دعوات للتظاهر في طرابلس وبنغازي لـ«إنقاذ ليبيا من الفاسدين»

TT

دعوات للتظاهر في طرابلس وبنغازي لـ«إنقاذ ليبيا من الفاسدين»

دعا مواطنون من أطياف مختلفة في مدينتي طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق) للتظاهر السلمي، ضد ما سموه «جميع أشكال الفساد»، ولـ«إسقاط جميع الأجسام السياسية».
ويحشد نشطاء وحقوقيون في الشرق الليبي منذ أيام لهذه التظاهرة، التي حددوا موعدها غداً (الاثنين) في الرابعة عصراً، على أن يكون مكانها في الساحة المقابلة لفندق تبستي ببنغازي. وقال الحراك الداعي لتظاهرة «إنقاذ ليبيا» في بيانه إنه «في الوقت الذي نعلن فيه تضامننا ودعمنا لحراك الشارع، الرافض للفساد بكل أشكاله، والمسبب الرئيسي لكل ما وصل إليه حال البلاد من تفشي (وباء كورونا)، وانعدام الخدمات الأساسية، وفقدان الشباب لفرص العمل والتأمينات الاجتماعية للعاطلين منهم، فإننا نعلن دعوة شبعنا الصابر الأبي في كل المدن والقرى للخروج والتظاهر السلمي، تحت شعار إنقاذ ليبيا من الفساد والفاسدين».
ونبه المنظمون إلى «عدم اللجوء للسلاح والعنف كوسيلة لحل الصراعات أو المطالبة بالحلول»، معربين عن «تأييدهم لانتهاج الحلول السلمية»، وقالوا: «إننا نستشرف الذكرى الثامنة لجمعة إنقاذ بنغازي، التي أكدت على مدنية دولة المؤسسات وسيادة القانون».
وجمعة «إنقاذ بنغازي» هي مظاهرة حاشدة، خرجت في شوارع بنغازي في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2012 للتنديد بالميليشيات المسلحة في المدينة آنذاك، قبل تدشين «عملية الكرامة»، التي خاضت حرباً ضارية ضد هذه المجموعات.
وقال الصالحين النيهومي، الناشط السياسي وأحد الداعين للمظاهرة، وأحد الداعين للتظاهرة ببنغازي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن أسباب الخروج إلى الشارع تتمثل في تردي مستوى عيش للمواطنين في الآونة الأخيرة بشكل كبير جداً»، مشيراً إلى أنهم «سيطالبون بإسقاط كل الأجسام السياسية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية».
ولفت النيهومي إلى أن حكومة «الوفاق» والمؤسسة الوطنية للنفط، التي يترأسها مصطفى صنع الله، «ضيقتا الخناق على مناطق شرق ليبيا بقطع إمدادات المحروقات من الديزل، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم».
وبات واضحاً انتشار الدعوات للتظاهر في عموم ليبيا للأسباب ذاتها، وهو ما دعا حراكاً آخر في طرابلس لدعوة أبناء المدن في بنغازي وسبها (جنوب) للخروج إلى الشارع في توقيت واحد، بهدف إرسال رسالة مفادها أن كل المناطق الليبية موحدة لإنقاذ ليبيا، وتحسين عيش الشعب الليبي، وإزالة الفروق المعيشية بين المواطنين والطبقة السياسية.
وكانت مدينة بنغازي، التي يوجد بها مقر القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» بقيادة خليفة حفتر، قد شهدت احتجاجات بسبب انقطاع الكهرباء، ونقص السيولة في المصارف، وارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازية، والفساد الإداري والمالي بمؤسسات الدولة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.