أفضل فحوصات الحمض النووي المنزلية

مخاوف من خرق بيانات الخصوصية الشخصية

أفضل فحوصات الحمض النووي المنزلية
TT

أفضل فحوصات الحمض النووي المنزلية

أفضل فحوصات الحمض النووي المنزلية

قد تثير الفحوصات المنزلية المستخدَمة لتحليل الحمض النووي فضول أي شخص يرغب في معرفة المزيد حول جذوره العرقية أو استكشاف روابطه بأقارب من الماضي أو الحاضر. وعامل الجذب واضح هنا: يكفي أن يبصق المستخدم في أنبوب أو أن يمسح بالقطنة عينة من بطانة خدّه ليفكّ الكثير من الألغاز الجينية التي قد تعود جذورها لأجيال ماضية.
في المقابل، تصاحبُ خدمات فحص الحمض النووي هذه الكثير من المخاوف المشروعة حول الخصوصية لا سيّما وأنّ الضوابط القانونية التي تنظّمها لجهة استخدام البيانات الشخصية قليلة جداً. تستمرّ تداعيات مشاركة حمضكم النووي مع شركات غير ربحية بالتطوّر، ولعلّ الخضوع لفحص حمض نووي على سبيل الترفيه اليوم سيتسبّب لكم بعواقب مستقبلية غير متوقّعة.
ولكن إذا كنتم مرتاحين لهذه الفكرة، يعتقد موقع «ذا واير كاتر» التابع لصحيفة «نيويورك تايمز» أنّ «أنسيستري دي إن إيه» هي الخدمة الأكثر فاعلية. لقد توصّل إلى هذه الخلاصة بعد أكثر من 90 ساعة من البحث وثلاث سنوات تقريباً من إعداد التقارير التي تضمّنت تقييم نتائج لجنة فحوصات تضمّ متطوعين من جميع المجموعات السكانية الكبرى.

أفضل الفحوصات
> الخيار الأفضل: «أنسيستري دي إن إيه» AncestryDNA. يسهّل فحص «أنسيستري دي إن إيه» استكشاف الأصول العرقية ويقدّم قاعدة البيانات الأكبر لمطابقة الروابط العائلية. ولكنّه في المقابل لا يستطيع التمييز بين الأنسال من جهة الأمّ والأبّ، فضلاً عن أنّ الشركة قد تبادر إلى بيع بيانات الحمض النووي خاصتكم مقابل مبالغ مالية إذا اخترتم المشاركة ببرنامجها البحثي. السعر 100 دولار.
تصدّر اختبار «أنسيستري دي إن إيه». لائحة فحوصات الحمض النووي المنزلية لأنّه يقدّم النتائج بطريقة أكثر وضوحاً من الخدمات الأخرى، فضلاً عن أنّه يستعرض المعلومات المرتبطة بالأسلاف بسياق تاريخي مفيد ومفهوم. خرجت جميع خدمات فحص الحمض النووي بنتائج متقاربة لجهة الأصول العرقية التي ينتمي إليها المشاركون في الاختبار، إلّا أنّ تقارير ووسائط «أنسيستري دي إن إيه». الشاملة والدقيقة منحتها درجة التفوّق.
علاوة على ذلك، تمنح الشركة التي تدّعي أنّها تملك قاعدة بيانات تضمّ 18 مليون زبون، الأشخاص الذين يبحثون عن أقارب بعيدين أو حتّى أبوين بيولوجيين فرصاً أكبر في الوصول إلى تطابق. ولكن على عكس معظم الخدمات الأخرى التي اختبرها موقع «ذا واير كاتر»، لا تستطيع «أنسيستري دي إن إيه». أن تتعقّب التاريخ العائلي لجهة الأمّ أو الأبّ بشكل منفصل ولا حتّى تقفّي مسار هجرة العائلة التاريخي. وكما شركة «23 آند مي»، تتعاون «أنسيستري» في أبحاث طبية حيوية مع مجموعات ربحية وغير ربحية، ولكنها تشارك بيانات دون أسماء بعد الحصول على موافقة صريحة من الزبائن.

