إرجاء محاكمة البشير ومتهمين آخرين عن انقلاب 1989

جانب من أطوار محاكمة البشير ومتهمين آخرين التي قرر القاضي أمس تأجيلها (أ.ف.ب)
جانب من أطوار محاكمة البشير ومتهمين آخرين التي قرر القاضي أمس تأجيلها (أ.ف.ب)
TT

إرجاء محاكمة البشير ومتهمين آخرين عن انقلاب 1989

جانب من أطوار محاكمة البشير ومتهمين آخرين التي قرر القاضي أمس تأجيلها (أ.ف.ب)
جانب من أطوار محاكمة البشير ومتهمين آخرين التي قرر القاضي أمس تأجيلها (أ.ف.ب)

قرر رئيس المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، و34 من رموز الإسلاميين من العسكريين والمدنيين المتهمين في قضية الانقلاب العسكري عام 1989، تأجيل الجلسات إلى 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وفي غضون ذلك طالب أعضاء هيئة الدفاع بإبعاد أحد قضاة المحكمة بحجة تحيزه ضد المتهمين.
وقال قاضي المحكمة، مولانا عصام الدين محمد إبراهيم، إن الجلسة إجرائية لحين إيجاد قاعة أكبر تسع الجميع، وتطبق فيها شروط التباعد الاجتماعي.
وكان رئيس المحكمة قد استجاب في الجلسة السابقة لطلب أعضاء هيئات الدفاع عن المتهمين بتوفير قاعة بديلة، تلائم الشروط الصحية لوباء «كورونا»، لكنه رفض تعليق إجراءات المحاكمة بناء على طعون قانونية تقدم بها محامو المتهمين.
ويواجه البشير وقادة النظام المعزول وإسلاميون آخرون، تهماً بتقويض النظام الدستوري عبر تدبير وتنفيذ انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي في البلاد، تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد.
وخلال الجلسة؛ التي عقدت أمس في المعهد القضائي بالخرطوم، تقدم المحامي بارود صندل، ممثل المتهمَين علي الحاج وإبراهيم السنوسي، أبرز قادة الإسلاميين في حزب «المؤتمر الشعبي»، بطلب لتنحية أحد قضاة المحكمة.
وقال صندل في طعنه المقدم للمحكمة إن القاضي المذكور كان يهتف في ساحة الاعتصام الشهير بمحيط القيادة العامة للجيش السوداني، ويردد: «أي كوز ندوسو دوس»، مشيراً إلى أنه يمثل كبار المؤسسين للحركة الإسلامية، الذين يمثلون أمام المحكمة الآن، وعدّ ذلك الهتاف «تحيزاً ضدهم»، وطالب بتنحية القاضي.
وطالب رئيس المحكمة مولانا عصام الدين محمد إبراهيم بإعلان المتهمين الهاربين للمثول أمام المحكمة، بعدما رفض تمثيل متهم هارب يدعى صديق فضل، مشيراً إلى أن المتهم لم يتم القبض عليه لإخفاء نفسه، والحيلولة دون الظهور أمام المحكمة.
ولم يبت القاضي في الطعن المقدم من محامي الدفاع عن القياديَّين بحزب «المؤتمر الشعبي»، علي الحاج وإبراهيم السنوسي، الذي تقدم به إلى رئيس القضاء، وطالب فيه بوقف إجراءات المحاكمة في محكمة خاصة، وتحويلها لمحكمة عادية، وذلك لتعارضها مع الوثيقة الدستورية الحاكمة للبلاد في الفترة الانتقالية.
وكان قاضي المحكمة قد رفض في جلسات سابقة تشكيك هيئة الدفاع عن المتهمين بشأن تأثير الأوضاع السياسية في حصول موكليهم على محاكمة عادلة، مؤكداً أن المحكمة لن تتأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخ السياسي في البلاد.
ومن أبرز المتهمين في قضية الانقلاب من قادة نظام «الجبهة الإسلامية»، الرئيس المعزول عمر البشير، وعلي عثمان، ومحمد طه، وبكري حسن صالح، ونافع علي نافع، والقياديان بحزب «المؤتمر الشعبي»، علي الحاج وإبراهيم السنوسي، إلى جانب عدد من العسكريين والمدنيين الموالين للنظام المعزول.
ويواجه البشير والعشرات من قادة نظام «الإنقاذ» تهماً أخرى بالاشتراك الجنائي والإرهاب وقتل المتظاهرين، إبان الحراك الشعبي، الذي أسقط حكمه في أبريل (نيسان) 2019. وأدين البشير في محكمة خاصة بتهم الفساد المالي في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بالسجن عامين، وإيداعه مؤسسة الإصلاح الاجتماعي بسجن «كوبر» المركزي.
واستولى البشير على السلطة بانقلاب عسكري عام 1989 خطط ودبر له عراب الحركة الإسلامية السودانية، حسن عبد الله الترابي، وشارك في تنفيذه منسوبو الحركة من العسكريين والمدنيين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.