«سبأ فون» تنقل مقرها إلى عدن لتأمين عملها من ميليشيا الحوثي

TT

«سبأ فون» تنقل مقرها إلى عدن لتأمين عملها من ميليشيا الحوثي

في الوقت الذي تناوبت فيه ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران على سرقة ممتلكات الدولة اليمنية، والسطو على المؤسسات العامة، ونهب القطاع الخاص وفرض سلطتها عليه بكل فجاجة في مناطق سيطرتها، أعلنت شبكة الاتصالات اليمنية «سبأ فون»، أمس، رسمياً، تأمين استقلالها عن سيطرة الميليشيات الانقلابية في صنعاء، ونقل مقرها الرئيسي إلى عدن، استجابة لدعوة الحكومة الشرعية ومجلس النواب وتحالف دعم الشرعية إلى ضرورة نقل شبكات قطاع الاتصالات إلى العاصمة المؤقتة.
وقالت «سبأ فون»، عبر بيانها الذي أصدرته أمس من مقرها الجديد في عدن، ممثلة بمساهميها ومجلس إدارتها وطاقمها الإداري والوظيفي، إنها «دشنت خدماتها الآمنة للاتصالات بالهاتف النقال في المناطق المحررة عبر شبكة اتصالات مستقلة عن سيطرة وتحكم الميليشيات الانقلابية الحوثية في صنعاء، وستستهل انطلاقتها بالخدمات الأساسية، مع استمرار طاقمها في الأعمال الحثيثة مع وزارة الاتصالات لاستكمال تشغيل بقية الخدمات، وصولاً إلى تقنية الجيل الرابع والخامس».
وأكدت الشركة «تعرضها لكثير من المصاعب والعوائق» نتيجة سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية على مقرها في صنعاء وأصولها، وتعيين طاقم إداري تابع للقيادي الحوثي صالح الشاعر، مسؤول الدعم اللوجيستي في «وزارة دفاع» ميليشيا الحوثي في صنعاء.
ونهب الحوثيون مقدرات الشركة وإيراداتها. كما قامت الميليشيا طوال الفترة الماضية، عن طريق عناصرها المتوغلة في المناطق المحررة، بعرقلة مشروع تشغيل وتأمين الشبكة من العاصمة المؤقتة، عن طريق استهداف أعمال الشبكة، والاستيلاء على معداتها وأجهزتها، وتلفيق الأكاذيب، وانتحال شخصيات مديرين، وتزوير مستندات، وارتكاب جرائم تخريب وإتلاف ممتلكات، وتعريض سلامة المواطنين والعاملين للخطر، انتهاءً ببث الشائعات الملفقة ونشرها إعلامياً ضد جهود وأعمال إطلاق الشبكة من عدن.
ومن مظاهر العبث الحوثي أيضاً سعي الميليشيات في الفترة الماضية إلى تدمير وسائل ومنشآت قطاع الاتصالات في المناطق المحررة بأكثر من وسيلة، والقيام بأعمال تهدف لتعزيز وجودهم في مناطق سيطرة الشرعية، مما دعا الشركة إلى التنسيق مع الحكومة اليمنية، بالإمكانات المُتاحة لدى وزارة الاتصالات، لإنشاء شبكة مستقلة آمنة، بعيداً عن سيطرة الميليشيات الحوثية. ورغم فقدان عدد من المميزات الأخرى التي يتطلع المشتركون للحصول عليها، فإن «سبأ فون» وعدت بأنها ستعمل على توفيرها في المستقبل القريب عند استكمال عدد من التجهيزات.
وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية، الدكتور نجيب غلاب، لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الحوثية سيطرت على قطاعات الاتصال كافة، عبر عملية سطو منظمة، ولم تكتفِ بتحويلها إلى قطاع لإشباع جشع قياداتها، وتحويل مبالغ مالية طائلة لإدارة حروبها ضد اليمنيين، بل تمكنت من السيطرة على المعلومات، وفرض رقابة على المواطنين، في مناطق سيطرتها وفي مناطق الشرعية».
وأضاف: «ظلت قيادات في الشرعية، نتيجة السيطرة المطلقة الحوثية، تحت الرقابة الحوثية، ومثل لها ذلك اختراقاً كبيراً مكنها من تحويل الاتصالات إلى أداة حربية، وهذا الأمر لم يؤثر أمنياً فقط، بل مكنها من تحقيق اختراقات خطيرة خلال الحرب في الجانب العسكري، وظلت الشكاوى تزداد، وبالذات بعد معركة نهم، حيث حدث اختراق خطير للاتصالات، حسب معلومات متداولة».
وبين أن نقل «سبأ فون» ليس كافياً، لكنه «نقلة مهمة لتحرير هذا القطاع الحيوي من السيطرة الحوثية، خصوصاً أنه مثل أهم مراكز ثقلها المالية والأمنية والإعلامية». وشدد على ضرورة «وضع استراتيجية شاملة لتحرير قطاع الاتصالات، وتجربة (سبأ فون) عينة».
وذهب إلى أن «هذا الأمر سيشكل ربحاً خالصاً للشرعية، وللشركات ومالكيها، ومن المفترض أن يتم التركيز في المرحلة المقبلة على (يمن موبايل) التي تعد من الشركات الحيوية والأكثر أهمية للحكومة الشرعية، في ضوء أن جزءاً كبيراً منها حكومي».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».