع والتغطية لها في الصحافة البريطانية المكتوبة. النشاطات السياسية تقلصت إلى نقطة الصفر تقريبا، ومعها أيضا النشاطات الصحافية، التي هي بدورها بدأت شحيحة واعتمدت على تحقيقات وأخبار فنية بسبب غياب الكادر المهني. والنتيجة تغطية مسهبة لقضايا قد لا تجد طريقها إلى الصفحات الأولى حسب الأهمية والأولويات.
الخميس الماضي وهو يوم عيد الميلاد، تحجب جميع الصحف عن الصدور، وهو اليوم الوحيد في العام الذي يفتقد إلى أي نشاط صحافي مكتوب في بريطانيا.
وعلى الرغم من ذلك فإن صحف تميل أكثر إلى اليسار مثل «الغارديان» و«الإندبندنت» وجدتا من الصعوبة عليهما ترك مواضيع اقتصادية لها تداعيات سياسية وأيديولوجية تمر مر الكرام لأهميتها، خصوصا التقرير الأخير الذي بين تباطؤ الاقتصاد البريطاني واتساع العجز في ميزان المدفوعات.
وتحت عنوان «ضربة لاستراتيجية الانتخابات لحزب المحافظين مع تباطؤ الاقتصاد» كتبت صحيفة «الغارديان» تقول إن «آمال وزير الخزانة، الذي كان يعتقد أن الاقتصاد البريطاني قد تعافى وإنه سيستخدم ذلك لصالحه في الانتخابات القادمة، قد تبخرت مع الأرقام الجديدة التي تبين تباطؤ الاقتصاد واتساع العجز في ميزان المدفوعات».
أما صحيفة «الإندبندنت» فقد ركزت هي الأخرى على هذه الجانب، لكنها بينت الخلافات الحادة حول اقتصاد البلد في الحكومة الائتلافية، وكيف أن حزب الديمقراطيين الأحرار بدأ يظهر امتعاضه من خطط الحكومة فيما يخص الخدمات العامة التي ستتأثر بسب التباطؤ الاقتصادي. وكتبت الصحيفة تحت عنوان «حلفاء أوزبورن (وزير الخزانة) في الحكومة الائتلافية يهاجمونه بضراوة» خصوصا من قبل نائبه في الحكومة، الذي اتهمه بأنه سيدمر البنية التحتية لبعض الخدمات العامة إذا نجح حزب المحافظين في الفوز بالانتخابات العامة المقبلة.
كما تناولت الصحف اتفاق الائتلاف الحكومي في آيرلندا الشمالية والحكومتين الآيرلندية والبريطانية حول قضايا كانت عالقة في إطار عملية السلام في آيرلندا الشمالية بعد مفاوضات استمرت أكثر من 100 ساعة.
وبينت الصحف استمرار مفاوضات اتفاق الجمعة الحزينة للسلام في آيرلندا الشمالية، التي بدأت منذ أواخر التسعينات. وأظهرت ما جاء في بيان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعن ارتياحه لتوقيع الاتفاق، على الرغم من أنه لم يتحقق تقدم كبير حول عدد من القضايا الرمزية مثل مسيرات البروتستانت واستخدام الأعلام وهما مسألتان تؤديان إلى أعمال عنف باستمرار. وقال كاميرون إنه «بفضل هذا الاتفاق بات الأطراف قادرين فعليا على بدء تجاوز القضايا الرئيسية التي لم تحل منذ اتفاق بلفاست الموقع في 1998».
وأظهرت الصحف المساعدات المالية التي قدمتها الحكومة المركزية، أي أكثر من 3 مليارات دولار، من أجل إنجاح المفاوضات بين الأطراف المعنية من خلال اعتمادات مالية كبيرة تمهد الطريق لمزيد من الرخاء والاستقرار والأمن الاقتصادي لآيرلندا الشمالية.
كما استمرت الصحف بتغطيتها لموضوع تراجع شركة «سوني بيكشترز» عن قرارها بعدم عرض فيلم «المقابلة (ذى إنترفيو)» الذي أنتجته في عدد من دور السينما في الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد كما كان مقررا رغم التهديدات التي تردد أن كوريا الشمالية تقف خلفها.
وأوردت الصحف تصريحات ناطق باسم الشركة بأن الفيلم سيعرض في يوم عيد الميلاد «في أكثر من مائتي صالة» بينما كان من المفترض أن يعرض في 2500 صالة لو وزع على الشبكات الوطنية الكبرى لصالات العرض. كما أوردت الصحف صورا ومقتطفات من تصريحات لكبار الممثلين والعاملين في صناعة السينما وانتقاداتهم لشركة «سوني». وحملت الكثير من الصحف صورا لهم على صفحاته الأولى.
أما القضية الأخرى التي تناولتها الصحف بإسهاب فكانت انفصال الممثلة هيلينا بونهام كارتر عن صديقها المخرج تيم بيرتون بعد علاقة دامت 13 عاما.
الأعياد تعطي دفعة للأخبار الفنية على حساب السياسية في الصحافة البريطانية
أميركيا: مناسبة الميلاد و{الهاكرز}.. وطبعا الإرهاب
الأعياد تعطي دفعة للأخبار الفنية على حساب السياسية في الصحافة البريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة





