مصر تتسلم من ليبيا 6 مواطنين بعد «تحريرهم» من خاطفيهم

بتنسيق بين أجهزة أمن البلدين

المصريون الستة بعد إعادتهم من ليبيا يتوسطهم محافظ مطروح (الشرق الأوسط)
المصريون الستة بعد إعادتهم من ليبيا يتوسطهم محافظ مطروح (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتسلم من ليبيا 6 مواطنين بعد «تحريرهم» من خاطفيهم

المصريون الستة بعد إعادتهم من ليبيا يتوسطهم محافظ مطروح (الشرق الأوسط)
المصريون الستة بعد إعادتهم من ليبيا يتوسطهم محافظ مطروح (الشرق الأوسط)

أعلنت السلطات المصرية، أمس، أنها تسلمت 6 من مواطنيها سبق خطفهم في ليبيا، مطلع الشهر الحالي، بعدما نجحت الأجهزة الأمنية هناك في «تحريرهم» من قبضة عصابات تهريب البشر.
وأفاد التلفزيون المصري على موقعه الإلكتروني، أمس، بأنه «في إطار جهود الاستخبارات العامة لتأمين وحماية المواطنين المصريين في ليبيا، وبالتنسيق مع السلطات الأمنية الليبية، تمكنت الأجهزة المعنية هناك من تحرير عدد من المواطنين المصريين، كانوا قد خُطفوا قبل أيام، وإعادتهم إلى البلاد».
وظهر الشبان الستة، وهم متشحون بعلم مصر، أثناء استقبالهم من قبل اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، الذي قال إن مصر «تحافظ على أبنائها في الداخل والخارج، ولن تتهاون في الحفاظ على كرامتهم»، مقدما الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته لأبنائه ومتابعته، والاطمئنان عليهم حتى عودتهم سالمين إلى أرض الوطن.
وثمن المحافظ «جهود مديرية أمن بني وليد في ليبيا على تعاونها مع الجهات الأمنية المصرية والأجهزة، التي شاركت في إعادة المواطنين المخطوفين (ستة من عمال البناء)».
وسبق أن أعلنت مديرية بني وليد عن إنقاذ 6 من العمالة المصرية، من مصير مجهول، قبل بيعهم إلى أحد مهربي البشر في مدينة بني وليد (180 كيلومتراً باتجاه الجنوب الغربي)، بعد خطفهم من طريق عام يقع بين منطقتي القريات والشويرف.
وتتمركز في بني وليد عصابات تمتهن خطف المهاجرين والاتجار بهم، وتهريبهم إلى أوروبا، وتعد نقطة عبور على الطريق المؤدية إلى الساحل الغربي؛ مما يسهم في نشاط هذه النوعية من التجارة، التي أدانتها الأمم المتحدة في كثير من التقارير المرفوعة إلى مجلس الأمن في أوقات سابقة.
وأوضحت مديرية أمن بني وليد في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي، أن «المخطوفين الستة تم بيعهم لأحد تجار البشر في بني وليد، الذي أخضعهم بدوره للتعذيب، وابتزاز عائلاتهم ماديا لدفع فدية قدرت بـ30 ألف دينار للشخص (الدولار يقابل 6.33 دينار في السوق الموازية)، لكن أجهزة الشرطة تدخلت في الوقت المناسب، بعد علمها بعملية الخطف، وقبضت على المتورطين في هذه الجريمة، وحررت المخطوفين المصريين».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، تعرض 23 عاملاً مصرياً للخطف في مدينة ترهونة (جنوب شرقي طرابلس)، وأظهر مقطع فيديو تعرضهم للإهانة والتعذيب. لكن وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» تمكنت من إعادتهم إلى مصر بعد القبض على خاطفيهم.
وكان فريق الخبراء الأممي المعني بليبيا قد اتهم في تقرير سابق مواطناً ليبياً من بني وليد، يدعى موسى أدياب، ومعه ثلاثة إريتريين يعملون في شبكة تهريب للبشر بين ليبيا وإريتريا مركزها بني وليد.
وكشف فريق الخبراء في حينه أن «هذه المافيا سهلت تهريب فتيات إريتريات قبل نحو ثلاثة أعوام إلى أوروبا، بعد أن مكثن في مزرعة بضواحي بني وليد».
وقال المصدر الأمني إنه «منذ إنقاذ الشباب المصريين الستة من قبضة مافيا التهريب في بني وليد، والجهود الأمنية تتواصل لتسليمهم إلى الجانب المصري».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.