قائد بيرنلي يتحدث عن كرة القدم «الحزينة» من دون جمهورها... وتطلعات فريقه في الموسم الجديد

بن مي (وسط) يحتفل بهز  شباك كريستال بالاس الموسم المنصرم (إ.ب.أ)
بن مي (وسط) يحتفل بهز شباك كريستال بالاس الموسم المنصرم (إ.ب.أ)
TT

قائد بيرنلي يتحدث عن كرة القدم «الحزينة» من دون جمهورها... وتطلعات فريقه في الموسم الجديد

بن مي (وسط) يحتفل بهز  شباك كريستال بالاس الموسم المنصرم (إ.ب.أ)
بن مي (وسط) يحتفل بهز شباك كريستال بالاس الموسم المنصرم (إ.ب.أ)

في العادة، تسمح لي الفترات ما بين المواسم باستعادة نشاطي، خاصة أنا شخص مشغول للغاية بوجه عام بسبب جدول مباريات مزدحم ومحموم ما بين أعياد الميلاد والعام الجديد، ولهذا عادة ما أضطر إلى إرجاء قراراتي إلى الصيف. ومع هذا، نادراً ما يطرأ تغيير على أهدافي المنشودة في كل موسم، الأمر الذي ربما يبدو مملاً بعض الشيء، لكن يبقى من المهم أن يتحلى المرء بالوضوح والصدق مع نفسه. أما خطتي، فهي بسيطة: تقديم أداء أفضل عن الموسم السابق، على مستوى الفريق ككل وعلى المستوى الفردي. وإذا تمكنت من إنجاز ذلك، فإن هذا يعني أنك ستتمتع بموسم ناجح. ودائماً ما يركز فريقنا اهتمامه على الوصول إلى نقطة السلامة والبناء من هذه النقطة، الأمر الذي نجحنا في تحقيقه على مدار المواسم الأربعة الماضية.
من ناحية أخرى صعدت ثلاثة أندية كبرى وتنفق المال اليوم على ضم لاعبين جدد. وعليه، ستكون بطولة الدوري الممتاز هذا العام على مستوى من التنافسية لا يقل عن أي موسم آخر. ومن المهم أن نستغل خبرتنا وجودة أدائنا في ضمان أننا أيضاً نتحلى بذات القدر من التنافسية. المؤكد أننا لسنا أكبر نادي ببطولة الدوري ووجودنا في المركز الـ10 كان إنجازا مذهلا لنا.
وكمجموعة، نجحنا في استغلال فترة ما قبل انطلاق الموسم الجديد على نحو جيد، مع حرصنا على الحفاظ على أعلى مستويات اللياقة البدنية، الأمر الذي ساعدنا كثيراً خلال الفترات المحمومة للمباريات. وقد أنجزنا الموسم الماضي بنقص واضح في الأرقام، في الوقت الذي جلس الكثير من اللاعبين الناشئين على مقعد البدلاء. اليوم، يركز النادي اهتمامه على الأرقام ويسعى لضم لاعبين جدد. ومع هذا، فإننا لا نقدم على إنفاق الكثير من المال، ذلك أننا نتمسك بالحذر والحكمة ونفضل العمل في هدوء ـ وهذا كان الأسلوب الذي عمل من خلاله نادينا على مدار الكثير من المواسم. وما يزال أمامنا الكثير من الوقت في موسم الانتقالات الذي لا يغلق أبوابه حتى أكتوبر (تشرين الأول). الملاحظ أننا أبلينا بلاءً حسناً حتى نهاية الموسم الماضي رغم افتقار فريقنا إلى العمق. ومع هذا، فإنه حال تعرضنا لبضع إصابات هذا الموسم، فإن هذا يعني أننا سنصبح في موقف عصيب بالنظر إلى وضعنا الحالي.
المؤكد أن كرة القدم من دون جمهور ليست بالصورة التي ألفناها. وقد ناضلت كثيراً للشعور بذات القدر من الحماس ودفقة الأدرينالين في جسدي قبل المباريات، ولست الوحيد في ذلك. بمجرد نزولي أرض الملعب، تسيطر علي روح الاحتراف وتتملكني رغبة طفولية في هزيمة أي شخص يعترض طريقي طوال الدقائق الـ90. الحقيقة أن الجميع يرغبون في عودة الجماهير، وسنشعر جميعاً بتقدير بالغ لو أننا تمكنا من جديد من معاينة استادات ممتلئة بالجماهير وشعرنا بذلك الحماس والتشجيع مرة أخرى.
من جانبي، أتحرق شوقاً للحظة أنزل فيها إلى أرض ملعب استاد يعج بالجماهير وأرى السعادة والاستمتاع بكرة القدم على وجوه الجميع. ومثلما الحال مع كل شيء في الحياة، فإن أي خطوة نحو استعادة الأوضاع الطبيعية المألوفة سيكون بمثابة إنجاز إيجابي. علاوة على ذلك، فإنه كلما انتهت حالة الصمت السائدة داخل الاستادات في وقت مبكر، كان ذلك أفضل للجميع، خاصة نحن اللاعبين.
