حصار بلدة قرب دمشق بعد حرق صورة للأسد

TT

حصار بلدة قرب دمشق بعد حرق صورة للأسد

ساد التوتر في بلدة كنانر في ريف دمشق الغربي جراء فرض قوات الحكومة السورية، حصارا على البلدة على خلفية احتجاجات تضمنت حرق صور للرئيس بشار الأسد، خلال الأيام الأخيرة ردا على اعتقال ثلاث نساء وطفلة في 22 الشهر الحالي.
وقالت مصادر في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن عددا من الوجهاء في البلدة يبذلون مساعي لدى قوات النظام للتوصل إلى تسوية لفك الحصار حيث منعت قوات النظام إدخال المواد الأساسية والغذائية والأدوية قبل أربعة أيام، ومنعت الدخول والخروج للبلدة باستثناء الموظفين الحكوميين والطلاب وذلك بعد قيام «محتجين بإغلاق طريق كناكر بإشعال الإطارات وإحراق صورة للرئيس الأسد». وأضافت المصادر إلى أن البلدة تعاني من أوضاع معيشية خانقة بعد إغلاق غالبية المحال التجارية لعدم توفر البضائع لا سيما الخضراوات والأغذية والخبز. ولفتت إلى أن قوات النظام اشترطت لرفع الحصار تسليم الشباب الذين قاموا بقطع الطريق وإحراق صورة الرئيس وإطلاق النار على قوات الأمن أثناء تفريق الاحتجاجات.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بقيام قوات النظام باعتقال عدد من الشباب المشتبه بهم بالمشاركة في الاحتجاجات ورفضت مطالب الأهالي بإطلاق سراحهم كما رفضت بشكل قطعي الإفراج عن النساء المعتقلات.
وكانت مظاهرات قد خرجت في كناكنر قبل أربعة أيام للمطالبة باعتقال ثلاث نساء وطفلة عند أحد الحواجز، وبدورها قامت قوات النظام بفض المظاهرات وأطلقت النار على المتظاهرين واعتقلت عددا منهم ورد عليهم المحتجون بإطلاق النار، مما أسفر عن إصابة ضابط وعنصرين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن شبابا قاموا «بإنزال صورة كبيرة للأسد وإحراقها في بلدة كناكر مساء21 سبتمبر الحالي على خلفية قيام أجهزة النظام الأمنية باعتقال ثلاث مواطنات من أبناء البلدة لأسباب مجهولة». وأضاف: «تشهد البلدة حالة من التوتر المستمر مع انتشار مسلحين محليين من أبناء البلدة في الطرقات الرئيسية»، لافتا إلى أن مسلحين مجهولين قاموا في 22 الشهر الحالي باستهداف رئيس مفرزة (الأمن العسكري) في مدينة القنيطرة، والمتحدر من مدينة بانياس في الساحل السوري، وذلك أثناء مروره على أوتستراد السلام قرب بلدة كناكر في الغوطة الغربية في ريف العاصمة دمشق». ووفقا لتقرير المرصد السوري، جرى إطلاق النار على رئيس المفرزة بشكل مباشر ما أسفر عن مقتل عنصر من مرافقيه، وإصابته بجروح متوسطة.
وفي سياق متصل، أعلنت بلدات في محافظة درعا تضامنها مع الأهالي في كناكر. وقال «المرصد» إن مجهولين في بلدة اليادودة خطوا عبارات تضامنية مع بلدة كناكر جاء فيها «كناكر، درعا معاكي للموت وحرائر كناكر حرائرنا والموت ولا المذلة»، كما شهدت مدينة جاسم بريف درعا تضامناً مشابهاً وتم توزيع منشورات ورقية تطالب بالإفراج عن المعتقلات في كناكر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.