واشنطن: «داعش» يواصل تمدده بـ20 فصيلاً خارج سوريا والعراق

واشنطن: «داعش» يواصل تمدده بـ20 فصيلاً خارج سوريا والعراق
TT

واشنطن: «داعش» يواصل تمدده بـ20 فصيلاً خارج سوريا والعراق

واشنطن: «داعش» يواصل تمدده بـ20 فصيلاً خارج سوريا والعراق

لا يزال الجدل قائماً ومتجدداً حول تهديد الجماعات الإرهابية المتطرفة في العراق وسوريا، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأميركية من خلال تصريحات الرئيس ترمب، القضاء على «حلم الخلافة» وزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، إذ أكدت تصريحات مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب أن «داعش» لا يزال يمثل تهديداً عالمياً، وهو في تمدد.
وخلال جلسة استماع في مجلس النواب أول من أمس، قال كريستوفر ميلر مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، إن تنظيم «داعش» الإرهابي، يواصل تمدده عالمياً مع نحو عشرين فصيلاً تابعاً له، وذلك على الرغم من اجتثاثه من سوريا والعراق والقضاء على قيادييه.
وخلال جلسة الاستماع أمام لجنة الأمن القومي، أوضح ميلر أن التنظيم المتطرف «أظهر مراراً قدرته على النهوض من خسائر فادحة تكبدها في السنوات الستّ الماضية، وذلك بالاعتماد على قيادات من الصفوف المتوسطة، وشبكات سرية واسعة النطاق، في ظل التراجع الدولي في مكافحة الإرهاب».
ولفت إلى أن «داعش» نفّذ في سوريا والعراق اغتيالات وهجمات بواسطة قذائف الهاون والعبوات الناسفة المصنّعة يدوياً «بوتيرة ثابتة»، ومنذ القضاء في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي 2019 على قائد التنظيم أبي بكر البغدادي وغيره من القادة البارزين، تمكّن القائد الجديد محمد سعيد عبد الرحمن المولى، من إدارة هجمات جديدة بواسطة فصائل تابعة للتنظيم بعيدة جغرافياً عن القيادة، فقد تبنّى التنظيم هجوماً وقع في النيجر في التاسع من أغسطس (آب) وأسفر عن ثمانية قتلى بينهم ستة عمال إغاثة فرنسيين.
وأشار ميلر إلى أن التنظيم يوثّق ما سماها نجاحاته بتسجيلات فيديو لاستخدامها على سبيل الدعاية، ولإظهار أنّ الجهاديين لا يزالون منظّمين ونشطين على الرغم من اجتثاثهم من المنطقة التي أعلنوا فيها «الخلافة» في سوريا والعراق.
وأضاف: «التنظيم يركّز حالياً على تحرير الآلاف من عناصره الموجودين مع عائلاتهم في مراكز اعتقال في شمال شرقي سوريا، في ظل غياب أي مسار دولي منسّق للبتّ بأوضاعهم»، مشيراً إلى أن الشبكة العالمية للتنظيم خارج سوريا والعراق «تشمل حالياً نحو عشرين فصيلاً بين فرع وشبكة».
أما تنظيم «القاعدة»، فيرى مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب أنه أصبح في أضعف حالاته، بيد أنه لا يشكّل فاعلية وقوة كما كان في السابق وبخلاف «داعش»، مرجعاً ذلك إلى القضاء على قادته وأبرز شخصياته.
وحسب ميلر، لا تزال الفصائل التابعة لـ«القاعدة» في اليمن وأفريقيا قادرة على شنّ هجمات دموية، لكنّ قدرات التشكيلات التابعة للتنظيم في الهند وباكستان أُضعفت بشكل كبير.
أما في أفغانستان، فقد تراجع حضور «القاعدة» إلى «بضع عشرات من المقاتلين ينصبّ تركيزهم بشكل أساسي على البقاء على قيد الحياة». يُذكر أن الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القوات المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، قد حذّر من خطر «داعش» وتصاعده في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وروسيا، وهي المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، محملاً روسيا والنظام السوري مسؤولية تدهور الأوضاع هناك، بسبب عدم قدرتهما الصحيحة في إدارة المنطقة.
وأكد ماكينزي في تصريحاته الصحافية سابقاً، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من هذه الثغرة التي قد يستغلها «داعش» في إعادة ترتيب صفوفه مجدداً: «ليس لدى روسيا ونظام الأسد أي فكرة عن كيفية إدارة هذه المنطقة بالفعل بعد أن قمت بمسحها عسكرياً»، مشيراً إلى أن خطر التنظيم لم ينتهِ بعد، وهو يتصاعد في الغرب، وتقف الولايات المتحدة الأميركية مكتوفة الأيدي لأنه لا توجد لديها قوات في تلك المنطقة».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.