باربادوس تودع ماضيها «الاستعماري» وتنفصل عن التاج البريطاني

TT

باربادوس تودع ماضيها «الاستعماري» وتنفصل عن التاج البريطاني

أعلنت جزيرة باربادوس عن خطط لتصبح جمهورية في العام المقبل، حيث تنهي دور ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية كرئيسة رمزية للدولة. وقالت رئيسة وزراء باربادوس، ميا موتلي، إنها تريد أن تصبح الدولة الجزيرة التي نالت استقلالها عن بريطانيا عام 1966 جمهورية بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل. وأضافت موتلي في خطاب تلته ساندرا ماسون، الحاكمة العامة لباربادوس، الممثلة الرسمية لملكة إنجلترا في الجزيرة في افتتاح جلسة البرلمان الثلاثاء «حان الوقت لترك ماضينا الاستعماري وراءنا بالكامل. مواطنو باربادوس يريدون رئيس دولة لباربادوس».
وبهذا ستتخلى دولة باربادوس الصغيرة في البحر الكاريبي عن تبعيتها للتاج البريطاني وتصبح جمهورية بحلول نهاية نوفمبر 2021. وستفقد الملكة إليزابيث الثانية بذلك سيادتها على واحدة من آخر ممالك الكومونولث، التي كانت مستعمرات بريطانية سابقة ثم أصبحت مستقلة. وقالت ميسون التي كانت تتحدث في العاصمة بريدجتاون «بعدما حصلت على الاستقلال قبل أكثر من نصف قرن، لا يمكن لبلادنا أن تشكك في قدراتها على إدارة نفسها بنفسها». «حان الوقت لنودع ماضينا الاستعماري وأهل باربادوس يريدون رئيساً من باربادوس». ورددت ماسون تحذيراً وجهه إيرول بارو، أول رئيس وزراء للجزيرة، من «التسكع في المباني الاستعمارية». وقالت، إن التحول إلى جمهورية هو «البيان النهائي للثقة في من نحن وما يمكننا تحقيقه». وأضافت أنه «من ثم، فإن بربادوس سوف تتخذ الخطوة المنطقية التالية نحو السيادة الكاملة والتحول إلى جمهورية بحلول الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لاستقلالنا».
ورداً على سؤال في لندن في هذا الشأن، قال الناطق باسم قصر بكنغهام، إن القرار يعود إلى «سلطات باربادوس وسكانها».
وباربادوس لؤلؤة السياحة الصغيرة في جزر الانتيل وجهة للمجتمع الأنغلوساكسوني الثري خصوصاً. وتبلغ مساحة باربادوس 430 كيلومتراً مربعاً، وتضم 287 ألف نسمة، حسب أرقام البنك الدولي في 2019.
وحافظت معظم دول المجموعة الكاريبية على روابط رسمية مع النظام الملكي البريطاني بعد حصولها على الاستقلال، لكن ترينيداد وتوباغو وغيانا أصبحت جمهوريات بالفعل. ووعد رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنيس الأسبوع الماضي بإجراء استفتاء بهذا الشأن ومقترحات أخرى للإصلاح الدستوري.
واعتذرت الحكومة البريطانية لدول الكاريبي عن تاريخ بريطانيا من الاستعمار والاسترقاق في الجزر، لكنها رفضت الدعوات لمناقشة تعويضات الاسترقاق.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».