حنان مطاوع: «إلا أنا» الأكثر جماهيرية في مشواري

عبّرت عن أمنياتها تقديم عمل «فرعوني»

الفنانة المصرية حنان مطاوع
الفنانة المصرية حنان مطاوع
TT
20

حنان مطاوع: «إلا أنا» الأكثر جماهيرية في مشواري

الفنانة المصرية حنان مطاوع
الفنانة المصرية حنان مطاوع

نجحت الفنانة المصرية حنان مطاوع في اجتذاب المشاهدين عبر بطولتها لحكاية «أمل حياتي» ضمن مسلسل «إلا أنا» الذي يقدم على مدار 60 حلقة، واعتبرت مطاوع أن حكاية «أمل حياتي» البطولة المطلقة الأكثر جماهيرية في مشوارها، رغم اجتيازها اختبار البطولة المطلقة في مسلسل «بنت القبائل».
وتقول مطاوع في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن حكاية «أمل حياتي» أثرت فيها بشكل شخصي، لا سيما أنها لا توافق على دور معين، إلا إذا مس مشاعرها، وتوافق مع شخصيتها الحقيقية، فالمسلسل به توليفة من المشاعر الإنسانية الرائعة والنادرة التي أعجبت الناس، لافتة «أتبع قلبي في اختياراتي؛ لذا تدخل القلوب سريعاً».
وتؤكد مطاوع أنها لا تعتبر أدوارها مركبة مثلما يصفها البعض، بل هي تركيبة مختلفة من المشاعر التي تجيد التعبير عنها ببساطة وأحدثها دورها في حكاية «أمل حياتي»، مشيرة إلى أنها تحب كل الشخصيات التي قدمتها وتعتبرها توليفة جيدة من الكوميديا والشر والطيبة.
وذكرت مطاوع، أن فكرة تقديم عمل من 10 حلقات ليست جديدة على الدراما المصرية، موضحة أنها خاضت تلك التجربة من قبل عبر مسلسل «نصيبي وقسمتك»، قائلة «لا أجد مشكلة في تجربة مسلسل من 10 حلقات؛ فمناقشة قضية في حلقات قليلة على غرار حكاية (أمل حياتي) يعد إنجازاً فنياً يخلو من المط والتطويل الذي يجعل المشاهد يحجم عن المتابعة».
وترى مطاوع، أن «نجاح (أمل حياتي) يرسخ فكرة تفوق العرض خارج موسم دراما رمضان»، ورغم أن الأعمال تحظى بنقد ومشاهدة كبيرة خلال رمضان، فإن فتح مواسم أخرى للعرض أمر جيد، لكنه لن يسحب البساط من موسم رمضان؛ فمعظم الفعاليات الفنية تكرم الفنانين عن أعمالهم الرمضانية؛ لأن التركيز عليها يكون أكثر، بحسب الفنانة المصرية.
وكشفت مطاوع عن رغبتها في تقديم عمل فني مستمد من الحضارة الفرعونية التي تبهرها طوال الوقت من خلال القراءة أو متابعة الأعمال الوثائقية والدرامية: هذا العالم به الكثير من الأسرار شديدة الخصوصية التي تبهرني وتجذبني بسبب سحرها وجمالها.
وتشيد مطاوع بدور المنصات الإلكترونية في نشر الفن خلال الفترة الحالية، وترى أن متابعتها في تزايد مستمر قائلة، مشيرة إلى أنها ستتحمل عملية تسويق الأعمال الفنية في المستقبل من دون تأثر وسائل المشاهدة التقليدية.
وتعبّر مطاوع عن رغبتها في العمل مع والدتها الفنانة سهير المرشدي، قائلة «ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... الأمر يتوقف على الأدوار التي تعرض عليّ أنا ووالدتي، وهل هي مناسبة لها أم لا، خصوصاً أنها لا توافق على أي عمل فني في المطلق، بل لها طقوس ومتطلبات تجعلها توافق على النزول من منزلها للمشاركة بعمل يناسب سنها ويكون إضافة لتاريخها الفني».
وتتمنى حنان مطاوع العمل في المسرح «أبو الفنون»، «من لم يمر على المسرح لم يستشعر الفن الحقيقي؛ لذلك يظل المسرح حلمي الأثير، لكنه يحتاج إلى تفرغ كامل للخروج بعمل جيد وليس مجرد عرض سريع».
وعن فترة العزلة المنزلية التي التزمت فيها مطاوع المنزل خلال الأشهر الماضية تقول «قضيت معظم وقتي في الاهتمام بابنتي، وكذلك التفنن في الطهي، بالإضافة إلى القراءة»، مشيرة إلى أنها ليست مغرمة كثيراً بالسوشيال ميديا ولا تهتم بعدد المتابعين وليس عندها نهم جمع متابعين.
وتختتم مطاوع حديثها بالتأكيد على أنها لا تشغل بالها كثيراً بالتحضير لأدوارها المتنوعة قبيل عملية التصوير، معتبرة أن الممثل «مثل الحصالة بداخلها مشاعر كثيرة، وميكانيزم لتنظيم المشاعر، فالفنان لا بد أن تكون ملامح وجهه معبرة أثناء كلامه وصمته».



