حزب معارض تنتقد «محاولات إقصاء» الرئيس التونسي عن المشهد السياسي

TT

حزب معارض تنتقد «محاولات إقصاء» الرئيس التونسي عن المشهد السياسي

أكد زهير المغزاوي، رئيس حركة الشعب التونسية المعارضة والمتحالفة مع حزب التيار الديمقراطي، أن حزبه «سيتصدى لكل المحاولات الهادفة لعزل وإقصاء الرئيس التونسي قيس سعيد عن المشهد السياسي»، وقال في تصريح إذاعي إن المعركة مع بعض الأطراف السياسية النافذة «مفتعلة وهدفها الأساسي الابتزاز السياسي، وممارسة ضغوط إضافية على هشام المشيشي»، رئيس الحكومة التونسية، الذي كلّفه الرئيس سعيد بتشكيل الحكومة الجديدة.
ونبه المغزاوي إلى تكرر عمليات ابتزاز كل رؤساء الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد خلال السنوات الماضية، نافياً الاتهامات الموجّهة إلى المعارضة بمحاولة السطو على البرلمان من خلال الإعداد لتحالف برلماني جديد، وهو التنبيه الذي أطلقه أيضاً بعض قادة أحزاب المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية.
كما انتقد المغزاوي تصريحات راشد الغنوشي، رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة (إسلامية)، التي أكد فيها ضرورة استعادة البرلمان للمبادرة السياسية في نظام برلماني معدل، قائلاً إن «محاولات تبخيس وإضعاف البرلمان تحصل من داخله»، على حد قوله.
في غضون ذلك، قال هشام العجبوني، قيادي حزب التيار الديمقراطي المعارض، إن حزبه سيعقد غداً (الأحد) اجتماعاً مهماً في العاصمة التونسية، تحضره قيادات المجلس الوطني، والمكتب التنفيذي والسياسي، وأعضاء الكتلة البرلمانية بهدف تدارس الوضع التنظيمي للحزب، خصوصاً ما يتعلق بتقديم الترشيحات للمجلس الوطني لسد شغور منصب الأمانة العامة، إثر استقالة محمد عبو في الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد تزكية حكومة هشام المشيشي، ومغادرة حزب التيار الديمقراطي الحكم، بعد تجربة قصيرة في السلطة لم تدم أكثر من ستة أشهر، ليعود بعدها إلى صفوف المعارضة.
وأوضح العجبوني أن محمد الحامدي، وزير التربية السابق، أصبح مكلفاً بمهام نائب الأمين العام لإدارة الحزب إلى حين انعقاد مجلسه الوطني خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وانتخاب أمين عام جديد.
وبخصوص تفاصيل هذا الاجتماع الذي يُعقد غداً، أكد العجبوني أنه سيناقش أولويات العمل البرلماني خلال المرحلة المقبلة، والمتمثلة أساساً في إرساء المحكمة الدستورية، وتنقيح النظام الداخلي للبرلمان وتعديل القانون الانتخابي، على أن يتم النظر في تحديد موعد لعقد يوم برلماني لنواب التيار الديمقراطي قبل العودة البرلمانية.
ومن المنتظر أن تجري أيضاً نقاشات مصيرية حول التحالفات السياسية والجبهات البرلمانية الممكنة خلال الدورة البرلمانية المقبلة، وفي هذا السياق أوضح العجبوني أنه تم رسمياً إيداع مطلب لمكتب البرلمان للانضمام إلى صفوف المعارضة باسم الكتلة الديمقراطية (38 صوتاً)، التي تضم كلاً من حزب التيار الديمقراطي و«حركة الشعب»، حليفها السياسي والبرلماني.
ووفق مصادر مقربة من «التيار الديمقراطي»، فإن جزءاً من نقاشات الاجتماع سيُخصص لطرح مبادرة تشكيل ائتلاف برلماني لمواجهة التحالف، الذي تتزعمه حركة النهضة مع حزب «قلب تونس» و«ائتلاف الكرامة»، وهو ائتلاف يضم 82 برلمانياً، ويهدف بالأساس إلى خلق توازن في المشهدين السياسي والبرلماني، والإعداد لمجلس وطني استثنائي يومي 3 و4 أكتوبر المقبل. علاوة على دراسة المقترحات التي سيقدمها خلال السنة البرلمانية المقبلة، وعل رأسها قانون المالية التكميلي لسنة 2020 وقانون المالية لسنة 2021.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».