أوروبا أمام «قرارات صعبة» مع دخول المعركة ضد الوباء «مرحلة حاسمة»

إصابات «كورونا» تتجاوز خمسة ملايين في الهند... وفوضى صحية في بريطانيا

أمام مركز فحص الإصابات المحتملة بمرض «كوفيد - 19» في ستوكبورت بشمال إنجلترا أمس (أ.ف.ب)
أمام مركز فحص الإصابات المحتملة بمرض «كوفيد - 19» في ستوكبورت بشمال إنجلترا أمس (أ.ف.ب)
TT

أوروبا أمام «قرارات صعبة» مع دخول المعركة ضد الوباء «مرحلة حاسمة»

أمام مركز فحص الإصابات المحتملة بمرض «كوفيد - 19» في ستوكبورت بشمال إنجلترا أمس (أ.ف.ب)
أمام مركز فحص الإصابات المحتملة بمرض «كوفيد - 19» في ستوكبورت بشمال إنجلترا أمس (أ.ف.ب)

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا تدخل مرحلة حاسمة في معركتها لمكافحة انتشار «كوفيد - 19» في وقت سجلت أعداد الإصابات بالفيروس أرقاماً قياسية وبدأ الأطفال في العودة إلى المدارس فيما يشارف فصل الصيف على الانتهاء، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مدير الطوارئ في منظمة الصحة مايكل راين الثلاثاء إنه حان الوقت «لوقف البحث عن حلول مستحيلة» وبدلا عن ذلك اتخاذ قرارات صعبة لحماية الأشخاص الأكثر ضعفا والحرص على مواصلة تعليم الفتيان، ولكن مع توقع خسارة آخرين المعركة. وأضاف راين خلال مؤتمر صحافي افتراضي أن «أوروبا تقف على عتبة الدخول في فصل يبدأ فيه الناس العودة إلى داخل المنازل. وحتما ستتزايد الضغوط إزاء تسجيل إصابات». وأضاف «كيف نحافظ على هذين المبدأين: حماية الضعفاء من الموت وإعادة أطفالنا إلى المدرسة؟». وتابع «شيئا ما يجب أن يفضي إلى نتيجة». وأقر بأن ليس هناك أجوبة سهلة لكن يتعين القيام بتنازلات من أجل مساعدة الأصغر والأكبر سنا في المجتمع. واعتبر أن «الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي بأن يفصل البالغون أنفسهم بما يسمح بتراجع التفشي». وسأل «أيهما أكثر أهمية: عودة أطفالنا إلى المدارس أو فتح الحانات والنوادي الليلية؟». وقال: «هناك وقت يتعين فيه اتخاذ القرارات مع اقتراب فصل الشتاء».
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن عدد إصابات يومية قياسية في أوروبا الجمعة الماضي بلغ 53 ألفا و873 إصابة. وأثار هذا الرقم خوفا في أوروبا وأعاد النقاش حول الطرق الأفضل لمكافحة الفيروس مع عودة ملايين التلاميذ إلى مدارسهم للمرة الأولى منذ أشهر.
إلى ذلك، تعهدت الحكومة البريطانية أمس الأربعاء ببذل كل ما بوسعها لتعزيز قدرات المعامل بعدما عجز المواطنون عن الحصول على فرصة لإجراء فحص (كوفيد - 19) في أنحاء البلاد وسط تصاعد الغضب من أزمة في نظام الفحص البريطاني المتداعي.
وفي محاولة لإبطاء أحد أعلى معدلات الوفاة بفيروس «كورونا»، تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون في مايو (أيار) بتأسيس نظام هو «الأفضل عالميا» لفحص وتتبع الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس.
لكن المحاولات المتكررة لمراسلي «رويترز» من أجل الخضوع لفحص (كوفيد - 19) فشلت فيما تكدس المئات في صفوف بمركز للفحص في ساوثيند أون سي في جنوب إنجلترا منذ الخامسة صباحاً.