خيارات أخرى

> الخيار الثاني: «23 آند مي»23andme. يقدّم فحص «23 آند مي» نتائج دقيقة كفحص «أنسيستري»، بالإضافة إلى تتبّعه مسارات الهجرة مع شرح تفصيلي لسلالات الأمّ والأبّ. ولكنّ شركة «23 آند مي» تملك قاعدة بيانات أصغر من سابقتها، وهي بدورها قد تبادر إلى مبادلة معلومات عن الأشخاص الذين شاركوا في مشاريعها البحثية مقابل مبالغ مالية. السعر: 100 دولار.
تقدّم «23 آند مي» نفس نوع التقديرات العرقية (وتثير نفس المخاوف لناحية الخصوصية) وبسعر الخدمة السابقة نفسه. تملك هذه الشركة قاعدة بيانات تضمّ 12 مليون مستهلك، أي أنّ فرص جمع الزبون بأقاربه غير المعروفين عن طريقها أقلّ، ولكنّها في المقابل تملك أفضل موقع إلكتروني يسهّل على زائره البحث في رسوم بيانية وتقارير ومستندات تفصيلية لا تعدّ ولا تحصى بسهولة أكبر مقارنةً بمواقع الشركات المنافسة.
خلال الاختبارات، زوّدت خدمة «23 آند مي» المشاركين الذكور بلمحة عن مسار منفصل للهجرة العائلية من جهة الأم والأبّ. لم يعمد معدّو هذا الدليل إلى تقييم أداء الفحص في المجال الطبي الحيوي، ولكن إذا كنتم تبحثون في حمضكم النووي عن معلومات حول مؤشرات صحية معيّنة، تقدّم لكم خدمة «23 آند مي» مجموعة من التقارير على شكل خدمة إضافية مدفوعة. وأخيراً، تبيع هذه الشركة بياناتكم الطبية دون الكشف عن هويتكم لشركة «غلاكسو سميث كلاين» ولكن فقط إذا قرّرتم المشاركة في مشاريعها البحثية.
> خيار للترقية: «فاميلي تري دي إن إيه» FamilyTreeDNA. يعطي هذا الاختبار نتائج لا بأس بدقّتها لجهة الأصول العرقية العامّة ولكنّه أفضل من الأخرى في خدماته الإضافية، حيث إنه يقدّم تحليلاً تفصيلياً عن السلالات العائلية من جهتي الأمّ والأبّ. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الشركة تسمح لشركات إنفاذ القانون بالوصول إلى قاعدة بيانات عملائها. السعر عبر موقع الشركة الإلكتروني: 80 دولاراً.
أظهرت اختباراتنا أنّ تقديرات النسب التي تعطيها خدمة «فاميلي تري دي إن إيه». لزبائنها لا تقلّ دقّة عن نتائج «أنسيستري» و«23 آند مي». ولكنّها في المقابل، تقدّم أفضل مجموعة من خيارات التحليل الشاملة بناءً على فحص الأصول العرقية. تضمن هذه الخيارات الإضافية إرضاء أي مهووس بعلم الجينات يسعى إلى استكشاف روابطه بالهجرة البشرية المبكرة أو يرغب بالعثور على أقرباء من جهة واحدة من شجرة عائلته. ولكن يجب أن تحذروا من أنّ لائحة الخيارات المتنوعة التي تقدّمها هذه الشركة ستسهم في تكبير فاتورتكم، إلى درجة أنّكم قد تدفعون مبلغاً أكبر مرّتين أو ثلاثاً من الذي قد تدفعونه مع الشركتين المذكورتين أعلاه دون أن تشعروا. أمّا للقلقين من مسألة الخصوصية، فلا بدّ من إعلامهم بأنّ هذه الشركة تقدّم بيانات زبائنها إلى جهات إنفاذ القانون دون أن تطلبها هذه الأخيرة.
- خدمة {نيويورك تايمز}



«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية
TT

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة.

معقِّمات بمواد مسرطنة

أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على «مستويات غير مقبولة» من هذه المادة المسرطنة. ثم كانت هناك عمليات سحب من السوق لرذاذات القدم المضادة للفطريات، إضافة إلى ظهور تقارير مثيرة للقلق عن وجوده في مزيلات العرق والشامبو الجاف وكريمات الوقاية من الشمس الملوثة، كما كتب كنفول شيخ، وجانا مانديل*.

وأدت بعض هذه النتائج إلى ظهور عناوين الأخبار المذعورة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ حذَّر المؤثرون في مجال العافية - على «تيك توك» - الناس من التوقف عن ارتداء واقيات الشمس. وذهب أحد الأطباء على المنصة إلى مقارنة استخدام الشامبو الجاف المنتج بمادة البنزول بعملية التدخين. كما تم رفع كثير من الدعاوى القضائية الجماعية بشأن تأثيراته.