سليم سحاب: اكتشافي نجوم الأغنية المصرية يشعرني بالفخر

المايسترو سليم سحاب يتوسط مي فاروق وشرين عبد الوهاب (الشرق الأوسط)
المايسترو سليم سحاب يتوسط مي فاروق وشرين عبد الوهاب (الشرق الأوسط)
TT
20

سليم سحاب: اكتشافي نجوم الأغنية المصرية يشعرني بالفخر

المايسترو سليم سحاب يتوسط مي فاروق وشرين عبد الوهاب (الشرق الأوسط)
المايسترو سليم سحاب يتوسط مي فاروق وشرين عبد الوهاب (الشرق الأوسط)

قال المايسترو سليم سحاب إنه يعتز بكل الأصوات الغنائية التي تخرجت من كورال أطفال الأوبرا المصرية وصاروا من أهم المطربين على الساحة العربية حالياً، ومن بينهم شيرين عبد الوهاب، وتامر حسني، ومي فاروق، وأحمد سعد وريهام عبد الحكيم، مؤكداً في حواره لـ«الشرق الأوسط» أن الموهبة منحة إلهية، وأن أكثر لحظات يشعر فيها بالقرب من الله وقت قيادته الأوركسترا، مثمناً تجربته مع «كورال مصر» التي اختار لها أطفالاً من دور الرعاية الاجتماعية ليزرع فيهم حب الحياة عبر الموسيقى.

يحرص سحاب على مساندة كل مبدع عربي ومساعدته على بناء مستقبله الفني (الشرق الأوسط)

وحاز الموسيقار اللبناني المصري لقب «عالم موسيقي»، حيث جمع بين كونه باحثاً ومؤرخاً ومحللاً ومُنظراً موسيقياً وموزعاً للأوركسترا السيمفوني، ولا يزال سحاب يجد سعادته القصوى وهو ممسك بعصا المايسترو وعينه على المطرب وعازفي الأوركسترا.

يؤمن المايسترو الكبير بمقولة أفلاطون: «علموا أولادكم الموسيقى ثم أغلقوا السجون»، مؤكداً أنها صحيحة مائة في المائة، ومن منطلق إيمانه بها كوّن فريق «كورال مصر» لثقته بأن الموسيقى تعمل على الارتقاء بالنفس البشرية، قائلاً عن تجربته الشخصية: «إن أكثر الأوقات التي أجد فيها نفسي قريباً من الله سبحانه وتعالى عندما أقف على المسرح، وقد كان عبد الوهاب يقول إن أعظم أوقاته في الحياة عندما يلحن وعندما يصلي».

سحاب يتحدث للموسيقار محمد عبد الوهاب في إحدى الحفلات (الشرق الأوسط)

ويلفت سحاب إلى أنه منذ بداية القرن الـ20 اكتشف العلماء استخدام الموسيقى في العلاج النفسي، وهو ما لجأ إليه في تجربته الكبيرة مع «كورال مصر»، فقد كانت الموسيقى وسيلته لإعادة بعض الأطفال إلى المجتمع، ويقول عن ذلك: «لم تكن الموسيقى بحد ذاتها هدفاً، بل وسيلة للارتقاء بنفس هؤلاء الأطفال».

منذ جاء سليم سحاب إلى مصر نهاية ثمانينات القرن الماضي أسس «كورال أطفال الأوبرا»؛ فهو يعترف بأنه محب للأطفال بشكل كبير، موضحاً أنها «صفة أوجدها الله في قلبه»، لافتاً إلى أن «البداية مع الصغار تكون أسهل كثيراً من الكبار».

الموسيقار اللبناني - المصري سليم سحاب (الشرق الأوسط)

يفخر سحاب بكل من تعلموا في كورال الأطفال وباتوا من أهم الأصوات على الساحة العربية الآن، قائلاً كلهم أولادي، ولا أفضّل ابناً على آخر، ويذكر منهم، على سبيل المثال، شيرين عبد الوهاب، وتامر حسني، ومي فاروق، وريهام عبد الحكيم وأحمد سعد وإلى جانبهم هناك عشرات من الأصوات لمطربين قالوا إن بدايتهم كانت من كورال الأطفال، وهناك أيضاً ممثلون بدأوا من كورال الأطفال، من بينهم دنيا وإيمي سمير غانم.

وعن طريقة اكتشافه هذه المواهب، يقول: «أختار من يكون صوته صحيحاً، والعلم يصقل الموهبة؛ لذا أقول دائماً إن بإمكان معهد موسيقي واحد أن يُخرج جيشاً من الموسيقيين، لكن كل معاهد العالم لا تستطيع أن تُخرج موهبة لمن لا يتمتع بهذه المنحة الإلهية».

