الجيش الإسرائيلي يستسلم أمام إصرار واشنطن على بيع «إف ـ 35»

نتنياهو يمدد رحلته إلى أميركا أربعة أيام بطلب من ترمب

احتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (د.ب.أ)
احتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يستسلم أمام إصرار واشنطن على بيع «إف ـ 35»

احتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (د.ب.أ)
احتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (د.ب.أ)

في خطوة اعتبرت أنها تعبير عن الاستسلام أمام الإصرار الأميركي على بيع طائرة «إف 35» لدولة الإمارات، وعدم جدوى الاعتراض عليها، كشفت مصادر عسكرية، أن رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي كلفت طاقماً خاصاً من جنرالاتها والخبراء المهنيين، لإعداد قائمة طلبات تقدمها للولايات المتحدة، تعويضاً لها عن صفقة الأسلحة المقررة بين واشنطن وأبوظبي، وذلك تحت العنوان الرسمي «الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي».
وقالت هذه المصادر إن قادة الجيش باتوا مقتنعين بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد أعطى الأميركان موافقته على الصفقة مع الإمارات كجزء من الجهود التي بذلت للتوصل إلى الاتفاق بين الدولتين. ولذلك فإن اعتراض الجيش الإسرائيلي عليها لم يعد مجدياً. ولم يبق أمامه سوى التسليم بوجود الصفقة، وانتهاز الفرصة السانحة لتحسين الاتفاقيات العسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وزيادة الدعم الأميركي وتقديم المزيد من آخر صرعات الأسلحة المتطورة للجيش الإسرائيلي.
ومن المفترض أن يكون نتنياهو قد غادر إلى واشنطن، فجر الاثنين، بغرض المشاركة في حفل التوقيع على معاهدتي السلام مع كل من الإمارات والبحرين. وحسب مصادر في تل أبيب، فإن نتنياهو غير برنامجه الأولي لهذه الزيارة، وفقاً لطلب مقربين من الرئيس دونالد ترمب. فبعد أن كان مكتبه قد أعلن أن رحلته إلى واشنطن ستستغرق أقل من يوم واحد، يشارك فيه في احتفال التوقيع ثم يعود قافلاً، تم تعديل البيان، أمس، وقيل إنه سيبقى أربعة أيام في الولايات المتحدة ويعقد عدة لقاءات هامة، بينها لقاءات مع قادة الجالية اليهودية هناك. وقد لمح بعض المسؤولين في تل أبيب عن تقديرهم بأن إطالة الرحلة تم بطلب من مؤيدي الرئيس دونالد ترمب، الذين طلبوا من نتنياهو أن «يمارس تأثيراً على اليهود، حتى يدعموا الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة». فكما هو معروف، اليهود يمنحون أكثر من 70 في المائة من أصواتهم للحزب الديمقراطي ومرشحيه. ويريد ترمب أن يتغير هذا الواقع. وكان قد اتهم مؤيدي الدمقراطيين من اليهود بأنهم «ناكرون للجميل».
وأضافت هذه المصادر أن نتنياهو سيلتقي مع عدد من المسؤولين الأميركيين، بينهم ممثلون عن البنتاغون، بخصوص «تعويض» إسرائيل عن صفقة الأسلحة للإمارات، وربما يطرحه أيضاً مع الرئيس ترمب.
وقبل مغادرته، أكد نتنياهو، أمس الأحد، أن اتفاقيتي السلام «التاريخيتين» مع الإمارات والبحرين، تمثلان «حقبة جديدة»، لافتاً إلى أن هذا السلام سيكون «سلاماً سياسياً واقصادياً وسلاماً بين الشعوب».
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته: «لدينا الآن اتفاقيتا سلام تاريخيتان مع دولتين عربيتين تم التوصل إليهما خلال شهر واحد. إنني متأكد بأننا جميعنا نرحب بهذه الحقبة الجديدة. وأود أن أعدكم بأن يكون لكل واحد منكم، من خلال وزاراتكم، دور، لأن هذا السلام سيكون مختلفاً، فهو سيكون سلاماً اقتصادياً علاوة على السلام السياسي، وسيكون هناك أيضاً سلام بين الشعوب». وذلك بحسب ما نقلت عنه صفحة نتنياهو بالعربية على موقع «فيسبوك».
من جهة أخرى، وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية المقربة منه، فإن نتنياهو سيشدد على أن قادة الجيش قلقون جداً من بيع الأسلحة المتطورة، ليس فقط لأنها الإمارات، بل أيضاً لأن هذا سيتحول إلى تقليد وسيؤدي إلى بيع أسلحة متقدمة إلى دول أخرى، ويثير سباق تسلح في المنطقة، وكل هذا سيؤثر بصورة كبيرة على التفوق العسكري الإسرائيلي على جيوش المنطقة، بما يخالف تعهدات أميركية بعدم السماح بذلك».
وقالت المصادر الإسرائيلية، إن القيادة العسكرية في تل أبيب، أجرت، خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة نقاشات تقرر في نهايتها العمل بفاعلية فيما أسمته «الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على جيوش المنطقة». وكشفت أن قسماً من هذه النقاشات جرت بحضور مسؤولين أميركيين أيضاً. وأن الطرفين دخلا في تفاصيل حول الأسلحة المعنية بها إسرائيل ونوعية المساعدات التي تريدها، ومنها طائرات مروحية مقاتلة قادرة على تجنب الرادارات وقنابل ذكية خارقة للأنفاق الصخرية. لكن الجيش لم يستكمل حتى الآن قائمة الطلبات.
الجدير ذكره أن وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، تكلم مع نظيره البحريني، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وتبادل التهاني بمناسبة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق السلام بين الدولتين. كما تناول الحديث العلاقات الثنائية الناشئة، والمضي قدماً بهذه العلاقات في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يساهم في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. وقررا تبادل فتح السفارات في تل أبيب والمنامة في أقرب وقت، بعد توقيع الاتفاق، وكذلك إطلاق رحلات جوية مباشرة بينهما.
من جهة ثانية، أعلن في تل أبيب وأبوظبي أن «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» مع «معهد وايزمان للعلوم»، أبرما اتفاقاً، أمس الأحد، للتعاون بين المؤسستين الأكاديميتين في عدد من المجالات بهدف تطوير واستخدام الذكاء الصناعي كوسيلة لتحقيق التقدم والنمو. وتُعد هذه المذكرة أول اتفاقية من نوعها بين مؤسستين للدراسات العليا من الإمارات وإسرائيل، وتغطي مجموعة من فرص التعاون بين المؤسستين، مثل برامج تبادل الطلاب وزمالة ما بعد الدكتوراه، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، ومختلف أشكال التبادل بين الباحثين، بالإضافة إلى تشارك موارد الحوسبة، وتأسيس معهد افتراضي مشترك للذكاء الصناعي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».