رُصد البنزول في واقيات الشمس

«تسلل» البنزول الطبيعي

يوجد «البنزول» (Benzene)، بشكل طبيعي في النفط الخام. ولا يضاف عمداً إلى هذه المنتجات؛ بل إنه يُستخدم لتصنيع المواد الكيميائية، مثل الأصباغ والمنظفات والدهانات والبلاستيك. وقد ينتهي به الأمر إلى التسلل إلى منتجات العناية الشخصية، عندما لا تتم تنقية المواد الكيميائية التي يوجد البنزول فيها بشكل كافٍ، أو عندما تتفاعل بعض المكونات النشطة في المنتجات بعضها مع بعض أو تتحلل.

لا توجد بيانات حتى الآن تشير إلى أن المستويات المنخفضة من التعرض للبنزول من منتجات العناية الشخصية تحمل مخاطر صحية كبيرة. وحذَّر بعض الخبراء من أن كثيراً من النتائج الأكثر إثارة للقلق حول البنزول، جاءت من مختبر واحد تعرّض لانتقادات؛ لانحرافه عن طرق الاختبار القياسية.

ومع ذلك؛ ونظراً لارتباط مستويات عالية من التعرض للبنزول بالسرطان، يقول الخبراء إنه من الجدير إلقاء نظرة فاحصة على الشامبو الجاف وواقي الشمس، وغيرهما.

ويشعر الباحثون بالقلق من أن المكونات التي تساعد المستحضرات الواقية من الشمس على الذوبان في الجلد، قد تسرّع من امتصاص الجسم له.

تنشُّق البنزول

نظراً لأن البنزول يمكن أن يتبخر بسهولة؛ فقد يستنشق الأشخاص أيضاً بعض المواد الكيميائية أثناء وضع المنتج موضعياً، ما يعني أنهم قد يتعرّضون له من خلال الطريقتين كلتيهما، كما قال لوبينغ تشانغ، عالم السموم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. لكن حقيقة تبخره بسرعة تشير إلى أن التعرُّض الجلدي ليس مصدر قلق كبيراً مثل تعرض العمال للبنزول بانتظام في الهواء.

أبحاث محدودة

ولا تشير الأبحاث المحدودة حول هذا الأمر حتى الآن إلى أي خطر كبير. في إحدى الدراسات، فحصت مجموعة من الباحثين الأكاديميين بيانات من أكثر من 27 ألف شخص استخدموا كريمات طبية تحتوي على «بيروكسيد البنزويل» (benzoyl peroxide) الذي يعمل مطهِّراً. وعندما قارنوها ببيانات من مرضى لم يتعرضوا لبيروكسيد البنزويل، لم يجد الباحثون أي خطر متزايد للإصابة بالسرطان المرتبط بالبنزول بين أولئك الذين يستخدمون الكريمات.

ومع ذلك، قال بعض الخبراء إنهم قلقون بشأن هذه التعرضات المحتملة؛ نظراً لأن هذه المنتجات يتم استخدامها مباشرة على الجسم – يومياً عادةً - وفي أماكن صغيرة سيئة التهوية، مثل الحمامات.

ارتفاع مستويات البنزول في الجسم

وفي حين تظهر الدراسات الاستقصائية الأميركية أن مستويات البنزول في الهواء قد انخفضت - بفضل القيود الأكثر صرامة على البنزول - فقد زادت مستويات البنزول في عيّنات البول من الأميركيين في العقود الأخيرة. في الوقت نفسه، وجد العلماء أن مزيداً من المنتجات قد تحتوي على البنزول، بما في ذلك الحفاضات والمناديل التي تستخدم لمرة واحدة، والسدادات القطنية، والفوط الصحية.

وقالت إمي زوتا، الأستاذة المساعدة في علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن اكتشاف البنزول في هذه المنتجات يسلّط الضوء على الفجوات في الرقابة التنظيمية على سلامة منتجات العناية الشخصية. وأضافت أن كثيراً من اختبارات سلامة المنتجات طوعية: «لذا؛ فإن الصناعة تضع معاييرها الخاصة».

تلوث منتجات العناية بالبنزول

كان كثير من الاهتمام حول التلوث بالبنزول في منتجات العناية الشخصية مدفوعاً بشركة اختبار مخدرات صغيرة، مقرّها في نيوهافن بولاية كونيتيكت. فقد أفادت شركة «فاليشور» (Valisure)، بالعثور على تلوث بالبنزول في معقمات اليدين، وبخاخات الجسم، وكريمات الوقاية من الشمس، والشامبو الجاف، وأدوية حب الشباب التي تحتوي على بيروكسيد البنزويل. وانتشرت بعض هذه النتائج على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«تروث سوشيال».

