أديب يحمل إلى عون تشكيلته الحكومية اليوم

بري وأديب في أحد لقاءاتهما (الوكالة المركزية)
بري وأديب في أحد لقاءاتهما (الوكالة المركزية)
TT

أديب يحمل إلى عون تشكيلته الحكومية اليوم

بري وأديب في أحد لقاءاتهما (الوكالة المركزية)
بري وأديب في أحد لقاءاتهما (الوكالة المركزية)

يزور اليوم (الاثنين) رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة مصطفى أديب رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا لتقديم مشروع تشكيلته الحكومية. «وقالت مصادر مطلعة على مساعي التشكيل إن الرئيس المكلف متفائل بامكانية ان تبصر حكومته النور اليوم».
وتحدّثت فيه مصادر عن زيارة مرتقبة لأحد أعضاء الفريق الفرنسي المتابع للمبادرة الفرنسية؛ السفير بيار دوكان، إلى لبنان خلال هذا الأسبوع، لمتابعة البحث مع المسؤولين في كيفية الاتفاق على وضع مشروع موحد للأرقام ولاستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي فور تشكيل الحكومة، نظراً للحاجة الملحة إليه.
وفي حين تحدّثت مصادر متابعة عملية التأليف عن تأكيد الثنائي الشيعي؛ أي «حزب الله» و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، عن عدم مشاركتهما في الحكومة «إذا لم يسميا وزراءهما، وإذا لم تكن وزارة المالية من حصتهما»، أكّد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ «المشكلة ليست مع الفرنسيين» بل «داخلية ومن الداخل».
وأشار المكتب في بيان له إلى أنّه تمّ إطلاق «عنوان واحد لحكومة الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي و(فيتوات) على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات»، مضيفاً: «لذلك أبلغنا رئيس الحكومة المكلف ومن تلقائنا عدم رغبتنا بالمشاركة على هذه الأسس في الحكومة». وأكّد البيان استعداد برّي «للتعاون إلى أقصى الحدود في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته والقيام بالإصلاحات وإنقاذ اقتصاده».
وتلقى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تلقى اتصالا ًهاتفياً من كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأديب.
وعدّ رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أنّه «بعدما رحب الجميع بالمبادرة الفرنسية على اعتبار أنها مبادرة جامعة لإنقاذ الوضع الاقتصادي» أصبح لبنان أمام معادلة واضحة؛ «تأليف حكومة الأمر الواقع عبر الاستقواء بالخارج واحتمال كسر الميثاقية في جلسة الثقة». وقال أرسلان في تغريدة: «لا تشاور مع أحد ولا اكتراث للتوازنات، بل كيدية سياسية داخلية لا تمت إلى المصلحة العامة بصلة»، مضيفاً: «حذارِ تخيير اللبنانيين بين الجوع والسّلم الأهلي؛ فمن يشكّل حكومة منفرداً، سيعمل منفرداً... وسيفشل».
ورأى البطريرك بشارة الراعي أنه «لا يمكن بعد الآن القبول بحكومة على شاكلة سابقاتها التي أوصلت الدولة إلى ما هي عليه من انهيار، وبأي حكومة سيكون فيها استملاك لحقائب وزارية لأي فريق أو طائفة باسم الميثاقية». وسأل الراعي في كلمة له خلال قداس بمناسبة ذكرى الأربعين لانفجار مرفأ بيروت، عن «سبب تعثر تأليف حكومة إنقاذية مصغرة مستقلة توحي بالثقة والحياد في اختيار شخصيات معروفة بحاضرها وماضيها الناصعين»، مضيفاً: «أليس ذلك لأن المنظومة السياسية غارقة في المحاصصة على حساب المال العام وشعب لبنان».
وعدّ أنّ وعود الكتل النيابية بأنها لا تريد شيئاً ولا تضع شروطاً «قد تبخّرت».
وفي ما خصّ انفجار المرفأ، شدّد الراعي على ضرورة عدم إغلاق هذه الصفحة «حتى معرفة الحقيقة»، عادّاً أنّ «التخبط في التحقيق المحلي والمعلومات المتضاربة وانحلال الدولة والشكوك المتزايدة في أسباب الانفجار والحريق الثاني المفتعل والمبهم» تدفع «إلى المطالبة مجدداً بتحقيق دولي محايد ومستقل»، مضيفاً أنّه «إذا كانت الدولة اللبنانية ترفض التحقيق الدولي؛ فمن واجب الأمم المتحدة أن تفرض ذلك؛ لأن ما حصل يقارب جريمة ضد الإنسانية».
بدوره؛ رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة أنّ سياسيي لبنان «أدمنوا الرقص على الجثث؛ لأنهم اعتادوا على رائحة الدماء التي لطخوا بها أيديهم، ولا يأبهون إلا لجيوبهم وكراسيهم وحصص أحزابهم وتياراتهم». وأضاف، خلال قداس الأحد، أنّ هؤلاء و«بدلاً من احترام دماء ضحايا انفجار بيروت» عادوا إلى الحديث عن المحاصصة، «فرغم الكارثة، ما زلنا نشهد تراشق الاتهامات وتقاسم الحصص وتبادل الشروط والتمسك بحقائب، وتناتش الفرص».
وفي حين عدّ عودة أن انفجار بيروت «جريمة ضدّ الإنسانية»، قال إن «السؤال المشروع: لماذا وكيف يسمح إنسان مهما كبرت مسؤوليته أو صغرت، بجريمة كهذه، وكيف يتغاضى عن وجود كمية هائلة من المواد القابلة للانفجار ولمدة سنوات، في قلب المرفأ الموجود في قلب العاصمة، وكيف يتجاهل أي إنسان؛ مسؤولاً كبيراً كان أو صغيراً، هذا الأمر وإن لم يكن من صلاحياته؟».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.