وفد إسرائيلي في القاهرة لأول مرة منذ {ثورة 25 يناير» للبحث عن رفات 22 جنديا

محافظ شمال سيناء لـ «الشرق الأوسط» : لم نتلق أي إخطارات أو بلاغات في هذا الموضوع

وفد إسرائيلي في القاهرة لأول مرة منذ {ثورة 25 يناير» للبحث عن رفات 22 جنديا
TT

وفد إسرائيلي في القاهرة لأول مرة منذ {ثورة 25 يناير» للبحث عن رفات 22 جنديا

وفد إسرائيلي في القاهرة لأول مرة منذ {ثورة 25 يناير» للبحث عن رفات 22 جنديا

وصل إلى القاهرة، أمس، وفد إسرائيلي في زيارة لمصر تستغرق أياما، للبحث عن رفات 22 جنديا مفقودا بمصر منذ حروب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وحرب الاستنزاف، وحرب عام 1967. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أمس، وصول الوفد للعاصمة المصرية، ونقلت عن مصادر مصرية مطلعة أن «هذه الزيارة هي الأولى منذ ثورة (25 يناير) عام 2011 التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة».
وبينما قال اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه لا توجد أي بلاغات أو إخطارات بشأن وصول هذا الوفد إلى محافظته، أكد خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية في مصر اللواء طلعت مسلم لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يعد هناك ما يدعو إلى استمرار إرسال إسرائيل لبعثات للبحث عن رفات جنودها، لأنها لن تأتي بأي نتائج على أرض الواقع».
وأضافت المصادر المصرية المطلعة أن الوفد الإسرائيلي وصل على متن طائرة الخطوط الأردنية من عمان، ويضم 5 أعضاء برئاسة شاريد ليفي، رئيس لجنة البحث عن رفات الجنود الإسرائيليين المفقودين.
وأوضحت المصادر المطلعة، أن «عدد الجنود الإسرائيليين المفقودين بمصر يبلغ 22 جنديا؛ بينهم 16 جنديا فقدوا خلال حرب أكتوبر عام 1973، بالإضافة إلى مفقودين اثنين في حرب الاستنزاف، و4 آخرين في حرب 1967»، مشيرة إلى أن آخر زيارة للوفد كانت في عام 2010، وأنه سيستأنف بحثه في مناطق عدة، خاصة في محافظات شمال سيناء وجنوبها، وبورسعيد والإسماعيلية، للوصول إلى رفات الجنود الإسرائيليين المفقودين بمصر خلال الحروب المتعاقبة بين البلدين. في السياق ذاته، قال مصدر أمني إن «حرب الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 وقعت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة في فلسطين والضفة الغربية والجولان»، مضيفا: «أما «(حرب الاستنزاف)، فهو مصطلح أطلقه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفة قناة السويس واستمرت لنحو 3 سنوات، وخلالها استهدفت غارت سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين». وأكد المصدر الأمني، «أما حرب أكتوبر عام 1973 فلا تزال علامة في العلوم العسكرية على المستوى العالمي، وما زالت تدرس في كبرى الأكاديميات العسكرية العالمية باعتبارها (حدثا عسكريا) لم يحدث في تاريخ الحروب من قبل من حيث اقتحام مانع مائي وهو قناة السويس، ثم تحطيم خط بارليف الإسرائيلي الحصين الذي علقت عليه مراكز الأبحاث العسكرية العالمية بأنه خط دفاعي (لا يقهر)».
وتعليقا على زيارة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بمصر: «ليست غريبة أن تكون زيارة الوفد الإسرائيلي لمصر هي أول زيارة منذ (25 يناير)»، لافتا إلى أنه من المفروض أن الوفد الإسرائيلي بحث عن رفات الجنود من قبل ووصلوا إلى نتائج في هذا، مضيفا: أنه «لم يعد هناك ما يدعو إلى استمرار هذه البعثات للبحث عن رفات الجنود، لأنها لن تأتي بأي نتائج على أرض الواقع».
وأكد اللواء مسلم أنه «في بعض الأحوال قد يجد الوفد الإسرائيلي (عظمة) هنا أو هناك أو ما شابه ذلك، ويقوم بعمل توثيق لها على أنها من رفات الجنود»، موضحا أنه «في الأغلب أن هذا الوفد غير قادر على تحديد مكان قتلاهم.. وأن قولهم (أي البعثة الإسرائيلية) إنهم يعرفون أماكن القتلى سواء في بورسعيد أو الإسماعيلية أو سيناء، غير حقيقي»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنهم «يذهبون إلى نفس الأماكن السابقة ويبحثون للوصول إلى أي شيء.. ليقولوا هذا هو الرفات».
وقال اللواء طلعت مسلم، إنه «لا توجد اتفاقيات بين القاهرة وتل أبيب في هذا الإطار؛ لكن معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1978 أنهت أي عداء بين البلدين، و(نصت على) أن تكون العلاقات طبيعية.. وطبقا لذلك، فإن إسرائيل تستغل ذلك، وتأتي للبحث عن جنودها بدعوى أن ذلك حق إنساني»، لافتا إلى أن «موضوع الأسري والقتلى إنساني أكثر منه عسكريا.. وإسرائيل تصر عليه لأمور اجتماعية تتعلق بأسر هؤلاء القتلى في إسرائيل، خاصة في إنهاء مسألة الإرث وكل المناحي الأسرية الأخرى».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.