ترمب يؤكد أنه كان يريد «تصفية» الأسد في 2017

ترمب يؤكد أنه كان يريد «تصفية» الأسد في 2017
TT

ترمب يؤكد أنه كان يريد «تصفية» الأسد في 2017

ترمب يؤكد أنه كان يريد «تصفية» الأسد في 2017

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه كان يريد «تصفية» الرئيس السوري بشار الأسد، بعد الاعتداءات الكيماوية في سوريا، لكن وزير دفاعه حينها جايمس ماتيس عارض الأمر.
وأكد ترمب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أمس، أنه كان يفضل لو اتخذ قرار التصفية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه غير نادم على قراره. وقال: «لست نادماً على قراري... كنت فضلت تصفيته، وكان الأمر جاهزاً. لكن ماتيس عارض ذلك... لقد كان (ماتيس) جنرالاً سيئاً للغاية، عمل مع أوباما وطرده وعمل معي وطردته. كان قائداً سيئاً ولم يتمكن من القضاء على (داعش). لقد قمت بعمل رائع مع (داعش) وقضيت على التنظيم، وقضينا على (زعيم «داعش» أبو بكر) البغدادي و(قائد «فيلق القدس» في «الحرس» الإيراني قاسم) سليماني».
وأتى تصريح ترمب هذا ليفاجئ الكثيرين، خصوصاً أنه يتناقض مع تصريحاته السابقة التي نفى فيها أي نية لديه في تصفية الأسد.
وكان الكاتب الأميركي بوب وودورد ذكر في كتابه الأول عن ترمب بعنوان «خوف»، أن الرئيس الأميركي كان يريد إصدار أوامر بقتل الأسد بعد الاعتداءات بالأسلحة الكيماوية في أبريل (نيسان) من عام 2017. وبحسب الكتاب، فإن ترمب اتصل بماتيس حينها، وقال له: «لنقتله! لنفعلها!». وبعد الاتصال، تحدث ماتيس مع أحد مساعديه، وقال له إن الرد الأميركي سيكون «حذراً أكثر». وبعد صدور الكتاب، نفى ترمب جذرياً هذه المعلومات، فقال للصحافيين في الخامس من سبتمبر (أيلول) 2018، موضحاً: «هذا الكتاب محض خيال. هو ذكر عن مخطط أميركي لاغتيال الأسد. لم تتم مناقشة هذا أبداً», متابعاً حول موضوع تصفية الأسد: «لا، لم يتم النظر في ذلك أبداً، ولن يتم النظر في ذلك».
وقد انضم إلى ترمب في نفيه هذا حينها السفيرة الأميركية السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي أكدت: «أنا موجودة دوماً خلال أحاديث من هذا النوع، وأنا لم أسمع الرئيس يوماً يتحدث عن اغتيال الأسد».
وقد أثار ترمب موجة من الانتقادات بعد تصريحه خلال مقابلة «فوكس نيوز»، فإضافة إلى التناقض في مواقفه، قال البعض إنه كان يستطيع تخطي معارضة ماتيس بصفته رئيساً للقوات المسلحة، وإن هجومه على وزير دفاعه السابق ينم عن كراهية شخصية له.
إلى ذلك، قال محققون تابعون للأمم المتحدة، في جنيف أمس، إن القوات الحكومية السورية ارتكبت جرائم جديدة ضد الإنسانية العام الجاري، حيث نفذت سياسة رسمية للدولة تنطوي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وذكرت لجنة التحقيق المعنية بسوريا في أحدث تقاريرها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن الانتهاكات تشمل الاختفاء والقتل والتعذيب والاغتصاب والسجن.
ومع ذلك، أوضحت اللجنة أن جميع الأطراف في الحرب الأهلية السورية مسؤولة عن انتهاكات الحقوق. وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في إفادة صحفية عبر الإنترنت: «الأشكال الأحدث من الانتهاكات، بما في ذلك القتل المستهدف والنهب والاستيلاء على الممتلكات، تتزايد في أعدادها وتحمل مسحة من سمات الطائفية». وسلط التقرير الضوء على أدلة على جرائم حرب محتملة ارتكبها «الجيش السوري الحر» المعارض.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.