أهالي ضحايا انفجار المرفأ يطالبون بـ {المحاسبة}

من الوقفة الاحتجاجية لأهالي ضحايا انفجار المرفأ (الشرق الأوسط)
من الوقفة الاحتجاجية لأهالي ضحايا انفجار المرفأ (الشرق الأوسط)
TT

أهالي ضحايا انفجار المرفأ يطالبون بـ {المحاسبة}

من الوقفة الاحتجاجية لأهالي ضحايا انفجار المرفأ (الشرق الأوسط)
من الوقفة الاحتجاجية لأهالي ضحايا انفجار المرفأ (الشرق الأوسط)

طالب أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بالإسراع في التحقيقات لمحاسبة المسؤولين، وعدم تسييس القضية، في وقت أعلنت فيه قيادة الجيش عن نتائج أعمال المسح في المناطق والأحياء التي تضررت.
وقالت قيادة الجيش على حسابها على «تويتر»: «أُنجزت أعمال المسح في المناطق التي تضررت جراء الانفجار خلال 15 يوماً، وقد تولت أعمال المسح 250 لجنة مؤلفة من 1000 ضابط ورتيب، إضافة إلى 500 مهندس مدني».
وأوضحت أنه «تم مسح 85744 وحدة متضررة، وهذه العملية تعتبر كافية، ولا حاجة بالتالي إلى إجراء عمليات مسح إضافية من قبل الجهات المانحة».
ولفتت إلى أنه «‏يمكن لأي جهة مانحة (دول صديقة ومنظمات غير حكومية وأفراد متبرعين...) راغبة في التبرع، الاطلاع على نتائج المسح الدقيق والشفاف، والاستفادة منها عبر التواصل مع قيادة الجيش».
في موازاة ذلك، نفذ أهالي الضحايا وقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي لمرفأ بيروت، وسط حال من الغضب والحزن الشديدين، لعدم ظهور نتائج التحقيق في أسباب الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنه.
وألقى إبراهيم حطيط (شقيق أحد الضحايا) كلمة باسم العائلات، أكد فيها أن «الاعتصام بعيد عن الانتماء الحزبي والطائفي والسياسي، فنحن نرفض تسييس هذه القضية واستثمار دماء الشهداء». وقال: «لن نقطع طريقاً أو نحرق الدواليب أو نصطدم بالقوى الأمنية الذين تعمدت دماؤهم بدماء شهدائنا بسبب الفساد والإهمال. نحن هنا سلميون، لا لأننا ضعفاء؛ بل لأننا لسنا أبناء شوارع، احتراماً لدماء أبنائنا، ولكن هذا لا يعني أننا سنصبر طويلاً؛ بل ستكون لنا تحركات بوتيرة تصاعدية، في كل مرة نشعر فيها بالتلكؤ، ونتحفظ على تفاصيلها».
وشدد على أنهم لن يسمحوا بـ«لفلفة القضية على الطريقة اللبنانية»، متمنياً على القضاء «ألا يتعاطى مع هذه القضية كما تعاطى سابقاً مع معظم قضايا الفساد، وألا يرضخ للضغوط السياسية المعتادة». وقال: «أناشد القاضي فادي صوان الذي ينال ثقتنا حتى الآن، بألا يرضخ كما رضخ غيره، ونطالبه بكشف الرؤوس الكبيرة لكي تمثل أمامه من دون حصانات، من رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومات والأجهزة الأمنية، لكي يحمِّل كل المعنيين مسؤولية هذه الكارثة التي حلت بنا وبوطننا».
وختم: «باسم عائلة الشهيد ثروت حطيط، أؤكد أننا إذا لم ينصفنا القضاء، فسنأخذ حقنا بأيدينا، وسنقابل الدم بالدم، ونتمنى ألا نجبر على ذلك. نحن تحت سقف القانون والقضاء العادل، ولكن إن ظُلمنا فسننفذ بأيدينا حكم الشعب».
وأطلق عدد من الأهالي صرخات الغضب والتنديد بحق السلطة والمسؤولين، لتغاضيهم عن الكارثة التي حلت ببيروت، وسألوا عن «سبب إهمال التحقيق الجدي في الملف بعد مرور حوالى الشهر ونصف الشهر على وقوع الانفجار». وطالبوا صوان بـ«الضرب بيد من حديد، والوصول إلى الحقيقة في أسرع وقت»، وطالبوا بـ«أجوبة على التحقيق الفني، أي الأسباب التي أدت إلى حصول الانفجار».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.