«الصحة التونسية»: الوضع الوبائي تحت السيطرة

وزير الصحة متحدثاً في أمام لجنة الصحة («فيسبوك» الصحة التونسية)
وزير الصحة متحدثاً في أمام لجنة الصحة («فيسبوك» الصحة التونسية)
TT

«الصحة التونسية»: الوضع الوبائي تحت السيطرة

وزير الصحة متحدثاً في أمام لجنة الصحة («فيسبوك» الصحة التونسية)
وزير الصحة متحدثاً في أمام لجنة الصحة («فيسبوك» الصحة التونسية)

أكد محمد مقداد، المدير العام للهياكل الصحية بوزارة الصحة التونسية، أن الوضع الوبائي في تونس لا يزال تحت السيطرة رغم ارتفاع وتيرة الإصابات المسجلة بـ«كورونا» خلال الشهرين الأخيرين. وأشار إلى أن قطاع الصحة العمومية يتوافر حالياً على 400 سرير مخصص للإنعاش بصفة عامة، من بينها 100 مخصصة للمصابين بوباء كورونا، وهو لم يستوف طاقة استيعابه القصوى.
من ناحيتها، أكدت وزارة الصحة التونسية في أحدث تقاريرها، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا حاجز 8500 إصابة، وذلك إثر تسجيل 470 حالة إصابة جديدة منتصف هذا الشهر؛ وهو ما جعل عدد الإصابات يبلغ 8570 إصابة، في حين قدر عدد الذين تعافوا من الوباء نحو 2342 مصاباً، وارتفع عدد الوفيات إلى 133 حالة بعد أن استقر لأشهر متتالية في حدود 50 وفاة.
وعاود فيروس كورونا الانتشار بقوة في تونس إثر إعادة فتح الحدود مع الخارج يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي؛ إذ تم تسجيل 7369 حالة مؤكدة حاملة للفيروس منذ ذلك التاريخ، وشهدت هذه الفترة وحدها 83 وفاة جديدة. وتتوقع الهياكل الصحية التونسية المزيد من حالات الإصابة والوفاة بتأكيدها التكفل بـ144 مريضاً في المستشفيات التونسية، من بينهم 47 مريضاً بأقسام العناية المركزة و13 يخضعون للتنفس الصناعي. كما أن كل الولايات - المحافظات - التونسية (24 ولاية) باتت مصنفة ضمن «القائمة الحمراء» بتسجيل كل منها معدل يفوق 10 إصابات على كل مائة ألف ساكن.
ويعكس تصنيف كل الولايات ضمن القائمة الحمراء خلال شهر سبتمبر (أيلول) الحالي تسجيل انتشار كثيف للعدوى بفيروس كورونا بين التونسيين بعدما كانت هذه القائمة تضم مع نهاية شهر أغسطس (آب) المنقضي 16 ولاية فقط قبل أن تضاف إليها 8 ولايات تباعاً نتيجة الانتشار الأفقي للوباء.
وإزاء التطورات الحاصلة على الوضع الوبائي وتوجه الهياكل الصحية نحو التعايش مع الوباء؛ فقد جددت وزارة الصحة التونسية الدعوة إلى ضرورة تقبل فكرة التعايش وإلغاء فكرة الحجر الصحي أو حظر التجوال، وسط تحذيرات أطلقها أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة «كورونا» تدعو التونسيين إلى مزيد من اليقظة والحذر واحترام إجراءات الوقاية اللازمة كافة، وتطبيق البروتوكولات الصحية في جميع الأنشطة الحياتية والقطاعات والمؤسسات العمومية والخاصة.
وكانت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية عقدت، في إطار متابعتها موضوع انتشار فيروس كورونا ومواكبة لما شهده من تطورات متسارعة في الفترة الأخيرة، الأربعاء، جلسة استماع إلى وزير الصحة الدكتور فوزي مهدي حول الوضع الوبائي الراهن واستعدادات الوزارة للحد من انتشار هذا الوباء ومن تأثيره على مستويات عدة.
واعتبر مهدي، أن التعايش مع الفيروس يشكل البديل الحتمي على المدى القصير والمتوسط والطويل، وأن الانتقال إلى هذا النمط الحياتي الجديد يعتبر الخيار الأكثر عقلانية لبلد مثل تونس؛ نظراً لوضعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب، كما أكد ضرورة مواصلة تعزيز استراتيجية اليقظة والمراقبة والوقاية، سواء على المستوى الفردي أو العائلي أو بالنسبة للمؤسسات؛ وذلك للحد من انتشار الفيروس وتقليل مخاطره والتقليص أكثر ما يمكن من عدد الوفيات المحتملة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.