ماجد المصري: تجسيدي أدوار الشر يستفزني قبل الجمهور

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يعتز بـ «لدواعي أمنية»

الفنان ماجد المصري - أفيش مسلسل «الوجه الآخر»
الفنان ماجد المصري - أفيش مسلسل «الوجه الآخر»
TT

ماجد المصري: تجسيدي أدوار الشر يستفزني قبل الجمهور

الفنان ماجد المصري - أفيش مسلسل «الوجه الآخر»
الفنان ماجد المصري - أفيش مسلسل «الوجه الآخر»

قال الفنان ماجد المصري، إنه يحب تقديم أدوار الشر لأنها تستفزه بشكل شخصي، قبل الجمهور الذي بات يحب هذه الأنماط من الأدوار، بحسب وصفه. وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن مسلسل «الوجه الآخر» الذي يعرض حالياً عبر إحدى القنوات المصرية، يعد استكمالاً لمسيرته الفنية الناجحة. وأوضح أن شخصية رجل الأعمال التي يجسدها في المسلسل، تختلف عما قدمه من قبل، مشيراً إلى أن «البطولة الأولى» لم تأتِه متأخرة؛ بل على العكس فهو أخذ حقه كثيراً من خلال الأدوار المؤثرة التي قدمها على مدار السنوات الماضية؛ خصوصاً في الدراما التلفزيونية... وإلى نص الحوار:

