البرهان يحمل قضايا السودان إلى الإمارات

جري رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في الإمارات مباحثات مع القيادة الإماراتية، تتناول الأوضاع في بلاده وعدداً من القضايا الإقليمية، فيما يُجري الوفد الوزاري المرافق له مفاوضات مباشرة مع مسؤولين أميركيين بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقضايا أخرى.
وذكر بيان لـ«مجلس السيادة»، أمس (الأحد)، أن البرهان توجه إلى الإمارات في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه وفد وزاري رفيع المستوى وعدد من الخبراء والمختصين في قضايا التفاوض، مشيراً إلى أن البرهان سيعقد مباحثات مشتركة مع القيادة الإماراتية تتعلق بالقضايا الإقليمية المرتبطة بالشأن السوداني كافة، فيما يقود وزير العدل نصر الدين عبد الباري المفاوضات مع فريق الإدارة الأميركية.
وينخرط الوفد الوزاري والخبراء في تفاوض مباشر مع فريق من الإدارة الأميركية موجود في الإمارات، حول حذف السودان من قائمة الإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإعفائه من الديون الأميركية، وحثّ الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفاء الديون.
وتأتي الزيارة بعد أيام من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ورجّح فيها رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قبل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وأكد بومبيو، في زيارته للخرطوم في 25 أغسطس (آب) الماضي، استمرار دعم واشنطن للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون، مشيراً إلى أن رفع السودان من اللائحة يمثل أولوية لكلا البلدين.
وطرح بومبيو خلال الزيارة تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، إلا أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أبلغه أن حكومته لا تملك تفويضاً للنظر في القضية.
وتعارض أحزاب داخل تحالف «قوى التغيير» الحاكم في السودان أي خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكانت الحكومة الانتقالية في السودان التزمت بدفع نحو 300 مليون دولار تعويضات لأسر ضحايا تفجير المدمرة كول، وتفجير السفارتين الأميركتين في دار السلام ونيروبي لإزالة البلاد من قائمة الإرهاب.
وكان البرهان وحمدوك بحثا في زيارة مشتركة للإمارات في أكتوبر الماضي العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب تطورات الأوضاع السياسية على الساحة السودانية.
وتعد زيارة البرهان الثالثة للإمارات؛ حيث زارها المرة الأولى في مايو (أيار) 2019 بصفته رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي في السودان.
وكانت الإمارات والسعودية قدّمتا دعماً مالياً للسودان يقدر بنحو 3 مليارات دولار، وذلك عقب عزل الرئيس عمر البشير من الحكم في أبريل (نيسان) 2019 لمجابهة تحديات الانتقال في السودان.
وتشمل المنحة 500 مليون دولار أودعت في البنك المركزي السوداني، كاحتياط نقدي من العملات الأجنبية، لتخفيف الضغط على الجنيه السوداني.
وشاركت الإمارات في مؤتمرات «أصدقاء السودان» التي عقدت في عدد من عواصم الدول الأوروبية، والمؤتمر الأخير الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، وناقش تطورات عملية السلام بين الحكومة والحركات المسلحة؛ حيث تعهدت الدول بالوقوف إلى جانب السودان للوفاء باستحقاقات السلام على الأرض.
وتبلغ ديون السودان الخارجية نحو 58 مليار دولار، وتسعى الحكومة الانتقالية، من خلال الانفتاح على المجتمع الدولي ومبادرة الهيبك، لمعالجة تلك الديون مع الدول الدائنة.