هجوم نتنياهو على الشرطة والقضاء يعزز قوة اليمين

يضمن فوزه الساحق في انتخابات مقبلة

TT

هجوم نتنياهو على الشرطة والقضاء يعزز قوة اليمين

بيّنت نتائج استطلاع جديد للرأي، نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أمس (الجمعة)، أن الهجوم الذي يشنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على سلطة إنفاذ القانون (الشرطة والنيابة والمستشار القضائي للحكومة وجهاز القضاء)، لا يلحق ضرراً في شعبيته، بل يتيح له الاستمرار كرئيس أكبر حزب في البلاد، ويضعضع الأحزاب المنافسة له، باستثناء القائمة المشتركة للأحزاب العربية. وفي حال إجراء انتخابات اليوم، ستتمكن أحزاب اليمين من الفوز بأكثرية ساحقة من 67 مقعداً (من مجموع 120)، أي أكثر من قوته اليوم وأكثر مما حصل عليه في الاستطلاعات الأخرى التي جرت في الأسبوع الأخير.
فقد حصل الليكود في هذا الاستطلاع على 31 مقعداً (له اليوم 36 مقعداً)، ما يدل على أن التدهور في شعبية نتنياهو توقف. وفاز اتحاد أحزاب اليمين المتطرّفة «يامينا»، برئاسة نفتالي بنيت، بـ20 مقعداً، علماً بأنه ممثل اليوم فقط بستة مقاعد. وارتفع حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين إلى 9 مقاعد، فيما حافظ حزب اليهود الغربيين المتدينين (يهودوت هتوراه) على قوته بسبعة مقاعد. وعليه فإن نتنياهو يستطيع بهذه الأحزاب أن يشكل حكومة يمين صرف.
ويتضح من نتائج هذا الاستطلاع أن «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، ستحصل على 17 مقعداً، فيما لو جرت الانتخابات اليوم، أي بمقعدين أكثر مما حصلت عليه في الانتخابات الأخيرة. وأما بقية الأحزاب في المعسكر المضاد لنتنياهو فإن قوتها ستنحسر أكثر وأكثر. فحزب المعارضة الرئيسية، «يش عاتيد - تيلم»، برئاسة يائير لبيد وموشيه يعلون، الذي تدب فيه خلافات في الأسبوع الأخير، يهبط من 20 مقعداً منحتها استطلاعات عديدة مؤخراً، إلى 13 مقعداً، وحزب الجنرالات «كحول لفان» بقيادة رئيس الوزراء البديل وزير الأمن، بيني غانتس، فيهبط من 17 مقعداً له الآن إلى 10 مقاعد؛ ويحافظ حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، بقيادة أفيغدور ليبرمان، على قوته 8 مقاعد، وكذلك حزب اليسار «ميرتس» 5 مقاعد.
وقد طرح الاستطلاع المذكور احتمالاً بأن يقوم حزب جديد لمواجهة نتنياهو، يقف على رأسه جنرالان آخران سابقان، هما: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، ورئيس بلدية تل أبيب، رون خلدائي (هو أيضاً جنرال سابق)، وقد بينت النتائج أن حزب نتنياهو سيزداد مقعداً إضافياً ليصبح 32 مقعداً، وأن كلاً من «كحول لافان» و«يش عاتيد - تيلم» سينهاران، وأن الحزب الجديد سيحصل على مئات ألوف الأصوات على حسابهما، ويصل إلى 11 مقعداً، فيما يهبط حزب غانتس إلى 6 مقاعد وحزب لبيد إلى 9 مقاعد. وتحافظ القائمة المشتركة على إنجازها الجديد 17 مقعداً. ويحافظ تكتل اليمين على إنجازه الجديد 67 مقعداً.
وطرح الاستطلاع إمكانات أخرى على الناخبين، مثل تغيير قيادة حزب لبيد واستبدال النائب عوفر شلح به، الذي تمرد عليه في الأسبوع الماضي، ومثل تغيير غانتس ووضع غابي أشكنازي مكانه في رئاسة «كحول لفان»، لكن النتائج لم تتغير بشكل جوهري. وبقي اليمين متفوقاً. وفاز اليمين برئاسة نتنياهو بالحكم. وعندما سئل الجمهور عن رأيه فيمن يصلح لرئاسة الحكومة بين السياسيين الحاليين، جاء نتنياهو أولاً كالعادة، وحصل على 32 في المائة وتلاه نفتالي بنيت 17 في المائة، ويائير لبيد 12 في المائة، وغانتس 10 في المائة.
واتضح أن الجمهور يشارك نتنياهو في الغضب من سلطات إنفاذ القانون في إسرائيل، إذ إن 54 في المائة قالوا إن ثقتهم بها انخفضت في السنوات الأخيرة. ولذلك، وعلى الرغم من أن 59 في المائة من الجمهور يعتبر حكومة نتنياهو فاشلة في مكافحة فيروس كورونا، فإن البديل لا يجدونه لدى المعارضة، بل لدى اليمين المتطرف أكثر مثل حزب «يمينا» ورئيسه نفتالي بنيت وليس الجنرالات ولا أنصار الديمقراطية والليبرالية وسلطة القانون.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.