مقتل فلسطيني وإصابة إسرائيلي في عملية وصفت بأنها الأخطر منذ الحرب الأخيرة

رسائل طمأنة بين حماس وإسرائيل تؤكد رغبتهما في العودة إلى التهدئة

جندي إسرائيلي يقتاد فتى فلسطينيا ادعت السلطات العسكرية أنه عبر الحدود مع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي يقتاد فتى فلسطينيا ادعت السلطات العسكرية أنه عبر الحدود مع غزة (أ.ب)
TT

مقتل فلسطيني وإصابة إسرائيلي في عملية وصفت بأنها الأخطر منذ الحرب الأخيرة

جندي إسرائيلي يقتاد فتى فلسطينيا ادعت السلطات العسكرية أنه عبر الحدود مع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي يقتاد فتى فلسطينيا ادعت السلطات العسكرية أنه عبر الحدود مع غزة (أ.ب)

بعد عملية قنص جندي إسرائيلي وغارات إسرائيلية على قطاع غزة، تبادلت كل من الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس رسائل عبر طرف ثالث، تؤكد فيها كل منهما رغبتها في منع التدهور الأمني أكثر والعودة إلى التهدئة. وقد اتفق الطرفان على الامتناع عن التصعيد.
وأعقبت حماس هذا الاتفاق بإعلان رسمي، أن تحقيقاتها أكدت أن الشخص الذي أطلق الرصاص على الجنود الإسرائيليين ليس من أعضاء حركتها، بينما قالت إسرائيل إنها ردت على إطلاق الرصاص الذي أصاب جنديا لها وأنها لن تسمح بإبقاء أي عملية ضدها من دون رد.
وكان هذا التدهور بدأ، وفقا للمصادر الإسرائيلية، عندما أصيب جندي إسرائيلي، أمس، برصاص قناص فلسطيني شرقي خان يونس، وقد وصفت حالته بـ«الخطيرة». وقام الجيش الإسرائيلي بنقل المصاب إلى المستشفى بطائرة عمودية. وقالت إسرائيل إن «وحدة من الجيش الإسرائيلي كانت تقوم بأعمال الدورية على الحدود مع قطاع غزة فتعرضت لإطلاق النار، وذلك بالقرب من كيسوفيم، ورد الجيش بإطلاق قذائف مدفعية نحو المنطقة التي خرجت منها النيران. وطلب الجيش الإسرائيلي من كل المزارعين القريبين من الحدود مع قطاع غزة في منطقة أشكول، مغادرة حقولهم فورا»، في حين اعتبرت إسرائيل ذلك من أخطر الأحداث التي وقعت منذ بدء التهدئة، في أعقاب الحرب العدوانية الأخيرة في الصيف الماضي.
وقد ردت الدورية الإسرائيلية بإطلاق نيران كثيفة، ثم انضمت إليها وحدة مدفعية قصفت بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل شاب فلسطيني وإصابة آخرين. ولم تكتف إسرائيل بهذا الرد، فقامت بتنفيذ غارات جوية على عدة مواقع في قطاع غزة، أصابت فيها مقرات لحركة حماس.
وعلم أن الفلسطيني هو قيادي ميداني وأحد عناصر كتائب القسام، ويدعى تيسير السميري (33 سنة)، وقد قتل في منطقة القرارة شمال شرقي خان يونس جراء استهدافه بنيران المدفعية.
وقد نعت حركة حماس السميري، وحملت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد جنوبي القطاع، قائلة: «يأتي هذا الخرق الخطير بعد سلسلة من الاستفزازات الصهيونية في قطاع غزة، سواء كانت عن طريق الغارات الوهمية لإرهاب المواطنين، أو التوغل عبر السياج الفاصل، أو إطلاق النار على الصيادين والمزارعين، أو قصف الأراضي الزراعية بصواريخ الطائرات الحربية». وحذرت من خطورة هذا «الاختراق الصهيوني للتهدئة»، ودعت «كل الأطراف المعنية إلى لجم العدوان». كما أكدت على أن «المقاومة ملتزمة بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها، ولن نسكت على هذا الإجرام الصهيوني المتكرر». كما دعت الحركة الفصائل الفلسطينية إلى الاجتماع لتدارس العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي إسرائيل عقب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قائلا: «سنرد بقوة على كل محاولة للإخلال بالهدوء الذي توصلنا إليه جنوبي القطاع بعد حملة (الجرف الصامد) العسكرية. فسياستنا واضحة: رد حازم وقصف مقابل كل محاولة للإخلال بالهدوء». