تحرك رسمي لضمان دعم «المركزي» للسلع الأساسية

TT

تحرك رسمي لضمان دعم «المركزي» للسلع الأساسية

تحركت السلطات اللبنانية لتأمين استمرار دعم المواد الأساسية، بعد التحذيرات من أن المصرف المركزي لن يتمكن من مواصلة دعم هذه السلع مثل المحروقات والخبز والأدوية، مع تقلص احتياطاته من العملة الصعبة.
وتابع الرئيس ميشال عون، موضوع دعم المواد الأساسية، وترأس اجتماعاً مالياً في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بحث خلاله «السبل الكفيلة بمواصلة الدعم لا سيما الأدوية والقمح والمواد والسلع الأساسية».
وتقرر خلال الاجتماع الذي حضره وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، «الطلب من الوزارات المعنية تكثيف اجتماعاتها مع مصرف لبنان بهدف تحقيق استمرار الدعم ضمن خريطة متكاملة لهذه الغاية». وبحث المجتمعون «الرصيد الاحتياطي لدى مصرف لبنان لتحديد فترة الدعم المتبقية والكميات المرتقبة للمواد المدعومة».
كان مصرف لبنان الذي يؤمِّن الاعتمادات لمستوردي القمح والمحروقات والدواء بالسعر الرسمي للدولار الذي لا يزال ثابتاً عند حدود 1515 ليرة لبنانية، قد أعلن أنّه لن يعود قادراً على الاستمرار في دعم هذه المواد بعد نهاية العام الحالي في ظل تناقص احتياطاته من العملات الأجنبية.
كما يدعم المصرف عدداً من السلع ضمن السلة الغذائية والتي يوفر لها الدولار على أساس سعر صرفٍ وسطي بين الرسمي والسوق السوداء، أي 3900 ليرة.
وكان مستوردو هذه المواد قد حذّروا من خطورة رفع الدعم الذي سيرفع أسعار عدد كبير من السلع الأساسية إلى خمسة أضعاف على أقل تقدير.
من جهة أخرى، أقرت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة، اقتراح القانون المعجل الرامي إلى إلزام مصرف لبنان بصرف مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي وفق السعر الرسمي للدولار(1515)، عن العام الدراسي 2020 - 2021 للطلاب اللبنانيين الجامعيين الذين يدرسون في الخارج، وذلك في جلسة عقدتها برئاسة النائبة بهية الحريري.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.