مباحثات سودانية ـ أميركية في الإمارات وتوقّعات بدعم مالي للخرطوم

TT

مباحثات سودانية ـ أميركية في الإمارات وتوقّعات بدعم مالي للخرطوم

اقترب السودان والولايات المتحدة الأميركية من التوصل لاتفاق غير مشروط يقضي بشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أثناء المباحثات الجارية بين الجانبين في مدينة أبوظبي منذ أول من أمس.
ووصل الإمارات أول من أمس وفد سوداني رفيع، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالية، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري، وعدد آخر من المسؤولين لإجراء مباحثات مزدوجة مع القيادة الإماراتية، ومع وفد أميركي موجود في العاصمة دبي.
وقالت مصادر صحافية إن الطرفين اقتربا من الوصول لاتفاق، يقضي بحذف اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب دون شروط، مع التزام الجانب الأميركي بتقديم مساعدات اقتصادية ومالية للسودان، في وقت لا تزال فيه المباحثات المباشرة الثلاثية مستمرة.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن وزير العدل، وبرفقته عدد من الخبراء والفنيين، يبحثون مع وفد أميركي في دبي الجوانب القانونية والفنية المتعلقة بحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
واستبعد صالح أن يبحث وزير العدل مع الجانب الأميركي أي تفاصيل متعلقة بالتطبيع مع إسرائيل، وقال بهذا الخصوص: «الوفد غير مفوض للحديث عن التطبيع، وملتزم بموقف الحكومة الانتقالية بأنها لا تملك تفويضاً لبحث الأمر قبل إكمال هياكل الحكم الانتقالي».
وكان مجلس السيادة الانتقالي قد ذكر أول من أمس، أن البرهان سيجري مباحثات مع القيادة الإماراتية، تتناول قضايا إقليمية مرتبطة بالسودان، فيما يجري الوفد الوزاري تفاوضاً مع فريق أميركي موجود في الإمارات، يتعلق بحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعفائه من الديون الأميركية، والطلب من واشنطن حث الدول الصديقة على خطوات عملية من أجل إعفاء ديون السودان.
وتواجه السلطات السودانية ضغوطاً لإنهاء الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت منذ الإطاحة بالبشير، حيث وصل معدل التضخم إلى نحو 170 في المائة الشهر الماضي، فيما تراجعت قيمة الجنيه السوداني وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ الاقتصادية.
وكان البرهان قد اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير (شباط) الماضي في أوغندا، وهو اجتماع أدانه المحتجون السودانيون بشدة. وبعد الاجتماع شكك البرهان في أي تطبيع سريع للعلاقات بين البلدين.



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».