تصاعد التوتر بين الخرطوم والأمم المتحدة بسبب طرد موظفين أمميين

بان كي مون يدين.. والخارجية السودانية: لن نتراجع عن قرار إبعاد الزعتري وهيلي

تصاعد التوتر بين الخرطوم والأمم المتحدة بسبب طرد موظفين أمميين
TT

تصاعد التوتر بين الخرطوم والأمم المتحدة بسبب طرد موظفين أمميين

تصاعد التوتر بين الخرطوم والأمم المتحدة بسبب طرد موظفين أمميين

رفضت الحكومة السودانية، أمس، احتجاج الأمين العام للأمم المتحدة، على طرد اثنين من موظفيه العاملين في السودان، مؤكدة أن لا عودة عن قرار الطرد، بسبب ما سمته الإساءة إلى القيادة والحكومة السودانية.
وكان بان كي مون قد طالب الخرطوم في بيان بالعدول عن قرار طرد المنسق المقيم للشؤون الإنسانية والتنموية لدى بعثة الأمم المتحدة في السودان، الأردني علي الزعتري، ومديرة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي إيفون هيلي، واعتبره غير مقبول، لكن الخارجية السودانية قالت إنه لا تراجع عن قرارها. ووصفت الخارجية السودانية مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة لها بالتراجع عن قرارها بـ«المتعجلة»، بل ودعته لمراجعتها استنادا إلى الميثاق وإلى إلزام موظفيه ووكالاته المتخصصة باحترام سيادة الدول الأعضاء.
وكانت السلطات السودانية أمرت الزعتري وهيلي بمغادرة البلاد يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بسبب ما سمته «الإساءة للحكومة والقيادة السودانية». وأبدت الخارجية في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أسفها على ما سمته «تعجل الأمم المتحدة في إدانتها لقرار الخرطوم بإبعاد المسؤولين الأمميين». وأوضحت أن الأمم المتحدة رفضت الإجراء السوداني دون الوقوف على الأسباب التي دعت له، ونفت استهدافها للأمم المتحدة بحكم عضويته السودان الأصيلة فيها والتزامه بميثاقها، وتقديره لجهودها لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد.
واستنكرت الحكومة السودانية ما سمته «الإيحاء» بأن عملية الإبعاد مخالفة لميثاق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الميثاق نفسه يمنع الأمين العام للأمم المتحدة وموظفيها ووكالاتها من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء. وحث بان كي مون في بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، على «التعاون التام مع جميع هيئات الأمم المتحدة الموجودة في البلاد. واعتبر البيان معاقبة موظفين أمميين يقومان بواجباتهما وفقا لميثاق الأمم المتحدة أمرا غير مقبول.
وأشارت الخارجية السودانية إلى أنها أبعدت الزعتري لأنه «أساء لشعب السودان وقيادته السياسية في تصريحات لصحيفة نرويجية، بما يناقض مهامه كموظف دولي، بعد أن منحته الفرصة لتبرئة نفسه إثر زعمه أن الصحيفة النرويجية حرفت أقواله». وأضافت أنها اضطرت لإبعاد المديرة القطرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إيفون هيلي لتحاملها الشديد ضد الحكومة السودانية، ولتعاملها بـ«غطرسة وتعال» مع المسؤولين السودانيين، وإيقافها للدعم المالي والفني لعدد من البرامج والمشروعات الاستراتيجية دون مشورة الحكومة السودانية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.