نهلة داوود: تجربتي في «دانتيل» تخرج عن المألوف

تجسد شخصية مركبة في عمل درامي جديد

الممثلة اللبنانية نهلة داوود
الممثلة اللبنانية نهلة داوود
TT

نهلة داوود: تجربتي في «دانتيل» تخرج عن المألوف

الممثلة اللبنانية نهلة داوود
الممثلة اللبنانية نهلة داوود

قالت الممثلة نهلة داوود إنها عندما تلقت نص مسلسل «دانتيل» وقرأته شدها الدور الذي ستلعبه. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الدور مركب والمسلسل من نوع الـ«سوب أوبرا» أي غير الدراما الكلاسيكية المعتادين عليها. كما أن طبيعة شخصيتي فيه تحمل علامات استفهام كثيرة. كل ذلك دفعني للموافقة على مشاركتي فيه مع أن النص لم يكن قد اكتمل بعد».
وتجسد نهلة داوود في «دانتيل» دور المشرفة (حياة) على مشغل الخياطة في دار أزياء يحمل اسم العمل. «العمل بحد ذاته يحمل نكهة جديدة لم يسبق أن خضناها في أعمالنا الدرامية. وكما هو معروف عند الجميع فإن أعمال الـ«سوب أوبرا» لا تكون مجرياتها مرتبطة ببعضها بشكل مباشر. فالتركيبة هنا تختلف وتكون طويلة، حتى أن النهاية تكون مفتوحة على عدة احتمالات».
وترى داوود أن العمل بحد ذاته تحيط به الاحترافية من كل جنب. فكما فريق التمثيل المشارك من سيرين عبد النور ومحمود نصر ونقولا دانييل وتاتيانا مرعب وغيرهم كذلك تقف وراءه شركة إنتاج رائدة ألا وهي «ايغل فيلمز».
وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هنا لا بد من التنويه بمخرج العمل المثنى صبح. لقد أدار العمل بحرفية كبيرة سيما وأنه صاحب خبرات كبيرة في مجال الدراما، وهو من نفس مدرسة هيثم حقي والليث حجو وغيرهما. لا شك أن بصمته تطبع العمل بالريادة والا بداع، لذلك يمكن القول أنه عمل متكامل».
وتشير نهلة داوود إلى أن فريق التمثيل كان منسجما مع بعضه وهو ما انعكس إيجابا على أجواء العمل. «ما يجري عادة في الكواليس لا بد أن يخرج إلى العلن أمام الكاميرا أثناء التصوير. وهو ما يلمسه متابع العمل إذ أننا كنا جميعا متوافقين نعمل كيدٍ واحدة ونبذل كل جهودنا لإنجاح المسلسل».
وعن تجربتها في هذا العمل تقول: «هي تجربة خارجة عن المألوف. فالشخصية التي ألعبها تخبئ أسرارا كثيرة وراءها وتلونها التناقضات. فـ«حياة» تخفي قصة غربية خلف «بارافان» المشغل الذي تعمل فيه كمشرفة، وقد دخلته كخياطة عادية. وتجدر الإشارة إلى أن دوري (حياة) لا يشبه بتاتا دور «دونا ماريا» في النسخة الأجنبية من العمل المعروف بـ«فلفيت» وهو إسباني سبق وعرض عبر منصة نتفلكس ولاقى نجاحا كبيرا». وعن أوجه التشابه بينها وبين دور (حياة) الذي تلعبه تقول: «في الواقع كلنا نشبه بعضنا البعض في الحياة. فالممثل كما المشاهد والأدوار المجسدة تنبع من واقع معيش. وفي «دانتيل» لا يمكن القول إن الشخصية (حياة) تشبهني بأمور كثيرة، ولكنها ساعدتني في اكتشاف طاقات وأماكن جديدة في أعماقي. وهنا تكمن لذة العمل، إذ يستمتع الممثل باكتشاف مهارات جديدة تكتنفه لم يكن على علم بها من قبل».
تعد نهلة داوود صاحبة تجارب درامية كثيرة يلقبونها زملاؤها بـ«الأستاذة» لحرفيتها في العمل ولإسهامها في مساعدة المواهب الجديدة. وتعلق: «ربما لقبي هذا (أستاذة) ينبع من حبي وشغفي بعملي، وعندما أمد يد العون لمواهب جديدة فلأني أرغب في تبسيط الأمور لها من دون أن تمر بعذابات سبق وعشناها. فهذه الحيوية التي يمتلكونها في داخلهم لا أحب أن يخسروها، فأسهل لهم المهمة كي يحتفظوا بحماسهم».