> لماذا تحمست لقبول بطولة مسلسل «الوجه الآخر»؟
- لأنني الذي اقترحت هذه القصة منذ البداية على شركة الإنتاج والمخرج سميح النقاش، وعندما حددنا جلسات عمل مع السيناريست فداء الشندويلي وبدأ في كتابة الحلقات، وجدت أنه كتب السيناريو بشكل جيد جداً وسلس ولم يغفل أي خط درامي؛ بل إن كتابته للمسلسل خدمت القصة للغاية، فضلاً عن أن شركة «سينرجي» المنتجة للعمل شركة محترمة وسبق لي أن عملت معها في أكثر من عمل على غرار «زلزال» و«بحر»، كما أن «الوجه الآخر» يجمع عدة ممثلين ممتازين، مثل نسرين طافش وندى موسى وأحمد سعيد عبد الغني وعماد رشاد وحنان سليمان.
> بطولاتك الدرامية الأخيرة جاءت خارج موسم رمضان... لماذا؟
- هذا أمر إنتاجي تحدده الشركة المنتجة، وفي الأعوام القليلة الأخيرة هناك عدة أعمال نجحت خارج موسم رمضان بشكل كبير ولاقت استحساناً من الجمهور، فلم يعد الأمر مقصوراً على رمضان فقط.
> هل ترى أن تقديمك لأدوار البطولة المطلقة جاء متأخراً؟
- مسألة البطولة الأولى أو المطلقة ليست فارقة معي، ويكفيني أنني قدمت في حياتي عدة أدوار كانت مؤثرة لدى الجمهور وما زالوا يتذكرونها، مثل شخصية «سليم الخواجة» في مسلسل «الخانكة»، وشخصية «فارس» في مسلسل «لدواعي أمنية»، وشخصية «خليل كتخا» في مسلسل «زلزال»، وشخصية «سيف» في مسلسل «آدم»، و«زياد الرفاعي» في «مع سبق الإصرار». كما أن أي عمل يتكون من بطل وبطلة في الأساس أو بطل وأمامه ند رئيسي، ويكون مماثلاً له في مساحة الدور والأهمية، والخطوط الدرامية تسير بالتوازي، وفي النهاية لا يمكن لأحد أن يعمل بمفرده.
> لكن عدداً من الفنانين يحرصون على لعب البطولة المطلقة كل عام!
- في الحقيقة أنا لا أستسيغ مصطلح «البطولة المطلقة»؛ لأنه لا يوجد شيء مطلق في حد ذاته. وهذا المصطلح يُقصد به البطولة الأولى. لذلك أرى أن كل هذه مجرد أسماء غير فارقة معي؛ لأن الأهم بالنسبة لي هو الدور الجيد المؤثر والمحوري ضمن الأحداث، فأنا كنت بطلاً في كل دور قدمته.
> أدوار الشر التي قدمتها كانت ناجحة أكثر من غيرها... لماذا؟
- أدوار الشر تكون دائماً مؤثرة أكثر من غيرها، ويرتبط بها الجمهور لأن الناس يرغبون في معرفة كيف سيسقط الشرير وكيف ستكون نهايته بعد كل الأفعال السيئة التي صنعها، مثل شخصية «سليم الخواجة» في مسلسل «الخانكة» مع غادة عبد الرازق، والذي كان يحمل قدراً كبيراً من الشر في كل تعاملاته الشخصية، وكان سقوطه مروعاً؛ حيث انتهى به الحال في مستشفى الأمراض العقلية بعد مقتل نجله الوحيد. فأدوار الشر تستفزني كممثل قبل الجمهور؛ لأنها تحمل قدراً كبيراً من الدراما والانفعالات.
> لكن هناك شريحة من الفنانين يخشون تقديم هذا النوع من الأعمال!
- الجمهور أصبح ذكياً جداً ويفرق جيداً بين شخصية الممثل الحقيقية وبين الدور الذي يقدمه، ويفصل بينهما. أما بالنسبة لي فأنا لا أختار دوراً إلا إذا كان مؤثراً وبه دراما وانفعالات، وكل أدوار الشر التي قدمتها تقريباً كان الجمهور يحبها، مثل شخصية «خليل كتخا» في «زلزال» الذي أحب الجمهور طبيعته، لدرجة أن بعض الجمل الحوارية التي قالها تحولت لـ«كوميكس» على «فيسبوك»، وهنا تكمن قدرة الممثل على تجسيد الشخصية بشكل يحبه الجمهور ويرتبط به، حتى لو كانت شريرة، وهذه معادلة صعبة.
> بعض النقاد قالوا إن مسلسل «بحر» لم يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً... ما رأيك؟
- مسلسل «بحر» مختلف عن مسلسلاتي الأخرى؛ لأنه كان معروفاً منذ البداية أنه سيُعرض عبر منصة «watch it» الإلكترونية، وبالتالي لم يتم إنتاجه بغرض النجاح الجماهيري الواسع الضخم، ومع ذلك فقد حقق نسبة مشاهدة مرتفعة جداً عبر المنصة، وبالتالي نجح بطريقة عرضه المختلفة، والجمهور أحب شخصية «بحر» الصعيدي، فضلاً عن أنه مسلسل طويل، وعادةً المسلسلات الطويلة لا تلقى القدر نفسه من النجاح الذي تحصده مسلسلات رمضان.
> ولماذا يتركز أغلب وجودك في الدراما التلفزيونية على حساب السينما؟
- آخر فيلم قدمته كان «البدلة» بمشاركة تامر حسني وأكرم حسني، عندما قدمت شخصية الإرهابي قبل عامين. ونجح الفيلم للغاية وحصد إيرادات غير مسبوقة. وأنا لا أضع شروطاً أو أفضل أنماطاً فنية على حساب أخرى؛ لأن الفيصل الرئيسي بالنسبة لي هو السيناريو الجيد، وأغلب الأدوار التي عرضت عليَّ خلال السنوات الأخيرة كانت في الدراما التلفزيونية وليست في السينما، إذ كان معظمها لا يناسبني ولا يرضيني.
> قدمت أدواراً مؤثرة ومهمة خلال مشوارك... لكن ما العمل الذي تعتز به وتحبه؟
- مسلسل «لدواعي أمنية»؛ لأنه مختلف جداً، وكان بمشاركة الفنان العملاق كمال الشناوي، وشخصية «فارس» الحارس الشخصي التي قدمتها في العمل، جمعت بين أمور كثيرة جيدة، كخفة الظل والرقي والأناقة والتفاني والإخلاص في العمل.



ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».