انتخب يوشيهيدي سوغا رئيساً لوزراء اليابان اليوم (الأربعاء) ليصبح الرئيس الـ99 للحكومة، فيما يواجه مجموعة من التحديات بما في ذلك إنعاش الاقتصاد المتضرر من أزمة فيروس كورونا المستجد.
وكان سوغا (71 عاماً)، الأمين العام لحكومة رئيس الوزراء المستقيل شينزو آبي، وصوت لصالح انتخابه مجلس النواب، حيث يملك الأغلبية الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه.
ولطالما عُدّ سوغا واجهة لحكومة آبي بصفته المتحدث الرئيسي باسمها، ومدافعاً عن القرارات في المؤتمرات الصحافية اليومية التي لم تخل أحياناً من مواقف حادة مع الصحافيين، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفيما كان دور الأمين العام للحكومة في الماضي نقطة انطلاق لبلوغ رئاسة الحكومة، فإن سوغا دأب على القول إنه غير مهتم بالمنصب الرفيع.
لكن فور إعلان آبي تنحيه عن المنصب أواخر أغسطس (آب) الماضي لأسباب صحية، برز سوغا بصفته الشخصية الأكثر ترجيحاً لخلافته، فيما أعلنت تيارات رئيسية داخل الحزب الحاكم تأييدها ترشيحه.
ويُعرف عن سوغا استخدامه نفوذه للسيطرة على البيروقراطية القوية المتنامية في اليابان، والدفع نحو تطبيق سياسات الحكومة.
وبصفته متحدثاً حكومياً؛ فإن سوغا قلما كشف عن عقيدته الشخصية، علماً بأنه قاد مبادرات، من بينها برنامج ضريبي خاص عُدّ ذا أهمية لتنشيط المناطق الريفية.
وعلى نقيض كثيرين في الحزب الليبرالي الديمقراطي المحافظ، فإن سوغا لا ينتمي لعائلة سياسية، ووالده كان مزارعاً يزرع الفراولة في منطقة أكيتا الريفية بشمال اليابان.
بعد المدرسة الثانوية انتقل إلى طوكيو، وزاول أعمالاً مختلفة، ليتمكن من سداد قسط الجامعة الليلية، قبل أن يتبوأ أول منصب عام له في 1987 بفوزه بمقعد في المجلس البلدي ليوكوهاما قرب طوكيو.
وأشار إلى خلفيته تلك في خطاب قبول ترشيح الحزب له لقيادته عندما قال إنه «بدأ من الصفر». وقال: «تمكنت، مع هذه الخلفية، من أن أصبح زعيماً للحزب الليبرالي الديمقراطي بكل تاريخه وتقاليده». وأضاف: «سأكرس نفسي بالكامل لليابان وللشعب الياباني».
فاز سوغا بمقعد في مجلس النواب عام 1996، ولطالما أبدى الدعم لآبي ودفعه للترشح لولاية ثانية رغم ولاية أولى كارثية استمرت عاماً واحداً.
وعندما تحدى آبي العقبات وعاد لرئاسة الحكومة في 2012، عيّن سوغا أميناً عاماً للحكومة، وهو المنصب الذي يُعتقد أنه ساعده في الدفع لتطبيق كثير من قرارات آبي التاريخية، ومن بينها تخفيف القيود على العمال الأجانب.
وقُرب سوغا من آبي يعني أن يُنظر إليه بوصفه شخصاً قادراً على التحدث بصراحة مع رئيس الوزراء. وقد نصحه بعدم القيام بزيارة مثيرة للجدل في 2013 إلى نصب «ياسوكوني» في طوكيو، الذي يعدّه كثير من دول الجوار رمزاً لماضي اليابان الاستعماري.
وفي حين تجاهل آبي النصيحة مثيراً غضباً إقليمياً وتوبيخاً أميركياً قلما يحدث، لم يكرر زيارة النصب، علماً بأن أعضاء في حكومته قاموا بذلك.
ويقول خبراء إن سوغا شخص براغماتي أكثر منه عقائدي، وينظر إليه كثير من المشرعين في التيارات السياسية داخل الحزب الليبرالي على أنه شخصية محايدة.
لكن صورته الهادئة حصلت على دفعة العام الماضي مع الإعلان عن حقبة إمبراطورية جديدة بمناسبة تولي الإمبراطور ناروهيتو العرش.
وكان سوغا من كشف عن اسم الحقبة الجديدة وهي «ريوا». ومنحته صورته حاملاً رسماً مخطوطاً باليد لاسم الحقبة، اللقب المحبب: «العم ريوا».
ولم يكشف رئيس الوزراء الياباني الجديد إلا في مناسبات معدودة عن جوانب من حياته الشخصية، مبقياً عائلته بعيداً عن الأضواء. لكنه كشف في مقابلات عن أنه يبدأ وينهي يومه بـ100 حركة رياضية لشد عضلات المعدة، وأنه لا يستطيع مقاومة شطائر «البان كيك».
«العم ريوا»... قائد اليابان الجديد الذي «بدأ من الصفر»
«العم ريوا»... قائد اليابان الجديد الذي «بدأ من الصفر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة