«الأوقاف» المصرية تتحدث عن اقتراب «نهاية الإخوان»

مرصد «الإفتاء» قال إن الجماعة «تُحرض» عبر «تليغرام»

TT

«الأوقاف» المصرية تتحدث عن اقتراب «نهاية الإخوان»

تحدثت «الأوقاف المصرية» عن اقتراب «نهاية الإخوان» التي تصنفها السلطات المصرية «جماعة إرهابية». وقال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أمس، إن «الجماعة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتجر كل يوم أذيال الفشل» على حد قوله. في حين قال مرصد «الإفتاء المصرية» إن «الجماعة أنشأت قنوات مغلقة على تطبيق (تليغرام) بهدف تكليف عناصرها بأدوار محددة لـ(إثارة الفوضى)، وهو ما يتشابه مع أساليب (القاعدة)، و(داعش) في التحريض عبر (الإرهاب الإلكتروني)».
وتطال عناصر «الإخوان» اتهامات بنشر «أخبار غير صحيحة» عن الأوضاع الداخلية بمصر، عبر بعض صفحات التواصل والمواقع الإلكترونية. وتتهم السلطات المصرية الجماعة بأنها «تهدف من ذلك إثارة الرأي العام في البلاد».
وحذّر وزير الأوقاف «من (الخلايا والعناصر النائمة) للجماعة»، بقوله: «تحاول التسلل للحفاظ على هيكل الجماعة، تمهيداً لأي فرصة سانحة للانقضاض على الدولة ومؤسساتها الوطنية»، موضحاً في تصريحات له أمس، أن «عناصر (الإخوان) ومن يدور في فلكها، لن تكف عن محاولات زعزعة الاستقرار أينما حلوا، عبر بث الإشاعات و(الأكاذيب) كوسيلة ممنهجة للهدم». على حد وصفه.
ودعا وزير الأوقاف إلى «المواجهة الحاسمة على جميع الأصعدة مع عناصر الجماعة، وعدم التمكين لأي من عناصرها، أو من يدورون في فلكها، من أي مفصل من مفاصل العمل العام، حتى لا يسهم ذلك في إعادة إنتاج الجماعة لنفسها مرة أخرى، وهو ما يتطلب أقصى درجات الحذر والحسم في التعامل مع (فلول) الجماعة». على حد قوله.
في غضون ذلك، كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية عن أن «الجماعة تقوم باستحداث (كيانات إلكترونية) بهدف استقطاب العناصر المتأثرة بأفكارها على (فيسبوك) وبعض مواقع التواصل»، مشيراً في تقرير له أمس أن «(الإخوان) و(خلاياها النائمة) تسعى بكل قوة لتقويض قدرة الدولة المصرية على التنمية والبناء».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أكدت «الإفتاء» أن «(الإخوان) باتت تعتمد على (تويتر)، و(فيسبوك)، و(يوتيوب)، و(تليغرام)، بشكل أكبر في نشر أفكارها على نطاق واسع، واستقطاب أكبر عدد من المؤيدين». كما سبق أن اتهمت «الداخلية المصرية» الجماعة بـ«استحداث كيانات إلكترونية ارتكزت على إنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة لاستقطاب عناصر للقيام بإثارة الشغب في البلاد»... وفي وقت سابق، ذكرت السلطات المصرية أن «(تليغرام) كان وسيلة التواصل بين منفذي حادث (انفجار معهد الأورام) بوسط القاهرة من عناصر حركة (حسم) الموالية للجماعة، في أغسطس (آب) الماضي».
وقال الباحث في شؤون الحركات الأصولية بمصر، خالد الزعفراني، إن «(تليغرام) يتميز بالتشفير العالي، الذي يزيد من صعوبة الوصول لمستخدمه أو تتبع رسالته»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «(تليغرام) تطبيق آمن لـ(الجماعات المتطرفة) لأنه يصعب اختراقه والسيطرة عليه من قبل الأجهزة الأمنية في الدول».
فيما أوضح مرصد «الإفتاء» أمس، أنه «بين الحين والآخر، تسعى الجماعة و(خلاياها النائمة) للتحريض لنشر (الفوضى) في البلاد، في إطار مخططاتها لتنفيذ (الأجندات والمؤامرات الخارجية) - على حد وصف المرصد - التي تستهدف أمن واستقرار البلاد؛ إلا أن القيادة السياسية تراهن دائماً على وعي المصريين نحو هذه المؤامرات».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».