ضباط إسرائيليون يطالبون حكومتهم بتغيير «قواعد اللعبة» مع «حزب الله»

ضباط إسرائيليون يطالبون حكومتهم بتغيير «قواعد اللعبة» مع «حزب الله»
TT

ضباط إسرائيليون يطالبون حكومتهم بتغيير «قواعد اللعبة» مع «حزب الله»

ضباط إسرائيليون يطالبون حكومتهم بتغيير «قواعد اللعبة» مع «حزب الله»

مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بسقوط طائرة مسيرة تابعة له فوق أراضي قرية عيتا الشعب، في الجنوب اللبناني، خرجت مجموعة من الجنرالات الحاليين والسابقين في الجيش الإسرائيلي يطالبون بتغيير قواعد اللعب وتوجيه ضربة تؤدي إلى قواعد جديدة: «حتى لو كان ثمنها حرباً مع لبنان».
وقال أحد هؤلاء الضباط، وهو عضو في رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش، إن الوضع على هذه الحدود لم يعد محتملاً، منذ اندلاع أجواء التوتر وقرار اللواء الشمالي للجيش إعلان حالة التأهب تحسباً من هجوم يشنه «حزب الله» بغرض الانتقام لمقتل أحد قادته الميدانيين، كمال حسان، خلال غارة إسرائيلية على منطقة دمشق قبل شهرين.
وأضاف الجنرال المذكور، في حديث نشرته أمس الجمعة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن هذا التوتر أدى إلى وضع متناقض: المواطنون الإسرائيليون يتحركون في الطرقات بحرية، والجنود الإسرائيليون يختبئون كي لا يتم استهدافهم من قناصة «حزب الله». فالجيش يقدر بأن «حزب الله» يعتزم قتل جندي، لكي يثبت المعادلة: جندي مقابل جندي، ولن يستهدف مدنيين. وتعززت هذه التقديرات الإسرائيلية في أعقاب خطاب أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، في نهاية الشهر الماضي، بقوله إنه «بالنسبة لنا قرار الرد قرار قاطع وحاسم ولسنا مستعجلين... والمعادلة التي يجب أن يفهمها الإسرائيلي جيداً: عندما تقتل لنا أخاً سنقتل لك جندياً، والمقاومة جدية في إنجاز هذه المهمة»، وأن «حزب الله»: «ملتزم بالمعادلة، وهي معاقبة القتلة وليس الانتقام، وتثبيت ميزان الردع للحماية».
وقال الجنرال الإسرائيلي إنه في حال نجح «حزب الله» في قتل جندي إسرائيلي، فإنه ينبغي أن يكون رد إسرائيل شديداً، وأن «يجبي ثمناً كبيراً من (حزب الله)، حتى لو أعقبت ذلك أيام من القتال، وذلك من أجل تغيير المعادلة التي وضعها نصر الله. فمن المحظور تقبل وضع كهذا. وإذا تمكن نصر الله من استهداف جندي إسرائيلي، فسيكون على الحكومة أن تسمح للجيش بالرد بقوة لتحقيق هدف تغيير المعادلة».
وكانت هذه المجموعة من الضباط قد حذرت من خطر تقاعس الحكومة عن اتخاذ قرار بالحرب، في الظروف الحالية، وقالوا إنه على الرغم من أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، هددا بردٍّ شديد في حال مقتل جندي، فإن الماضي يشير إلى تقاعس الحكومة في الماضي عن الدفع إلى حرب مع لبنان. وهذا الوضع يخلق أجواء إحباط بين الجنود اليوم، وهم يختبئون من قناصة «حزب الله». وقال أحدهم: «يجب أن يخاف رجال (حزب الله) وليس نحن».
وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في المنطقة الشمالية، لقناعته بأن «حزب الله» سينتقم بشكل مؤكد. وهو يرسل طائرات مسيرة لرصد تحركات رجال الحزب قرب الحدود بين البلدين. وفي مساء أول من أمس الخميس، تم إسقاط إحدى هذه الطائرات في لبنان.
وغردت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على موقع «تويتر» بأنه «في حوالي الساعة 17:10 اخترقت طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي (Drone) الأجواء اللبنانية فوق بلدة عيتا الشعب، وقد أسقطها عناصر أحد مراكز الجيش على مسافة تبعد 200 متر من الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية».
وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً اعترف بسقوط المسيرة أثناء «نشاطات عملياتية» لوحدة تابعة له عند الحدود اللبنانية. وقال البيان إنه «لا خوف من تسرب معلومات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.