اعتمدت نهلة داوود تغييرا في شكلها الخارجي من أجل ولادة شخصيتها (حياة) في «دانتيل». وتقول: «لقد قصصت شعري وهو أمر يحصل للمرة الأولى، كما وضعت «كشتبان» الخياطة بشكل دائم في أحد أصابع يدي كي يكون بمثابة علامتي وتوقيعي للشخصية. فالإكسسوارات التي ألجأ إليها في دور معين هي لصقل الدور وإعطائه الطابع الذي يستأهله. ومع التجربة تصبح هذه الأمور بديهية لدى الممثل يستطيع أن يشرحها بسرعة ويستعملها للخروج من روتين قد تقع به الشخصية التي يؤديها».
وعما ينتظر المشاهد في الحلقات المقبلة من «دانتيل» تقول: «هناك أحداثا كثيرة وسريعة تتخلل حلقاته المقبلة، ولا أعرف كيف يختتمها المخرج، لأن هذه المهمة تقع على عاتقه وحده». وتصف نهلة داوود تعاونها مع المثنى صبح بالرائعة: «كانت تجربة جديدة معه لأنه صاحب إدارة انسيابية لا تتقيد بالكلاسيكيات. يعرف تماما ماذا يريد من الممثل فيوجهه بتأن وهدوء. هو من المخرجين الذين لا يحبون التركيز على تعابير الوجه بل يفضل أن تزدحم المشاعر داخل الممثل ليخرجها في أطر أخرى لا علاقة لها بملامح الوجه بل بنظرة العيون مثلا. فهو بكلمة عنصر شبابي يضفي نبضاً جديداً على الدراما العربية. وهو أمر نحتاجه على ساحتنا. ونحن كلبنانيين لدينا مواهب إخراجية شبابية كثيرة، كفيليب أسمر وديفيد أوريان وايلي السمعان وورامز خوري ونبيل لبس وغيرهم، ممن يجب أن نعطيهم الفرصة والدعم الإنتاجي المطلوبين كي يبرزوا». وتتابع: «لدى كل مخرج رؤيا معينة يتميز بها وكل تجربة تحمل نكهتها الخاصة. فالإخراج علم وإحساس، وفي كل تجربة أخوضهما مع مخرج معين أخرج بانطباع جديد يختلف عن غيره».
جرى تصوير «دانتيل» في ظروف صعبة، فعدا أحوال الطقس درجات الحرارة المنخفضة تأثر أيضا بجائحة «كورونا». وتعلق نهلة داوود: «لقد حملت التجربة صعوبات كثيرة وأجواء متوترة، كنا لا نلبث أن ننساها ما أن ندخل ستوديو التصوير. كما تم إيقاف مواعيد التصوير أكثر من مرة بسبب إغلاق البلاد. ولذلك نقول «تنذكر ما تنعاد» وأملنا بالعلم والإنسان كبيرين ونتمنى أن يكتشفوا لقاحا لهذا الوباء بأسرع وقت ممكن».
وعن عرض مسلسل «دانتيل» عبر منصة «شاهد في أي بي» قبل شاشات التلفزة تقول: «إن تطبيقات «شاهد» و«نتفلكس» وغيرها أصبحت موجودة في كل بيت وهي رائجة كثيرا في هذه الأيام. صحيح أن هناك شريحة من الناس تفضل متابعة العمل الدرامي عبر محطات التلفزة، إلا أن الشباب يتابع هذه المنصات بكثافة وهذا عنصر مهم جدا بالنسبة للدراما العربية. وأنا سعيدة كوني أعيش هذا العصر. فهو تجديد من نوع آخر، علينا التأقلم معه بسرعة».
وعما أحدثته عندها الجائحة والظروف الأخيرة التي مر بها لبنان تقول: «الجائحة علمتنا أشياء كثيرة، لم نكن نتبه لها، فصرنا نعلم أنه علينا التمتع بكل دقيقة نعيشها مع أحبائنا وأولادنا. وعندما تواجدت وحيدة في منزلي صرت أسترجع شريط حياتي ومسيرتي المهنية وأوضاع لبنان. فلقد عشنا تجارب كثيرة لا أعرف كيف استطعنا اجتيازها مع كل المخاطر التي كانت تحيط بنا». قريبا تدخل إحدى بنات نهلة وزوجها الممثل ألكو داوود مجال الفن. وتعلق: «لقد درست إدارة الأعمال ولكنها تهوى الفن والتمثيل في الوقت نفسه، وقريبا سنشاهدها على الشاشة».
وعن أعمالها المستقبلية تقول نهلة داوود: «حاليا كل شيء متوقف فهناك عملان كنت أحضر لهما ولكن الظروف التي يمر بها لبنان حالت دون البدء في تنفيذهما وبينها «وقف التصوير» من كتابة كلوديا مرشيليان».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».