في غضون ذلك، يسجل فيروس «كورونا» انتشارا سريعا جدا في الهند، حيث تجاوز عدد الإصابات به عتبة الخمسة ملايين. وسجل ثاني أكبر بلدان العالم في عدد السكان، مليون إصابة جديدة في غضون 11 يوما فقط ليصل عدد الحالات فيه إلى 5.02 مليون. وباتت الهند ثاني أكثر الدول تضررا من الجائحة بعد الولايات المتحدة. وتجاوز عدد الإصابات الجديدة الأربعاء التسعين ألفاً فيما توفي 1290 شخصا ما يشكل عددا قياسيا على ما ذكرت وزارة الصحة.
وقال صندوق الثروة السيادية الروسي، أمس، إنه وافق على توريد مائة مليون جرعة من لقاح (سبوتنيك - في) لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد لشركة الدواء الهندية (مختبرات دكتور ريدي)، بحسب وكالة «رويترز». وتأتي الصفقة بعد أن توصل صندوق الاستثمار المباشر الروسي لاتفاقات مع شركات هندية على إنتاج 300 مليون جرعة من اللقاح في الهند وهي مستهلك رئيسي للنفط والسلاح الروسيين.
وأضاف الصندوق في بيان أن شركة دكتور ريدي، وهي من أكبر شركات الأدوية في الهند، ستتولى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح في الهند انتظارا لموافقة الجهات التنظيمية عليه. وأضاف أن التوريد للهند قد يبدأ في أواخر 2020.
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس حصيلة جديدة أفادت بأن الفيروس أودى بحياة 936 ألفا و95 شخصاً على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين بظهور المرض نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وسُجّلت رسميّاً 29 مليوناً و633 ألفا و590 إصابة بالفيروس منذ بدء تفشيه، تعافى منهم حتى اليوم 19 مليوناً و787 ألفا و400 شخص على الأقل.
وسجلت الثلاثاء 6257 وفاة جديدة و296 ألفا و401 إصابة في العالم. والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هي الهند (1290 وفاة) والولايات المتحدة (1250) والبرازيل (1113). والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 195 ألفا و961 وفاة من أصل 6 ملايين و606 آلاف و674 إصابة حسب تعداد جامعة جونز هوبكنز. وشفي ما لا يقل عن مليونين و495 ألفا و127 شخصا.
بعد الولايات المتحدة، الدول الأكثر تضرراً هي البرازيل حيث سجلت 133 ألفا و119 وفاة من أصل 4 ملايين و382 ألفا و263 إصابة، ثم الهند مع 82 ألفا و66 وفاة (5 ملايين و20 ألفا و359 إصابة) والمكسيك مع 71 ألفا و678 وفاة (676 ألفا و487 إصابة) وبريطانيا مع 41664 وفاة (374 ألفا و228 إصابة). ومن بين البلدان الأكثر تضرراً، تعد البيرو الدولة التي تسجل أكبر عدد من الوفيات نسبة إلى عدد سكانها مع 94 وفاة لكل 100 ألف نسمة، تليها بلجيكا (86) وإسبانيا (64) وبوليفيا (64) وتشيلي (63).
وحتى اليوم، أحصت الصين رسمياً (من دون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) 4634 وفاة من أصل 85214 إصابة (12 إصابة جديدة بين الثلاثاء والأربعاء)، فيما تعافى 80437 شخصاً.
كما أحصت منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي 314 ألفا و495 وفاة من أصل 8 ملايين و403 آلاف و67 إصابة. أما أوروبا فسجّلت 222 ألفا و734 وفاة من أصل 4 ملايين و614 ألفا و184 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا معا 205 آلاف و187 (6 ملايين و745 ألفا و229 إصابة). وسجّلت آسيا 118 ألفا و964 وفاة (6 ملايين و749 ألفا و832 إصابة) والشرق الأوسط 40771 وفاة (مليون حالة، و722 ألفا و231 إصابة) وأفريقيا 33066 وفاة ( مليون حالة و368 ألفا و342 إصابة) وأوقيانيا 878 وفاة (30 ألفا و713 إصابة).



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».