المغرب: تواصل الدعم لمبادرة عقد مؤتمر استثنائي للعدالة والتنمية

صبي يركب دراجة خارج منزله في مدينة أصيلة شمال المغرب (أ.ب)
صبي يركب دراجة خارج منزله في مدينة أصيلة شمال المغرب (أ.ب)
TT

المغرب: تواصل الدعم لمبادرة عقد مؤتمر استثنائي للعدالة والتنمية

صبي يركب دراجة خارج منزله في مدينة أصيلة شمال المغرب (أ.ب)
صبي يركب دراجة خارج منزله في مدينة أصيلة شمال المغرب (أ.ب)

كشفت «لجنة التنسيق الوطنية» للمبادرة الشبابية، الداعية إلى عقد مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية)، الذي يقود الحكومة، عن نجاحها في جمع أزيد من 300 توقيع من أعضاء الشبيبة والحزب، من ضمنهم قيادات محلية لدعم مبادرة عقد المؤتمر.
وكشفت اللجنة أيضاً في بيان لها صدر مساء أول من أمس، أن أعضاء بالمجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية في الحزب)، راسلوا رئيس المجلس الوطني، إدريس الأزمي، لطلب إدراج نقطة الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي في جدول أعمال دورة المجلس المقبلة.
ونوهت اللجنة بهذه الخطوة داعية بقية أعضاء المجلس «للإقدام على الخطوة نفسها، والتحلي بالجرأة والشجاعة التي تتطلبهما المرحلة».
يأتي ذلك في وقت أعلن محمد أمكراز، الكاتب الوطني (الأمين العام) لشبيبة العدالة والتنمية، في تصريح للموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية على الإنترنت، أول من أمس، أن مبادرة الشباب «إيجابية»، مشيراً إلى أن المكتب الوطني للشبيبة الذي انعقد السبت الماضي ناقشها، وخلص إلى أن «فتح النقاشات وإثارتها داخل حزب العدالة والتنمية، ليس أمراً جديداً عليه»، وأنه لم يسبق للحزب منذ نشأته «أن أغلق أبوابه أمام النقاش والانتقاد»، معتبراً أن هذا النوع من المبادرات التي تروم فتح النقاش داخل الحزب هي «طبيعية وعادية».
وتأتي هذه التطورات بعدما رحب مكتب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي اجتمع في 18 سبتمبر (أيلول)، بالمذكرة التي وقعها العشرات من أعضاء الشبيبة والحزب، للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي لتقييم العمل السياسي للحزب.
ورغم أن قانون الحزب ينص على أن من شروط عقد مؤتمر استثنائي جمع ثلثي أعضاء المجلس الوطني للحزب، وهو ما لم يسمح لأصحاب المبادرة في تحقيقه حتى الآن، إلا أن مكتب المجلس الوطني، قرر فتح «نقاش معمق» حول المبادرة، من خلال دعوة اللجنة السياسية المتفرعة عن المجلس للانعقاد قريباً.
ويأمل أصحاب المبادرة أن يكون فتح النقاش حولها فرصة لجمع مزيد من التوقيعات لتوفير النصاب اللازم لعقد مؤتمر استثنائي. فيما يرى مراقبون أن الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية تعكس حالة من الانقسام داخل الحزب، بين توجهين: الأول يمثله وزراء الحزب في الحكومة والمنتخبون، وهم يدافعون عن مسار الحزب في ظل قيادة أمينه العام الحالي سعد الدين العثماني. وتوجه ثاني ينتقد هذا المسار، ويدعم عودة عبد الإله بن كيران الأمين العام السابق، الذي اختار أخذ مسافة مع الحزب منذ إعفائه من رئاسة الحكومة في مارس (آذار) 2017، بعدما رفض شروط تشكيل حكومة العثماني في أبريل (نيسان) 2017.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.