سحاب مع فيروز التي قاد أوركسترا إحدى حفلاتها (الشرق الأوسط)

ويبدي اهتماماً منذ بدايته بالمبدعين العرب الذي أسس لأجلهم مشروع «المبدع العربي»، مؤكداً أنه لن يتخلى عن مساندة كل مبدع عربي ومساعدته على بناء مستقبله الفني.

يشعر المايسترو بالفخر لقيادته الأوركسترا لكبار المطربين العرب، ولأصوات تاريخية، من بينهم، فيروز، ووديع الصافي وسعاد محمد من لبنان، ومن مصر سعاد مكاوي وشريفة فاضل، ومن سوريا المطرب الكبير صفوان بهلوان، ومن تونس لطفي بوشناق، كما يعتز بقيادته الحفلات الأولى في مصر لكل من المطربات سمية قيصر، وأصالة وفؤاد زبادي الذي قاد جميع حفلاته بدار الأوبرا المصرية.

وُلد سليم سحاب في يافا رغم أنه لبناني «أباً عن جد»، لكنه بقي مع أسرته بفلسطين وعاش بها حتى عمر 5 سنوات، كما قضوا عامين بها، ثم اتجهوا لبلدهم لبنان، وكما يروي: «في لبنان ظهرت ميولي الموسيقية بتأثير شقيقي الأكبر الذي كان هاوياً ولا يزال، وهو أحد أهم المؤرخين الموسيقيين بلبنان، أحببت منه الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية بعدما كنت مشغولاً بالموسيقى العربية لعبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد التي كانت متاحة في الإذاعات العربية».

كما تأثر بعباقرة الموسيقى في لبنان التي كانت زاخرة بهم، ومن بينهم سامي السداوي، وخالد أبو النصر وفيلمون وهبي، والمدرسة الجديدة التي ضمت العباقرة الكبار أمثال زكي نصيف، والأخوين رحباني، وتوفيق الباشا وحليم الرومي.

التوقف معناه العودة للوراء... فلا بد أن نسير للأمام لأن الحياة تعلمنا أشياء لم نكن نتوقعها

سليم سحاب

ويلفت إلى أنه كان يستمع للموسيقى المصرية واللبنانية، والكلاسيكية الأوروبية لعشر ساعات يومياً، وكل ذلك قاده لدراسة الموسيقى بمعهد «كونسرفتوار تشاسيوفكي» وكان أعظم معاهد الموسيقى بالعالم.

وقد بدأ حياته الموسيقية في لبنان باحثاً وكاتباً في مجلات «الفكر العربي» وجريدة «السفير»، مثلما أسس عام 1980 الفرقة اللبنانية للموسيقى العربية.

معاهد الموسيقى لا تستطيع أن تُخرج موهبة لمن لا يتمتع بهذه المنحة الإلهية

سليم سحاب

وفي عام 1988 دعت وزارة الثقافة المصرية سحاب لإقامة حفلات بالقاهرة، ثم تلقى عرضاً للعمل أستاذاً بمعهد الموسيقى العربية، ويتذكر ذلك قائلاً: «لقد كان عرضاً فنياً مغرياً؛ لأن مصر معروفة بإمكاناتها الفنية التي لا تنتهي، فاتخذت قراراً إيجابياً وبقيت في مصر من وقتها وأسست الفرقة القومية العربية للموسيقى عام 1989 ثم كورال أطفال الأوبرا وكورال مصر».

وكان قد حاز المايسترو الكبير الجنسية المصرية عام 1994: «انطلاقتي الموسيقية الأولى في لبنان جلبت لي الشهرة داخل لبنان فقط، لكن عملي في مصر أطلق شهرتي في العالم العربي والدولي، فقد قدمت 25 حفلاً باليابان، وحفلات عدة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا».

ابنتي قررت أن يكون لها أغانيها الخاصة رافعة شعار «لن أعيش في جلباب أبي»

سليم سحاب

ومثلما اكتشف أصواتاً واعدة فقد اكتشف موهبة ابنته سارة التي رباها على أصول الغناء العربي الكلاسيكي منذ طفولتها وترك لها حرية اختيار طريقها، وكانت بدأت أولى خطواتها بالفرقة القومية للموسيقى العربية، لكنها اتخذت قراراً أن يكون لها أغانيها الخاصة لكي تتوجه لشباب يماثلها رافعة شعار «لن أعيش في جلباب أبي» وهو يثق في اختياراتها. وفق تعبيره.

ويصف المايسترو سليم سحاب رحلته الموسيقية بأنها مرحلة «ناجحة»، ويتمنى أن يُضيف لها لأن «التوقف معناه العودة للوراء، فلا بد أن نسير للأمام لأن الحياة تعلمنا أشياء لم نكن نتوقعها».