استمرار المعارك بين البيشمركة و«داعش» وسط سنجار

ياور: «البيشمركة» تتقدم خطوة خطوة

استمرار المعارك بين البيشمركة و«داعش» وسط سنجار
TT

استمرار المعارك بين البيشمركة و«داعش» وسط سنجار

استمرار المعارك بين البيشمركة و«داعش» وسط سنجار

تستمر المعارك وسط سنجار بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم داعش الذين يتحصنون في أبنية المدينة التي أصبحت شبه مدمرة جراء سيطرة التنظيم عليها في الشهور الماضية، وذكر مصدر عسكري في المدينة إن «مسلحي (داعش) يعتمدون في حربهم على القناصين والعربات المفخخة».
وقال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعارك مستمرة، وهي كما تعلمون حرب شوارع، لأنها في داخل المدينة. تمكنت قوات البيشمركة من السيطرة على المدينة من 3 اتجاهات، وتتقدم خطوة خطوة باتجاه تحرير المدينة بالكامل»، مشيرا إلى أن الاشتباكات تجري في مركز المدينة، وأن البيشمركة «تعمل مع تقدمها على تطهير المدينة من المتفجرات والعبوات الناسفة الكثيرة التي زرعها التنظيم، لذا التقدم يسير ببطء».
من جانبه، قال سعيد سنجاري، مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة تسيطر على مناطق تاق برج، وكلاوبرسي، وبربروش، والتنظيم تحصن في المباني وهو يعتمد على القناصة وقذائف الهاون والعربات المفخخة. لا نتقدم بسرعة تفاديا لوقوع عدد كبير من الضحايا في صفوفنا، لذا نتقدم خطوة خطوة. كذلك يشعل (داعش) النيران ويحرق النفط الأسود الذي يؤدي إلى تصاعد دخان كثيف لمنع طائرات التحالف الدولي وقوات إسناد البيشمركة من استهداف مواقعه بشكل دقيق»، وأشار إلى أن «عددا كبيرا من أهالي المناطق المجاورة توافدوا، أمس، للتطوع مع قوات البيشمركة في المعركة ضد تنظيم داعش».
وحول عودة النازحين إلى المناطق الأخرى التي سيطرت عليها البيشمركة، قال سنجاري: «نحن نمنع العوائل من العودة إلى مناطقهم، لأن أغلب المنازل فخخت من قبل تنظيم داعش. وفي ناحية سنوني، ستبدأ حكومة إقليم كردستان غدا (اليوم) بإعادة الخدمات من مياه وكهرباء ورفع الأنقاض، وتأهيلها لكي يعود إليها سكانها، بينما تواصل فرق الهندسة العسكرية تطهيرها من العبوات الناسفة».
بدوره، قال ناشط مدني بالقرب من قضاء تلعفر غرب الموصل، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة أصبحت شبه خالية بعد أن نقل التنظيم عوائل قادته ومسلحيه إلى سوريا، أما أهل تلعفر فنزحوا بشكل جماعي باتجاه الموصل، بينما تتواصل المعارك في مستشفى تلعفر ومطارها مع قوات من الفرقة الذهبية التابعة للحكومة العراقية، التي نفذت إنزالا جويا في تلعفر قبل يومين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.