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: «ردا على إطلاق نار على قواتنا التي كانت شرق السياج جنوب قطاع غزة، قمنا بشن هجمات فورية ضد أهداف حية». وبحسب البيان، فإنه «كان هناك غارة جوية وأخرى بنيران الدبابات».
وفي وقت لاحق، أكدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن الطرفين معنيان بالتهدئة وعدم تدهور الأوضاع إلى صدامات عسكرية أخرى. وأكدت وزارة الداخلية في قطاع غزة أن عناصرها بدأت في تكثيف الإجراءات الأمنية على طول الشريط الحدودي لمنع تسلل الشبان إلى إسرائيل. وقالت: «ننظر باهتمام للأمر ولعدم استغلاله من الجانب الإسرائيلي لتجنيد متخابرين معه»، مؤكدا أن الاحتلال لا يتوقف عن ابتكار أساليب جديدة من أجل إسقاط الشباب الفلسطينيين.
الى ذلك ادعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أنها تمكنت من إجهاض «عملية إرهابية كبرى»، كان الفلسطينيون ينوون تنفيذها ضد تجمع للجنود في الضفة الغربية. وقالت إنها «اعتقلت 4 شبان مشتبهين في الحادث».
وقالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية: إن «قوة تابعة لحرس الحدود ترابط على حاجز (سالم) قرب مدينة جنين، اعتقلت ظهر أمس، 4 شبان فلسطينيين بحجة أنهم كانوا في طريقهم إلى تنفذ عملية». وأضافت أنه «خلال عملية تفتيش جرت على أجساد المعتقلين، تم الكشف عن عبوات ناسفة أنبوبية (كواع) محلية الصنع».
وفي التفاصيل، قالت المصادر إن «الجنود على الحاجز سمعوا نحو الساعة الثالثة من بعد الظهر، صوت انفجار قرب الحاجز فسارعت دورية تابعة لحرس الحدود واعتقلت 4 شبان كانوا في المكان». وادعت الشرطة الإسرائيلية أن الشبان اعترفوا خلال التحقيق الأولي معهم والذي جرى في الميدان، بأنهم كانوا ينوون تنفيذ عملية مسلحة ضد قوات الاحتلال. والشبان الـ4 بالغون وهم من سكان منطقة نابلس، وتم تسليمهم لجهاز المخابرات «الشاباك» لاستكمال التحقيق معهم حسب تعبير المصادر الإسرائيلية.
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت أن شابين أصيبا برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وعشرات الشبان قرب مستوطنة ايتمار المحاذية لقرية بيت فوريك شرق مدينه نابلس. وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن «الشابين شهاب نصاصرة 16 عاما، وأحمد مليطات 15 عاما، أصيبا بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت بالقرب من بيت فوريك حيث تم نقلهما إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج، وقد وصفت جروحهما ما بين متوسطة وطفيفة».
من جهة ثانية، كشف النقاب أمس، عن أن مجهولين أشعلوا النيران، في سيارتين تابعتين للقنصلية البريطانية أثناء وجودهما في شارع «موفود كر» في منطقة التلة الفرنسية في القدس. وقال ضابط تحقيق في خدمات الإطفاء الإسرائيلية التي أرسلت طاقمي إطفاء لإخماد النيران، إن «التحقيقات الأولية بينت أن الحريق مفتعل، مما تسبب في استدعاء الشرطة لمباشرة التحقيق».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.