أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قرب توصل بلاده إلى اتفاق مع روسيا، بشأن وقف إطلاق النار وعملية سياسية في ليبيا.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء- الخميس، أعقبت مباحثات تركية- روسية في مقر الخارجية التركية: «هدفنا مع روسيا في النهاية تحقيق وقف إطلاق النار في ليبيا، فهم (الروس) مع الطرف الآخر، (في إشارة إلى دعم روسيا الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر). أما نحن فمع الإدارة الشرعية (حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج)».
وأضاف المسؤول التركي موضحاً: «لقد تقاربت وجهات النظر بيننا خلال مباحثاتنا الأخيرة، المتعلقة بوقف إطلاق النار في ليبيا، والعملية السياسية بالبلاد».
وعقدت يومي الثلاثاء والأربعاء جولة من المشاورات حول ليبيا وسوريا بين روسيا وتركيا في أنقرة، بعد جولة يومي 31 أغسطس (آب) و1 سبتمبر (أيلول) في موسكو، سبقتها جولة ثالثة يومي 21 و22 يوليو (تموز) الماضي في أنقرة. وجرت المشاورات بين وفدين يضمان ممثلين لوزارتَي الخارجية والدفاع وجهازي المخابرات في البلدين. وترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، سادات أونال، والوفد الروسي نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.
وقالت مصادر دبلوماسية، أول من أمس، إن الجانب الروسي كشف خلال المشاورات عن موافقة روسيا على الانسحاب من مدينة سرت، مع إبقاء منظومة دفاع جوي في منطقة القرضابية، وإنشاء قوة شرطية محايدة، يتم اختيار قائدها بالتشاور. كما تم طرح أربعة أسماء لتولي هذه المهمة، على أن يقوم وفد مشترك بزيارة ميدانية لتحديد نقاط الإخلاء في سرت.
وأضافت المصادر أن الجانبين التركي والروسي توافقا على المقترح خلال المباحثات. وسبق أن أبدت أنقرة تأييدها لمقترح بجعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح، تحت إشراف الأمم المتحدة.
في السياق ذاته، علق جاويش أوغلو على الاستقالة المحتملة لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا، قائلاً: «هناك مباحثات لوقف إطلاق النار بين طرفي الصراع بليبيا، ونحن نريد أيضاً وقف إطلاق النار، والسراج قال إنه إذا تم التوصل لاتفاق، واتجهت البلاد للانتخابات، فإنه قد يتقدم باستقالته». وأضاف جاويش أوغلو موضحاً: «يعني أنه (السراج) قال إنه سيضحي في مرحلة متقدمة من أجل مستقبل بلاده، ولا توجد لديه أي تصريحات قال فيها إنه سيستقيل حالياً لملله من شيء ما».
وأعلن السراج، في خطاب متلفز مساء أول من أمس، عن رغبته في تسليم السلطة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وأقر بأن حالة الاستقطاب جعلت كل المباحثات الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية شاقة وفي غاية الصعوبة، متهماً أطرافاً، لم يسمها، بـ«المراهنة على خيار الحرب». وأوضح السراج أن حكومته لم تكن تعمل في أجواء طبيعية، أو حتى شبه طبيعية منذ تشكيلها، وكانت تتعرض كل يوم لـ«المؤامرات داخلياً وخارجياً».
ويتوقع مراقبون أن تزيد استقالة السراج من حالة عدم اليقين السياسي في طرابلس، أو حتى الاقتتال الداخلي بين الفصائل المتنافسة في التحالف الذي يهيمن على غرب ليبيا.
تركيا تؤكد قرب التوصل لاتفاق مع روسيا حول ليبيا
تركيا تؤكد قرب التوصل لاتفاق مع روسيا حول ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة