عشرات الآلاف يتظاهرون مجدداً في مينسك

نحو 250 موقوفاً خلال تحرك جديد ضد التجديد للوكاشينكو

صورة بيلاروسية
صورة بيلاروسية
TT

عشرات الآلاف يتظاهرون مجدداً في مينسك

صورة بيلاروسية
صورة بيلاروسية

تظاهر عشرات آلاف البيلاروسيين في مينسك أمس تلبية لدعوة المعارضة، في تعبئة مستمرة احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو رغم قمع الشرطة التي أوقفت 250 شخصاً.
وواجهت المعارضة التي تنظم مظاهرات كل يوم أحد منذ الانتخابات الرئاسية في التاسع من أغسطس (آب) يشارك فيها أكثر من مائة ألف شخص في شوارع العاصمة وحدها، مرة جديدة أمس انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن المجهزة بسيارات مصفحة وخراطيم مياه، خصوصاً أمام مقر الرئاسة أحد مواقع التجمع.
وبعيد بدء المسيرة تحت عنوان «مسيرة الأبطال» في إشارة إلى ضحايا القمع، أعلنت الشرطة توقيف «نحو 250 شخصاً» في مينسك لاستخدامهم «أعلاماً ورموزاً أخرى» للمعارضة ورفعهم «لافتات كُتبت عليها شعارات مسيئة». وقال أوليغ زيمين البالغ 60 عاماً: «جئت للتظاهر من أجل الحرية وأعتزم دائماً التظاهر، طالما لن نحصل عليها عبر الوسائل السلمية».
وأشادت المرشحة الرئاسية سفيتلانا تيخانوفسكايا التي تقول إنها فازت على لوكاشينكو، وهي موجودة في المنفى في ليتوانيا، في مقطع فيديو «بشعب بطولي بالفعل» يواصل «معركته من أجل الحرية».
وشهد الأسبوع الماضي توقيف مقربة من تيخانوفسكايا هي ماريا كاليسنيكوفا التي خطفها ملثّمون غداة مظاهرة كبيرة في السادس من سبتمبر (أيلول) بعد أن قاومت عناصر أمن كانوا يحاولون نفيها قسرياً إلى أوكرانيا. وهي حالياً معتقلة ومتهمة بـ«المساس بالأمن القومي». ولا تزال عضو واحدة من إدارة مجلس التنسيق الذي شكلته المعارضة للتفاوض بشأن انتقال السلطة في بيلاروسيا، حرة هي الحائزة جائزة نوبل للآداب سفيتلانا أليكسييفتش التي خضعت للترهيب.
ورغم حجم الاحتجاجات، استبعد لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ عام 1994، أي تسوية كبيرة متحدثاً عن إصلاحات مقبلة للدستور. وأُوقف آلاف الأشخاص منذ بدء حركة الاحتجاج وتكثّفت الاتهامات بتعذيب السجناء. ويتّهم الدول الغربية بدعم المحتجّين واستدار نحو موسكو بعد توتر ثنائي استمرّ أشهراً، للحفاظ على سيطرته على بيلاروسيا. ويعتزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين في نظام لوكاشينكو. ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إلى «حوار واسع وشامل» في بيلاروسيا، الأمر الذي يرفضه الرئيس البيلاروسي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.