«الدستوري الحر» يرفض لقاء رئيس الحكومة التونسية

احتجاجاً على استقباله وفداً يؤيد توجهات {النهضة}

TT

«الدستوري الحر» يرفض لقاء رئيس الحكومة التونسية

تعبيرا عن موقفه المعارض بشدة لممثلي الإسلام السياسي داخل الساحة السياسية التونسية، أعلن «الحزب الدستوري الحر» (ليبرالي)، الذي تتزعمه عبير موسى، إلغاء لقاء كان مبرمجا مساء أمس مع هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية، احتجاجا على استقباله أول من أمس وفدا من تحالف «ائتلاف الكرامة» الذي يؤيد توجهات حركة النهضة الإسلامية وخياراتها. وانتقدت موسى ما سمته «أخطبوط الإرهاب»، مؤكدة أن حزبها سيتحرك بقوة في المرحلة المقبلة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، على حد تعبيرها.
وأكدت موسى في تصريح إعلامي أن قرار إلغاء اللقاء جاء بالنظر لما وصفته بـ«الحركة الاستفزازية» لمشاعر ضحايا العمليات الإرهابية، والرسالة السلبية التي وجهها رئيس الحكومة للشعب، من خلال استقبال «ممثلي الكتلة المؤيدة للإرهابيين وذوي العلاقة بشبكات التسفير، وبؤر التوتر، وذلك بعد ساعات من مسيرة الأحرار ضد الإرهاب»، على حد تعبيرها.
وقالت موسى بهذا الخصوص: «الخطوة التي اتخذها المشيشي تعبر عن انعدام الإرادة السياسية لتلبية مطالب الجماهير، الرامية لفتح جدي لهذا الملف الحارق، ووقف نزيف تبييض مرتكبي الجرائم الإرهابية».
وكانت موسى، التي أعلنت رفضها العمل مع ممثلي الإسلام السياسي في تونس، خاصة حركة النهضة وائتلاف الكرامة، قد كشفت عن إعداد وثيقة لمكافحة الإرهاب، قالت إن حزبها سيعرضها على رئيس الحكومة، تتناول ما سمَّته «الأخطبوط الإخواني الذي بات يرتع في تونس بلا حسيب ولا رقيب».
في السياق ذاته، استقبل رئيس الحكومة قبل أيام وفدا يمثل الكتلة البرلمانية لتحالف «ائتلاف الكرامة»، في إطار مواصلة لقاءاته مع رؤساء الكتل البرلمانية والسياسية والمدنية، مؤكدا على أهمية الحوار وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة لتجاوز الإشكاليات العالقة في عدد من المجالات، خاصة ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي، والتنمية في الجهات.
على صعيد غير متصل، انتقد نبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس»، بشدة تعامل الحكومة مع الوضع الوبائي، قائلا إن كل خبراء الصحة يجمعون اليوم على أن القادم أسوأ بالنسبة لـ«كورونا» في تونس. مشيرا إلى أن هناك أخطاء كبرى «ارتكبت في حق البلاد هي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه الآن».
وتساءل القروي عن مصير مئات المليارات التي قُدّمت لتونس لمساعدتها في مكافحة جائحة «كورونا»، في إشارة إلى قضية تضارب المصالح التي أدت إلى استقالة حكومة إلياس الفخفاخ. ولمح إلى الضغوطات الكثيرة وإملاءات بعض السفراء التي خضع لها تصنيف دولهم من اللون الأحمر، الممنوع من دخول تونس، إلى الأخضر في ظرف أيام قليلة.
وأضاف متسائلا عن المسؤول عن قرار فتح الحدود التونسية في 27 من يونيو (حزيران) الماضي، وإهمال تشديد إجراءات المراقبة الصحيّة في المعابر الحدودية، وعن الذي استمات في الدفاع عن بعض لوبيات وكالات الأسفار، وسمح بدخول السياح الأجانب دون إلزامهم بالتحاليل اللازمة، وعمن تخلى في ظرف دقيق عرف انتشار الفيروس على وزير الصحة (في إشارة إلى عبد اللطيف المكي القيادي في حركة النهضة الذي كان على رأس وزارة الصحة قبل الإطاحة به من قبل الفخفاخ)، ليقدم الحسابات السياسوية على صحة التونسيين وسلامتهم، بعد أن كانت الوزارة تعمل وتجتهد بفريق متكامل، على حد تعبيره.
وأنهى القروي سلسلة انتقاداته بقوله: «بعد الإجابة عن هذه التساؤلات المشروعة، يجب على الجميع الالتفاف حول الحكومة لإصلاح ما أفسده المفسدون حتى تخرج تونس من أزمتها منتصرة ومتحدة بالفعل وليس بالشعارات».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».