تزايد الإصابات يفاقم مصاعب احتواء الوباء في لبنان

إصابة باسيل ووزير سابق

TT

تزايد الإصابات يفاقم مصاعب احتواء الوباء في لبنان

تفاقمت مصاعب لبنان لاحتواء انتشار فيروس «كورونا» مع تزايد الإصابات بشكل كبير، وطال سياسيين بينهم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والوزير الأسبق غسان عطا الله.
وشدد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث إذاعي على أننا «في مرحلة التفشي على صعيد كبير في لبنان نسبة الإصابات والوفيات إلى ارتفاع، مما يعني أن الأسرة في المستشفيات الحكومية وبعض المستشفيات الخاصة قد امتلأت وهناك أكثر من ألف إصابة في صفوف الأطباء والممرضين والممرضات». وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: «انتبهوا الوضع خطير لا تتهاونوا فـمرض «كورونا» ليست مزحة ولتطبيق الإرشادات الوقائية بحزم لأننا بدأنا ندخل في النموذج الإيطالي».
وأعلن المكتب الإعلامي للنائب باسيل أنه اكتشف مساء السبت أنه مصاب بفيروس «كورونا»، وقد استكمل كل الفحوص اللازمة بعد منتصف الليل ليتبيّن أن حجم الإصابة لا يزال منخفضاً ومقبولاً.
وأكّد المكتب أنّ باسيل أراد إصدار هذا البيان لإبلاغ كل من خالطهم أخيراً، إذ لا يمكن الاتصال بهم إفرادياً، وللاعتذار منهم أيضاً لعدم معرفته بالأمر قبل ذلك. وسيحجر باسيل نفسه إلى حين يتغلّب على الفيروس، وسيتابع عمله كالمعتاد من خلال الوسائل التقنية الكثيرة المتوفّرة، بحسب ما قال مكتبه، مؤكداً أنه ‏بحالة صحية جيدة وسيلتقي الكثيرين إلكترونياً.
وتمنى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب سيزار معلوف في تغريدة على حسابه عبر «تويتر» «الشفاء العاجل لكل من الصديق الوزير السابق غسان عطا الله، والزميل جبران باسيل». وقال: «لقد أصبح فيروس كورونا خارج السيطرة، لذا علينا التحلي بالوعي والتشدد بالوقاية والتباعد الاجتماعي».
وتتزايد أعداد الإصابات اليومية في لبنان التي تفوق الألف إصابة يومياً، وفرضت تداعيات فيروس كورونا إقفالاً تاماً في بلدة القبيات العكارية باستثناء محطات الوقود ومحلات الأغذية والصيدليات، بعد أن تجاوز عدد المخالطين للحالات الـ44 المصابة بالفيروس الـ500 تقريباً.
وفي الشمال أيضاً، أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا، في نشرتها اليومية، تسجيل 14 حالة إيجابية جديدة، فيما أعلنت لجنة إدارة الأزمات في قضاء الكورة، في نشرتها اليومية عن مستجدات فيروس «كوفيد - 19». تسجيل 12 حالة إيجابية جديدة في الكورة. كما أعلنت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار في تقريرها اليومي تسجيل 53 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وهو أعلى رقم للمصابين يسجل في يوم واحد منذ بدء جائحة كورونا.
وفي البقاع، عمم محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة على البلديات كافة في محافظة البقاع بعد ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا بضرورة التشدد في تطبيق الإجراءات الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات، والإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا وطلب المؤازرة الأمنية عندما تستدعي الحاجة. أما في الجنوب، فقد أعلنت بلدية النبطية تسجيل 23 إصابة مثبتة في المدينة.
وعلى خط اللاجئين الفلسطينيين، أعلنت وكالة «الأونروا»، في بيان، أن العدد الإجمالي لحالات «كوفيد - 19» بين أوساط لاجئي فلسطين في لبنان منذ تفشي الفيروس ولغاية يوم أمس، ارتفع إلى 942 حالة مع 330 حالة نشطة، وتسجيل 23 حالة وفاة. وأكدت أنها تتابع الحالات الجديدة «وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة واللجان الشعبية وجميع شركائها»، مع «تغطية تكاليف جميع الحالات المثبت إصابتها والتي تتطلب العلاج في المستشفى»، مشيرة إلى أنها «تستقبل لاجئي فلسطين في مركز العزل في سبلين في حال لم تكن هناك إمكانية لعزل أنفسهم في المنزل».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.