مصر: مؤسسات دينية تتعهد استكمال مجابهة «جماعات العنف»

«الإفتاء» و«الأوقاف» ركزتا على أهمية التصدي لـ«فوضى الآراء»

TT

مصر: مؤسسات دينية تتعهد استكمال مجابهة «جماعات العنف»

وسط اتهامات لبعض الجماعات بـ«ترويج الفكر المتطرف لنشر الفتن بين جموع المصريين»، تعهدت مؤسسات دينية مصرية أمس بـ«استكمال مواجهة جماعات العنف بكل حسم بسبب ادعاءاتها الخاطئة في حق الدولة المصرية».
وبينما تعول دار الإفتاء على «هدم مخطط هذه الجماعات، عبر مواجهة فوضى الآراء على بعض مواقع التواصل الاجتماعي»، تركز وزارة الأوقاف على «الدور الفكري للمساجد والأئمة».
وما زالت السلطات المصرية تواصل جهودها لمواجهة ما تعتبره «أخباراً غير صحيحة، ودعوات تحريض وإشاعات»، تنتشر على بعض صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي، ما يستوجب نفياً رسمياً من الحكومة؛ بينما تتحدث المؤسسات الدينية عن «رصد تدوينات وآراء وصفحات إلكترونية وقنوات تحرض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها».
وحذَّر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، من «الانسياق وراء جماعات الإرهاب، وما تحاول ترويجه من إشاعات، وتشكيك في قدرة الدولة المصرية»، مشدداً في تصريحات أمس على أن «المهمة الرئيسية للأوقاف في المرحلة الراهنة، هي النهوض برسالة المسجد الجامع، تثقيفياً ومجتمعياً، ليصبح المسجد قبلة حقيقية للمجتمع»؛ لافتاً إلى أن ذلك «هو منهج الوزارة وما تسير عليه بقوة، سواء من حيث تأسيس فكرة المسجد الجامع وتطبيقها على أرض الواقع، أو من حيث إعداد الأئمة وحسن تأهيلهم وصقل مواهبهم للقيام بهذه المهمة».
ووفق وزير الأوقاف، فإن «جماعات العنف لا تعرف سوى الفوضى والهدم، وهم مُجرد أبواق لمن يريدون تدمير مصر، ويجب أن نتصدى جميعاً، وبكل حسم، لكل من يحاول المساس بأمن البلاد».
من جهته، قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، إن «الوقوف مع الدولة والقيادة في مكافحتها ضد التحديات واجب شرعي في هذا الوقت، ومن يقف على الحياد في هذه المرحلة الفاصلة يرتكب خطأ شرعياً»؛ موضحاً في تصريحات متلفزة له: «أننا أمام قوى شر تريد أن تهدم، ومستميتة في ذلك»، مؤكداً أن «كل ما يقولونه وينفقونه سيكون هباء منثوراً، وسترتد العاقبة عليهم».
وشدد مفتي مصر على أن «من يعارض فكرة الحفاظ على حدود الدولة، إنما هي جماعات تريد هدم مصر، كما أن من يتآمر على مصر إنسان نُزعت منه القيم والرحمة».
بدوره، دعا الخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، إلى «ضرورة التصدي لبعض الآراء التي تنتشر على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل، والتي تثير الكراهية وتحض على العنف»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مواقع موالية لجماعات العنف، تنشر مواد وتعليقات وأفكاراً بشكل وقتي لإحداث فتن، ولتحقيق أهداف ومكاسب سياسية».
يشار إلى أن «الإفتاء المصرية» شددت على «ضرورة التصدي للإرهاب الإلكتروني لجماعات العنف من الناحية الفكرية والشرعية»، مؤكدة أن «لديها كتيبة رصدية، وعلماء يعملون على تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة والمتطرفة، ويفندون زيف ادعاءات هذه الكتائب الإلكترونية التي تتستر بالدين لهدم وتخريب الدولة». كما تؤكد «الإفتاء» أن «الجماعات الإرهابية تسعى بكل قوة لنشر الأكاذيب في المجتمع، قصد تقويض قدرته على البناء والنهوض والتنمية، وبث الإحباط والفرقة في نفوس المصريين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.