مصر: المؤبد لمرشد «الإخوان» و11 من قيادات الجماعة في «أحداث بورسعيد»

TT

مصر: المؤبد لمرشد «الإخوان» و11 من قيادات الجماعة في «أحداث بورسعيد»

قضت محكمة جنايات بورسعيد (200 كيلومتر شمال شرقي القاهرة)، أمس، بالسجن المؤبد (25 سنة) بحق محمد بديع، المرشد العام لجماعة (الإخوان)، و11 شخصاً آخرين من قيادات الجماعة، من بينهم محمد البلتاجي وصفوت حجازي، لإدانتهم بـ«التحريض على ارتكاب أحداث العنف والقتل التي وقعت بمحافظة بورسعيد في أغسطس (آب) عام 2013»، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث قسم شرطة العرب». كما شمل حكم المحكمة أمس، معاقبة 59 متهماً آخرين بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات، ومعاقبة ثلاثة متهمين بالحبس لمدة ستة أشهر، وبانقضاء الدعوى الجنائية المقامة من قبل متهم واحد لوفاته.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين في القضية اتهامات بـ«التحريض على القتل، وتأليف (عصابة مسلحة)، هدفها الهجوم على قسم شرطة العرب، وقتل كل من بداخله، وسرقة الأسلحة الأميرية، وتدبير تجمهر بغرض تعطيل تنفيذ القوانين والاعتداء على سلطات الدولة».
ووفق التحقيقات في القضية فقد «تبين من المعاينة التي أجرتها النيابة العامة وقوع تخريب في أموال، وممتلكات ومنقولات عامة بقسم شرطة العرب، تنفيذاً لغرض إرهابي من جانب المتهمين». وأكدت التحقيقات أن «المتهمين دبّروا تجمهراً بلغ قوامه نحو 3 آلاف شخص، من شأنه أن يجعل السلم العام في خطر، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم بالقوة والعنف».
يشار إلى أنه صدرت بحق محمد بديع أحكام نهائية بالإعدام والسجن المؤبد و«المشدد»، وأنه يعاد محاكمته في قضايا أخرى، يرتبط أغلبها بالاضطرابات وأعمال العنف، التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية» عقب احتجاجات شعبية على سوء إدارته للبلاد عام 2013، حيث صدر بحق بديع أحكام بالسجن المؤبد في قضايا «التخابر مع حماس»، و«أحداث عنف مدينة العدوة بمحافظة المنيا جنوب القاهرة»، و«غرفة عمليات رابعة»، و«أحداث عنف مدينة الإسماعيلية شرق القاهرة»، و«أحداث عنف مدينة ببا بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة».
ووفق تحقيقات القضية فإن «المتهمين أحرزوا بالذات والواسطة أسلحة من دون ترخيص، مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها (بنادق آلية ومسدسات)، وذلك بأحد أماكن التجمعات، بقصد استعمالها في الإخلال بالأمن العام، كما حازوا ذخائر ومفرقعات، وأسلحة بيضاء وأدوات تستعمل في الاعتداء على أشخاص من دون ترخيص ودون مبرر».
وكانت النيابة العامة في مصر قد أشارت إلى «وقوع أعمال إتلاف جسيمة بقسم شرطة برج العرب وواجهاته، وإتلاف ثلاث سيارات محجوزة بالقسم، وتحطيم خمسة محلات بجوار القسم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.