المشهد: من يصرخ أولاً؟

> بعد أيام قليلة من قيام أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في لوس أنجليس بالإعلان عن تغييرات أساسية في تشريعات جائزة الأوسكار، أعلنت إدارة مهرجان برلين عن تغيير مهم آخر في جوائزها.
> بالنسبة لجوائز الأوسكار التي تشرف عليها وتوزعها الأكاديمية فإن مجمل القرارات الصادرة تتعلق بتمكين ما يُعرف بالأقليات (على أعدادها الهائلة) كالسود واللاتينيين والآسيويين والمثليين، من الاستفادة من فرص العمل أمام وخلف الكاميرا على نحو غير مسبوق. ذلك أن الأكاديمية، وبدءاً من عام 2025 سترفض الأفلام التي لا تمتثل لتشريع بمنح هذه «الأقليات» حضوراً فعلياً لكي يتسنى لها الاشتراك تلقائياً في الترشيحات الرسمية.
> أما مهرجان برلين فقد أعلن دمجه جائزة التمثيل الرجالية بجائزة التمثيل النسائية واعتبر ذلك «نصراً» لمفهوم التجديد ومساواة بين الرجل والمرأة في هذا الشأن.
> قرار برلين مفهوم فقط من وجهة نظر الذين يعتبرون أن المساواة بين الجنسين يؤدي بالضرورة إلى هذا الدمج. لكن هذا ليس صحيحاً. منح المرأة جائزة أفضل ممثلة في مسابقة خاصة بها، والممثل الرجل في مسابقة خاصة به نموذج بديع في المساواة. دمجهما سيؤدي إلى تفضيل في جنس الفائز قد تعود أسبابه إلى ما ليس له علاقة بالدراما والتمثيل والفن.
> ثم ماذا سيحدث لو فازت المرأة بهذه الجائزة مرتين أو ثلاثة على التوالي أو فاز بها الرجل مرتين أو ثلاثة على التوالي… من سيصرخ أولاً؟ وكيف يمكن الحكم بين ممثل يؤدي شخصية رجالية وامرأة تؤدي شخصية أنثوية؟
> المساواة لا علاقة لها بكل ما ورد من تشريعات أخيرة. هي تبدأ بأعلى الهرم في أميركا. من النظام نفسه. من نشر ثقافة قبول الآخر والعدل في المساواة. إنها غاية نبيلة لحل معضلات الأوسكار لا دخل له بها.