وعلى المستوى الشخصي، سيكون من الرائع حضور أفراد أسرتي مباريات في الاستاد هذا الموسم. ولدت ابنتي، أوليف، قبل الموعد الطبيعي لولادتها بـ16 أسبوعاً خلال فترة الوباء، وكانت فترة عصيبة للغاية بالنسبة لنا جميعاً. وخلال فترة الثلاثة شهور ونصف التي قضتها أوليف في المستشفى، حرصت زوجتي على زيارتها يومياً، بينما تغيبت أنا عن هذه الزيارات يومين فقط بسبب مشاركتي في مباريات. والمؤكد أنه سيكون من الرائع لنا جميعاً حمل أوليف إلى استاد تيرف مور، برفقة شقيقها العاشق لكرة القدم، جاكسون، والذي يبدو لي وكأنه كبر سريعاً خلال فترة الإغلاق.
من ناحية أخرى، كان من الرائع عرض جميع المباريات عبر شاشات التلفزيون الموسم الماضي. وكان هذا ثاني أروع شيء بعد تجربة حضور المباريات داخل الاستاد والسفر في طول البلاد وعرضها خلف فريقك المفضل لمؤازرته، ووفر هذا الأمر دفعة قوية للاعبين كانوا في أمس الحاجة إليها. لقد منح هذا للجميع أمرا يمكنهم التطلع نحوه وانتظاره وترقبه، وكان بمقدور البعض قضاء اليوم بأكمله في مشاهدة مباريات، ما وفر لهم فرصة جيدة لتحويل انتباههم بعيداً عن فترة الوباء العصيبة، مثلما الحال مع مشاهدة قنوات «نتفلكس» وقراءة الكتب. وأتمنى، أن تظل المباريات المذاعة تلفزيونياً مصدر عون للجماهير المتشوقة لمؤازرة فريقها.
خلال محنة الوباء، أثبتت كرة القدم قدرتها على الخير والعطاء. ومثلما أظهرت مجموعة «بلايرز توغيذر»، فإن الرياضة بإمكانها خلق اختلاف وتأثير ملموس على نطاق واسع. ونجحت كرة القدم في فتح قنوات اتصال بين قادة الفرق لضمان قدرتنا على الاستمرار في ذلك العمل الدؤوب كي نضمن قدرتنا على تقديم العون عندما يستلزم الأمر ذلك. إنه من المهم للغاية وقوف اللاعبين والأندية صفاً واحداً، الأمر الذي يحمل رسالة بالغة القوة. بجانب ذلك، أشعر بفخر بالغ إزاء التأثير الذي حققه اللاعبون من خلال الجثو على ركبهم من أجل تعزيز الوعي بخصوص قضية مهمة. واحتذت الكثير من الرياضات الأخرى حذو كرة القدم في هذا الأمر، ومن الممكن أن يسهم هذا الأمر على المدى البعيد في النضال من أجل إقرار المساواة بمختلف أرجاء المجتمع.
من جانبي، تلقيت الكثير من الخطابات والرسائل النصية والاتصالات بخصوص تصريحاتي بعد المباراة التي خضناها على أرض مانشستر سيتي حول الطائرة التي تحمل لافتة. «حياة البيض مهمة» وشعرت بسعادة كبيرة لدى إدراكي أن كلماتي مست قلوب الكثيرين، خاصة أنني كنت أتحدث من قلبي بصدق. وقضيت وقتاً طويلاً في تحليل ما صرحت به كي أتأكد من أن رسالتي كانت واضحة، وإن كان في بعض الأحيان يكون من الأفضل الحديث بعفوية.
كنادٍ، تجاوزنا تلك الليلة ونأمل في أن يتذكر الجميع هذا الموسم في ضوء التأثيرات الإيجابية التي تتركها بطولة الدوري الممتاز على مدينة بيرنلي، الأمر الذي أشعر بفخر بالغ أنني جزء منه. وخلال الصيف، لطالما تملكني الشعور بالترقب والتطلع نحو فكرة خوض 38 مباراة وما تحمله من إثارة، خاصة أنني آمل في أن يشهد الموسم الجديد أكبر سجل لي من الأهداف. وأشعر بفخر إزاء ارتدائي شارة قائد فريق يشارك في الدوري الممتاز ويستعد لموسم جديد أعتقد أنه سيكون رائعاً. وكل ما آمله أن تستمتعوا جميعاً مثلما أستمتع أنا به.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

تحمل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مسؤولية النتائج السيئة التي يحققها الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.