لكن بعض العلماء شكّكوا في منهجية شركة «فاليشور»، زاعمين أن بروتوكول الاختبار الخاص بها ينطوي في كثير من الأحيان على تسخين المنتجات إلى درجات حرارة تتجاوز درجات الحرارة التي قد تصل إليها في الحياة العادية؛ وهو ما قد يؤدي إلى تسريع تحلل المكونات، ويشير إلى خطر أعلى للتعرّض للبنزين مما قد يواجهه المستهلكون بالفعل.

أدلة تاريخية حول «سرطان البنزول»

ينظر كثير من الأبحاث حول البنزول بشكل خاص - حتى الآن - إلى التعرّض المنتظم لمستويات عالية من المادة الكيميائية في البيئات المهنية.

تأتي الأدلة على أن البنزول قد يسبب السرطان لدى البشر، من ملاحظات العمال في الصناعات الدوائية والبترولية التي تعود إلى عشرينات القرن العشرين. في عام 1987، قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إن هناك «أدلة كافية» على أن البنزول مسبب للسرطان لدى البشر والحيوانات. واليوم، تتفق منظمة الصحة العالمية، ووكالة حماية البيئة الأميركية، وبرنامج علم السموم الوطني الأميركي، على أن البنزول يمكن أن يسبب السرطان، وخصوصاً سرطان الدم.

هناك أيضاً أدلة على أن استنشاق مستويات عالية من البنزول لفترات طويلة من الزمن يرتبط بسرطانات الدم الأخرى، وسرطان الرئة، فضلاً عن فقر الدم، وانخفاض القدرة على محاربة العدوى، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

توصيات دولية

يوصي مسؤولو السلامة المهنية في جميع أنحاء العالم عموماً، بأن يقتصر التعرض في مكان العمل على جزء واحد من البنزول لكل مليون جزء من الهواء، أو جزء واحد في المليون على مدار يوم عمل مدته 8 ساعات.

ويتعرض كثير منا للبنزول أيضاً - من خلال انبعاثات المركبات ودخان السجائر ومواقد الغاز - ولكن بمستويات أقل بكثير.

وقد قدَّرت إحدى الدراسات أن التعرض البيئي للشخص العادي ينبغي أن يكون أقل من 0.015 جزء في المليون في اليوم، أو أقل بنحو مائة مرة من الحد المهني المذكور أعلاه.

خطوات لتقليل التعرض للبنزول

أظهرت حفنة من الدراسات المختبرية أن كمية معينة من البنزول على الأقل يمكن أن تخترق حاجز الجلد.

أكد الخبراء أنه لا داعي للذعر بشأن البنزول في منتجات العناية الشخصية؛ لكن اقترح كثير منهم التأكد من تخزين هذه العناصر بشكل صحيح لتجنب تحللها.

وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة لتقليل تعرضك:

- واقي الشمس: لم يقترح أي من الخبراء الذين تمت مقابلتهم التخلص من واقي الشمس خوفاً من البنزول. حتى في الاختبارات التي أجرتها شركة «فاليشور»، لم يكن لدى غالبية واقيات الشمس مستويات يمكن اكتشافها. وقال تشانغ: «فوائد واقيات الشمس معروفة جيداً». ولكن إذا كنت تريد أن تكون حذراً، فيجب عليك تجنب تخزين واقي الشمس في سيارتك، والابتعاد عن الهباء الجوي. فكثير من المنتجات التي وُجد أنها تحتوي على البنزول هي عبارة عن رشاشات للرذاذ.

- الشامبو الجاف: إذا كنت قلقاً بشأن التعرض المحتمل للبنزين، فحاول التبديل إلى الشامبو الجاف الذي يأتي في تركيبات مسحوقة بدلاً من منتجات مرشاشات الرذاذ.

- كريمات حب الشباب: إذا كنت ترغب في الاستمرار في استخدام منتجات بيروكسيد البنزويل، فخزِّنها في مكان بارد ومظلم، مثل خِزانة أو ثلاجة، فسيساعد ذلك في بقاء مكوناتها مستقرة لفترة أطول. يمكنك أيضاً التحدث مع طبيب حول بدائل بيروكسيد البنزويل التي قد تناسبك. ويجب عليك دائماً التحقق من منتجاتك من خلال قائمة إدارة الغذاء والدواء القابلة للبحث للمنتجات التي تم سحبها من الأسواق، وتنبيهات السلامة.

* خدمة «نيويورك تايمز»