قصف إسرائيلي على «موقع إيراني» قرب حلب

«المرصد» يشير إلى أنه الاستهداف الرابع في سوريا منذ بداية سبتمبر

عناصر الدفاع المدني السوري يحاولون إطفاء حرائق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني السوري يحاولون إطفاء حرائق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي على «موقع إيراني» قرب حلب

عناصر الدفاع المدني السوري يحاولون إطفاء حرائق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني السوري يحاولون إطفاء حرائق في محافظة إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)

تصدّت وسائط الدفاع الجوي السوري فجر الجمعة، لـ«عدوان جوي» إسرائيلي استهدف «مواقع إيرانية» في محيط حلب في شمال سوريا، وذلك في رابع استهداف إسرائيلي لـ«مواقع إيرانية» في سوريا منذ بداية الشهر الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري: «في الساعة الأولى والنصف صباح اليوم (أمس)، قام العدو الصهيوني بعدوان جوي مستهدفاً محيط مدينة حلب برشقات من الصواريخ».
وأضاف المصدر: «تصدّت وسائط دفاعنا الجوي للعدوان وأسقطت معظم الصواريخ المعادية».
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد أهداف في سوريا معظمها هي مواقع تتمركز فيها قوات إيرانية أو موالية لإيران، وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني، كما طالت الغارات مرات عدة مواقع للجيش السوري. ولا تعلّق إسرائيل إجمالاً على هذه الضربات، إنما أعلن مسؤولون إسرائيليون مراراً أنهم لن يسمحوا بتجذّر إيران بالقرب من حدود إسرائيل.
في الأسابيع الأخيرة، استهدفت غارات نُسبت إلى الدولة العبرية، مواقع في جنوب دمشق وفي وسط سوريا وكذلك في أقصى الشرق قرب الحدود مع العراق، ما تسبب بمقتل مقاتلين موالين لإيران وجنود تابعين للنظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في الثالث من سبتمبر (أيلول)، قُتل 16 مسلحاً موالياً لإيران على الأقل في ضربات شنّتها طائرات يُرجّح أنها إسرائيلية على شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد بعد ساعات من إعلان دمشق تصديها لصواريخ إسرائيلية على مطار عسكري في منطقة أخرى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، وقتها إن القتلى ينتمون إلى «فصائل عراقية موالية لطهران».
وتسببت ضربات إسرائيلية، الاثنين، على منطقة في جنوب غربي العاصمة وفي ريف درعا الشمالي (جنوب) بمقتل ثلاثة جنود سوريين وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى مدنية، وفق المرصد.
وفي 28 يونيو (حزيران)، أحصى المرصد مقتل ستّة مقاتلين موالين لإيران، أربعة منهم سوريون، جرّاء غارات يُعتقد أنها إسرائيلية استهدفت مواقع لقوات النظام ومجموعات مقاتلة موالية لطهران في ريف مدينة البوكمال (شرق).
كما أفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلاً عراقياً وإيرانياً في السابع من الشهر ذاته في غارات إسرائيلية استهدفت أحد مقراتهم في ريف دير الزور الشرقي (شرق).
وتوعّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالردّ على مقتل أحد عناصره في سوريا في 20 يوليو (تموز). وقال في كلمة متلفزة: «على الإسرائيلي أن يفهم: عندما تقتل أحد مجاهدينا، سنقتل أحد جنودك».
في تل أبيب، تم الاكتفاء بنشر الأخبار التي صدرت عن دمشق بشأن الهجوم على القواعد الإيرانية الواقع شرقي حلب، من دون تعليق ومن دون اعتراف أو نفي رسمي للجيش أو الحكومة الإسرائيلية. لكن وسائل الإعلام العبرية ذكّرت بأن آخر مرة تعرضت فيها هذه المنطقة بالذات، في ضواحي حلب، لقصف نُسب لإسرائيل كانت في شهر مايو (أيار) الماضي، إذ تم ضرب نشاط لميليشيات إيرانية. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «حزب الله» اللبناني يحافظ على وجود راسخ في هذه القواعد.
وأوضح المرصد أنها المرة الرابعة التي تقصف فيها إسرائيل مناطق في سوريا منذ بداية الشهر الجاري. إذ إنه في «3 سبتمبر، استهدف طيران يرجَّح أنه إسرائيلي، مواقع للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، في منطقة الثلاثات ضمن بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وفي اليوم ذاته، استهدف طيران حربي يُرجح أنه إسرائيلي، موقعاً تابع لـ(ميليشيا حزب الله العراقي)، يقع على بُعد 5 كلم عن قلعة الرحبة بأطراف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وفي الثاني من سبتمبر، استهدف قصف إسرائيلي حرم مطار التيفور بريف حمص الشرقي بالإضافة لمواقع إيرانية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.