الموجة الثالثة في إيران تنطلق بأكثر من 3 آلاف إصابة يومياً

تخطت الإصابات اليومية بفيروس «كورونا» المستجد في إيران، أمس، 3 آلاف حالة؛ في واحد من أعلى الأرقام الرسمية المعلنة بعد دخول البلاد موجة ثالثة الأسبوع الماضي.
وأبلغت وزارة الصحة الإيرانية عن 183 حالة وفاة إضافية خلال 24 ساعة، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 24 ألفاً و301 شخص، فيما أصيب 3097 آخرون، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 422 ألفاً و140 شخصاً.
ونقل 1272 مصاباً إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وأفادت وزارة الصحة بأن كوادرها في غرف العناية المركزة يراقبون 3898 حالة حرجة.
وتشير الأرقام الرسمية المعلنة في إيران إلى إجراء نحو 3 ملايين و747 حالة فحص تشخيص وباء «كوفيد19». وبلغت حالات الشفاء 359 ألفاً و570 شخصاً منذ تفشي الفيروس في فبراير (شباط) الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، في مؤتمر صحافي تلفزيوني، إن ازدياد تفشي الفيروس لا يزال مستمراً، وإن أغلب المحافظات في «الوضع الأحمر»، وأشارت إلى أن 24 من أصل 31 محافظة في «الوضع الأحمر»، وهو أعلى تصنيف لمناطق تشهد عدداً كبيراً من الإصابات والوفيات اليومية. وأشارت إلى 5 محافظات في «حالة الإنذار».
وقالت لاري إن محافظة الأحواز، ذات الأغلبية السكانية العربية في جنوب غربي البلاد، انضمت مرة أخرى إلى «المناطق الحمراء»، بعد هدوء نسبي الشهر الماضي.
وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن المحافظة الغنية بالنفط «كانت في (وضع الإنذار) حتى (أول من) أمس».
ونقلت الوكالة عن مسؤول صحي بمحافظة فارس، جنوب البلاد، أن عدد الوفيات يرتفع في المحافظة، محذراً على وجه الخصوص أهالي مدينة شيراز من زيادة عدد المصابين.
ودخلت إيران موجة ثالثة بعدما شهدت بداية الشهر الحالي حركة تنقل كبيرة خلال عطلة بمناسبة عاشوراء، وبعد ذلك بأيام قليلة فتحت أبواب المدارس أمام الطلاب.
وقال رئيس «لجنة مكافحة كورونا» في طهران، علي رضا زالي، أمس، إن العاصمة الإيرانية في أوضاع «حمراء للغاية».
وصرح زالي للصحافيين أن طهران «دخلت الموجة الثالثة، وإن لم نتدخل بصورة جدية، فستكون أمامنا أسابيع صعبة»، لافتاً إلى أن اللجنة طلبت من وزير الصحة إعادة العمل من المنازل لموظفي الدوائر الحكومية، مشيراً إلى أن «الأوضاع الحالية في طهران أشد صعوبة».
وتابع: «إحصاءات الأيام الأخيرة تظهر أن طهران دخلت الموجة الثالثة، وكان الفاصل الزمني بين الموجتين الثانية والثالثة قصيراً للغاية». وأضاف: «نرصد الأوضاع منذ السبت، وعلى ما يبدو الإحصاءات في ازدياد، وبطبيعة الحال، لا تعدّ الموجة الحالية عابرة».
وأعاد زالي ظهور الموجة الثالثة إلى استمرار الوباء و«إرهاق الناس، وتراجع الدافع للالتزام بالتعليمات الصحية». قال إن «العمل بالمعايير الصحية تراجع إلى 70 في المائة بعدما كان يفوق 85 في المائة».
وألقى المسؤول الإيراني باللوم على زيادة حالات السفر والتنقل بين المدن الإيرانية في تحريك عجلة تفشي الفيروس.
وعن دور محتمل لمراسم عاشوراء، قال: «رغم أن الهيئات الدينية عملت بالمعايير الصحية، فإن بعض الهيئات لم تأخذ التعليمات بعين الاعتبار رغم المطالب، ومن الطبيعي أن التجمعات في الأماكن المغلقة ودون تهوية ستكون مؤثرة في انتقال الفيروس».
كما أشار زالي إلى اكتظاظ وسائل النقل العام بالمسافرين منذ إعادة فتح المدارس، لافتاً إلى نقل ما بين 950 و960 ألف شخص عبر خط مترو الأنفاق.
وقال المسؤول الإيراني إن «طهران دخلت الموجة الثالثة مبكراً»، محذراً من أن تسارع تفشي الفيروس سيؤدي إلى ارتفاع الوفيات.
ولفت إلى تسجيل عدد كبير من الإصابات بين أشخاص شفوا سابقاً من الوباء.